- مدونات

لك الله يا غزة!

الاحتلال الإسرائيلي لغزة: من الماضي إلى الحاضر والمستقبل المجهول “إن واجبنا لا يكمن في أن نكون مع أو ضد، بقدر ما هو وضع الريشة على الجرح.” – البير لوندر إن من أكثر الأشياء التي أعتز بها هي ذاكرتي التي لا تنسى الماضي، بل تغوص فيه لتحاول فهم واقعنا الحالي. وأتذكر جيدًا كيف كان تاريخنا في […]

PIC 22118 1744053963

الاحتلال الإسرائيلي لغزة: من الماضي إلى الحاضر والمستقبل المجهول

“إن واجبنا لا يكمن في أن نكون مع أو ضد، بقدر ما هو وضع الريشة على الجرح.” – البير لوندر

إن من أكثر الأشياء التي أعتز بها هي ذاكرتي التي لا تنسى الماضي، بل تغوص فيه لتحاول فهم واقعنا الحالي. وأتذكر جيدًا كيف كان تاريخنا في الماضي أكثر استيعابًا للحقائق، مقارنة بما ندرسه اليوم. كان ذلك في أيام شبابي، حين كنت ألتقي مع أصدقائي الذين تغلغل فيهم حب السياسة، وهي المرحلة التي يقضي فيها معظم الشباب وقتهم في اللهو. ومع أنني كنت في السادسة عشرة من عمري، لا تزال صور اللقاء التاريخي بين الراحل ياسر عرفات ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز، والذي تم فيه توقيع اتفاق أوسلو، عالقة في ذهني.

لقد عاشت فلسطين منذ قرون في قلب هذه القضايا، إذ مرت غزة بتقلبات شديدة، بدءًا من غزو نابوليون بونابارت في فبراير 1799، إلى اتفاقيات “سايكس بيكو” ومرورًا بنكبة 1948. وما زالت غزة تتصدر المشهد التاريخي مع كل محاولة جديدة لإعادة تقسيم الأرض الفلسطينية. فالحروب والنكبات التي مر بها الشعب الفلسطيني هي جزء من تاريخ طويل من المعاناة.

والواقع يقول إن القضية الفلسطينية لن تحل إلا بتوحيد القوى الفلسطينية التي لا تزال في صراع داخلي. لابد من وقوف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بحزم أكثر تجاه هذه القضية، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.

غزة، تلك المدينة التي شهدت العديد من المآسي، ما زالت تقع في قلب الصراع الدائم. فلم تقتصر معاناتها على الهجوم العسكري الإسرائيلي، بل إن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي لا يزال يتسارع في الضفة الغربية والقدس. بينما يتجاهل العالم المعاناة المستمرة للفلسطينيين في ظل غياب تام لحلول جادة.

أما اليوم، ففيما كانت غزة محط أنظار القادة التاريخيين، مثل نابوليون الذي حاول غزوها ليضمن السيطرة على الطريق الرابط بين قارات العالم، فقد أصبحت اليوم محط أنظار السياسات الكبرى، والتي لا تتوقف عن تحويل الصراع إلى لعبة سياسية.

وتجدد المأساة مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في فبراير 2025 عزمه على احتلال غزة بذريعة تحويلها إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”، مما يهدد بتهجير سكانها إلى مصر والأردن. مثل هذه التصريحات تعيد إلى الأذهان مخطط “صفقة القرن” الذي أطلقه صهره في ولاية ترامب الأولى، والذي استهدف تصفية القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق، يبدو أن السلطة الفلسطينية، تحت قيادة محمود عباس، لا تزال غارقة في سباتها، بينما تستمر القوى الدولية في استخدام الفلسطينيين كقطع شطرنج.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678