زيارة خاطفة بعد محاولتين فاشلتين
بعد أن حالت الاضطرابات الأمنية والسياسية دون زيارتهم في مناسبتين سابقتين، تمكن 3 من أعضاء الكونغرس، بينهم الجمهوري أوستن سكوت والديمقراطيان جيمي بانيتا وسالود كاربخال، من قضاء نحو 4 ساعات في واغادوغو، بدعم من وزارة الخارجية وقيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).
لم يلتقِ الوفد قائد المرحلة الانتقالية، إبراهيم تراوري، لكنه اجتمع برئيس البرلمان الانتقالي عثمان بوغوما، وشددوا على ضرورة العودة إلى المسار الديمقراطي كشرط لاستئناف التعاون الكامل، بحسب أفريكا ريبورت.
مصالح مشتركة وأجندة أمنية
قال النائب سكوت للمجلة إن “الأمن شرط للتجارة، وإذا غاب الأمن، فلن تكون هناك تجارة”، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تفرض التعاون مع هذه الدول رغم الخلافات.
أما بانيتا، فأشار إلى أن رفع القيود الأميركية، المفروضة بموجب المادة 7008 من مخصصات المساعدات الخارجية، يتطلب خطوات ملموسة من جانب سلطات الساحل، وفي مقدمتها تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
انفتاح على تحالف دول الساحل
تأتي الزيارة بعد جولات لمسؤولين كبار في إدارة ترامب إلى بوركينا فاسو ومالي والنيجر، في ظل بحث واشنطن رفع القيود عن “تحالف دول الساحل”.
ووفق أفريكا ريبورت، ركزت هذه التحركات على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب استكشاف فرص الاستثمار الأميركي في ظل سعي الإدارة للحصول على المعادن الإستراتيجية.

عقدة النيجر والملف العسكري
تبقى العلاقات العسكرية محورا حساسا، خاصة بعد طرد القوات الأميركية من قاعدة أغاديز في النيجر العام الماضي.
وكان الجنرال مايكل لانغلي، القائد السابق لأفريكوم، قد أثار جدلا حين اتهم تراوري بتحويل احتياطات الذهب، المقدرة بـ4 مليارات دولار، لدفع أجور مرتزقة روس، في حين تبنى خلفه الجنرال داغفين أندرسون لهجة أكثر تصالحية، معتبرا أن “الوقت المناسب” قد يتيح عودة التعاون.
فرصة أميركية ضائعة
يرى ميلفن فوت، رئيس منظمة “الكونغرس من أجل أفريقيا”، أن واشنطن أضاعت فرصة ذهبية لملء الفراغ الذي خلفه تراجع النفوذ الفرنسي في الساحل، تاركة المجال لروسيا لتقديم خدمات أمنية مقابل الموارد المعدنية.
ويضيف للمجلة أن الوقت قد حان لتغيير الإستراتيجية الأميركية في المنطقة.
بين القيم والمصالح
ورغم دعم إعادة الانخراط، فإن بانيتا وديمقراطيين آخرين يحذرون من اختزال السياسة الأميركية في “صفقات معادن”، مشددين على ضرورة منع تحول الساحل إلى “ثقب أسود” للجماعات المتطرفة، لما لذلك من تداعيات على غرب أفريقيا والولايات المتحدة نفسها.