• Home  
  • أزمة وقود في مناطق سيطرة الحوثيين تعقّد معاناة اليمنيين
- اقتصاد

أزمة وقود في مناطق سيطرة الحوثيين تعقّد معاناة اليمنيين

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن أزمة وقود جديدة تزيد من معاناة السكان، الذين يعيشون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية عالميًا. وقال سكان في صنعاء لـ”نيوز عربي” إن محطات الوقود مزدحمة بشكل غير مسبوق. وأشاروا إلى بروز سوق سوداء تبيع الوقود بأسعار مضاعفة نتيجة قلة الإمدادات. أسباب الأزمة بدأت الأزمة بسبب تراجع كميات […]

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن أزمة وقود جديدة تزيد من معاناة السكان، الذين يعيشون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية عالميًا.

وقال سكان في صنعاء لـ”نيوز عربي” إن محطات الوقود مزدحمة بشكل غير مسبوق. وأشاروا إلى بروز سوق سوداء تبيع الوقود بأسعار مضاعفة نتيجة قلة الإمدادات.

أسباب الأزمة

بدأت الأزمة بسبب تراجع كميات الوقود الواصلة إلى المناطق الخاضعة للحوثيين. وتُعد هذه المناطق الأكثر استهلاكًا للمشتقات النفطية في البلاد. ويعود سبب النقص إلى تدمير ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، جراء غارات أميركية بتاريخ 17 أبريل/نيسان الماضي.

طوابير وسوق سوداء

قال حلمي الحيدري، وهو سائق أجرة بصنعاء، إن الأزمة أثرت بشكل كبير على عمله ودخله، خصوصًا في ظل انعدام الرواتب وركود السوق.

وأضاف أن الوقود لا يُمنح إلا بعد انتظار طويل. وأوضح: “وقفت في الطابور يومين، وحصلت على 40 لترًا فقط تكفينا 10 أيام. المحطات تسجل بيانات السيارة وتمنع التعبئة من محطة أخرى”.

وأشار إلى أن الكمية المخصصة لا تكفي. وأضاف: “نحتاج إلى 20 لترًا يوميًا لمتابعة العمل”.

وذكر أن سعر غالون البنزين (20 لترًا) بلغ 9500 ريال، في حين أن سعر الدولار يبلغ 535 ريالا يمنيا. وأكد أن السوق السوداء توفر الوقود دون طوابير ولكن بأسعار مضاعفة.

وأشار الحيدري إلى أن الأزمة أدت إلى ركود الأعمال وارتفاع أجور المواصلات. وأوضح أن كثيرًا من الناس باتوا يعتمدون على الحافلات العامة لرخص أجرتها، مما زاد من صعوبة الوضع.

من جهتها، قالت المواطنة غيداء عبد الله، المقيمة في صنعاء، إن العاصمة تعاني من أزمة وقود حادة منذ أيام، وسط استياء شعبي كبير.

وأكدت أن الأزمة أثرت على سائقي الأجرة والدراجات النارية، الذين يعولون أسرًا كثيرة. كما أشارت إلى أن بعض الشوارع أصبحت شبه خالية، مع انخفاض حركة المركبات بشكل ملحوظ.

طوابير من المركبات أمام محطة وقود في محافظة إب وسط اليمن
طوابير من المركبات أمام محطة وقود في محافظة إب وسط اليمن (الصحافة اليمنية)

خطة طوارئ من الحوثيين

أقرت جماعة الحوثي بالأزمة، وربطتها بالهجمات الأميركية التي دمرت ميناء رأس عيسى.

وأعلنت شركة النفط اليمنية، التي يديرها الحوثيون في صنعاء، تفعيل خطة طوارئ في محطات الوقود لإدارة المخزون المتاح مؤقتًا.

وذكرت الشركة أن فرقها الفنية أعادت تشغيل المنشآت خلال خمسة أيام فقط، رغم حجم الدمار. لكن سلسلة غارات جديدة بتاريخ 25 أبريل/نيسان أخرجت المنشآت عن الخدمة مجددًا.

وأشارت إلى أن غارة جديدة بعد يوم واحد فقط أجبرت السفن الراسية على التراجع نحو غاطس الميناء.

لا مؤشرات على انتهاء الأزمة

لا توجد بوادر واضحة لانتهاء الأزمة. ويرى مراقبون أن تدمير ميناء رأس عيسى واستهداف السفن من الأسباب الرئيسة.

وقال الباحث الاقتصادي رشيد الحداد، من صنعاء، إن سفنًا عدة تعرضت للأذى في الميناء، إحداها أصيبت خلال غارة أميركية أثناء محاولة طاقم روسي تفريغ شحنتها.

وكانت السفارة الروسية في اليمن قد أعلنت إصابة ثلاثة من رعاياها في الهجوم على سفينة “سيفين بيرلز” في ميناء رأس عيسى.

وأضاف الحداد أن واشنطن تستخدم أزمة الوقود كورقة ضغط على الحوثيين. وأشار إلى أن أميركا تسعى لإجبارهم على القبول بعروض تفاوضية بعد رفضهم عدة مبادرات خلال الأسابيع الماضية.

وأوضح أن الاتفاق بين واشنطن وصنعاء لوقف إطلاق النار يتضمن وقف الهجمات على السفن. ولفت إلى أن التزام الطرفين بهذا الاتفاق قد يفتح الباب أمام دخول المشتقات النفطية مجددًا.

تطور في مسار الصراع

في تطور لافت، أعلنت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء وقف ضرباتها ضد الحوثيين مقابل توقف الجماعة عن استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي إن الاتفاق تم مع الحوثيين لضمان سلامة الملاحة مقابل وقف الغارات الجوية الأميركية.

وأكدت جماعة الحوثي أن الاتفاق لا يشمل الصراع مع إسرائيل. وأعلنت أنها ستواصل عملياتها الداعمة لغزة. وبذلك، قد تزداد الأزمة تعقيدًا إذا استمر القصف الإسرائيلي على موانئ اليمن.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678