ألبانيزي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية فقاطعوها

المقررة الأممية ألبانيزي: ما يحدث في غزة إبادة جماعية وعلى العالم التوقف عن التعامل مع إسرائيل كدولة طبيعية

وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، ما يجري في قطاع غزة منذ خرق وقف إطلاق النار من قبل الاحتلال الإسرائيلي بأنه إبادة جماعية مكتملة الأركان، مؤكدة أن إسرائيل تمارس الفصل العنصري وترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى وقف التعامل معها كدولة طبيعية.

وفي مقابلة مع موقع ميديا بارت الفرنسي، نُشرت يوم الخامس من أبريل/نيسان خلال مؤتمر دعم فلسطين الذي نظمته منصة المنظمات غير الحكومية الفرنسية، قالت ألبانيزي إن العدوان الإسرائيلي على غزة عاد بوتيرة أعنف، حيث تواصل قوات الاحتلال القصف المكثف ليلاً ونهاراً، مصحوباً بأوامر تهجير قسري للفلسطينيين.

أرقام صادمة من قطاع غزة

ووفقًا لأحدث إحصائيات وزارة الصحة في غزة بتاريخ السابع من أبريل/نيسان، فقد ارتفع عدد الضحايا منذ 17 مارس الماضي إلى 1391 قتيلاً و3434 مصاباً، ليصل إجمالي عدد القتلى منذ بدء الحرب في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 50,752 شهيداً.

وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، يتواصل تصاعد هجمات المستوطنين وجنود الاحتلال، حيث تم اقتحام القرى الفلسطينية وتدمير المحاصيل الزراعية والاعتداء على السكان، بما فيهم النساء والأطفال، بالضرب والاعتقال وحتى القتل.

الصمت الدولي ودعم إسرائيل

رغم فداحة الجرائم، تبقى ردود الفعل الغربية باهتة، تتأرجح بين الصمت والتواطؤ، بينما تستمر الولايات المتحدة في دعم إسرائيل وتسليحها، بل وتلاحق قانونياً من يعارضون سياساتها أو ينددون بـ”الإبادة الجماعية المستمرة”، بحسب تعبير ألبانيزي.

فرانشيسكا ألبانيزي: صوت إنساني في وجه العنف

المحامية الدولية فرانشيسكا ألبانيزي، التي تولّت منصبها كمقررة أممية في مايو 2022، واجهت حملة تحريض شرسة من اللوبيات الداعمة لإسرائيل، حيث تم اتهامها بـ”معاداة السامية” و”التحيز”، وحتى بـ”دعم حركة حماس”، لكن رغم ذلك تم تجديد ولايتها الأممية لمدة ثلاث سنوات في أبريل 2025.

وأكدت ألبانيزي في حديثها لـ”ميديا بارت” أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية بوسائل غير مسبوقة، مشيرة إلى أن الاحتلال يستخدم أسلحة متطورة وتجريبية مثل الطائرات الرباعية المروحية التي تستهدف الأطفال بشكل خاص، لكونهم يجدون صعوبة في الاحتماء.

خطر التهجير في الضفة الغربية أيضًا

وحذّرت المقررة الأممية من خطر تهجير مماثل في الضفة الغربية، مشيرة إلى استمرار خطط الضم والاستيطان. وأكدت أن إسرائيل تسعى إلى إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف حتى الآن بسبب صمود الشعب الفلسطيني، وليس بسبب حماس، على حد تعبيرها.

وقالت إن كثيراً من الفلسطينيين اتصلوا بها حين دعت لإنشاء ممرات إنسانية، طالبين منها التوقف لأن الاحتلال سيستغلها لطرد السكان نهائياً من القطاع.

القانون الدولي “مختطف”

وأشارت ألبانيزي إلى أن العدالة الدولية أصبحت عاجزة، لأنها -حسب قولها- “مختطفة من قبل الولايات المتحدة”، مشددة على أن القانون الدولي لا يُطبق إلا بقدر إرادة الدول لتنفيذه، والتي باتت منعدمة، خاصة في ظل التواطؤ الغربي مع إسرائيل.

وأكدت ألبانيزي أن دعوتها ليست لاستخدام القوة، بل لتطبيق القانون الدولي ومقاطعة إسرائيل على المستوى السياسي والاقتصادي، مثلما تم مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقاً.

“لدي صوت وسأستخدمه”

وختمت المقررة الأممية حديثها بالقول:

“ما يقولونه عني لم يعد يؤلمني. ما يؤلمني فعلاً هو تجاهل الأطفال الذين يُقتلون يوميًا. لدي صوت وسأستمر في استخدامه”.

وأكدت أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تستمع إليها رغم محاولات تهميشها، وأن سبب الغضب منها يعود إلى خشية تلك الدول من استيقاظ الضمير العالمي، خاصة بين الشباب والمجتمع المدني.