وبحسب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي اجتمع مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، فإن الخطة تتعهد بمحاسبة الضالعين في التجاوزات وتتكفل بالحقوق وتدعم العدالة وتتطلع إلى إنجاز مصالحة مجتمعية بمشاركة كل الفئات في المحافظة.
وتتضمن الخطة 7 خطوات تتمحور حول تقصي الحقائق، وتحديد المسؤوليات، والمحاسبة، وضمان تدفق المساعدات الطبية والإنسانية لأهل السويداء، إضافة إلى ذلك تتعهد الخطة الجديدة بتسهيل عودة النازحين وإعادة الخدمات الأساسية، إضافة إلى نشر قوات محلية من وزارة الداخلية.
ولم يتخلف ما تضمنه الاتفاق، برأي الكاتب والباحث السياسي، حسن الدغيم، عن ما تقوم الحكومة السورية بتطبيقه مثل تسهيل دخول المساعدات وتبادل الموقوفين والمحتجزين وتشكيل لجان التحقيق ومحاسبة المتجاوزين، لكن الجديد في الاتفاق هو تعاون الدولة السورية مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا.
ومن خلال الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة السورية تكون قد قطعت الطريق- بحسب الدغيم- عن التيار الذي يطالب بالانفصال في السويداء، في إشارة إلى حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل طائفة الدروز في السويداء، والذي كان قد دعا من سماهم شرفاء العالم ودوله الحرة بالوقوف إلى جانب الطائفة الدرزية لإعلان إقليم منفصل جنوبي سوريا.
ويعتقد الكاتب والباحث السياسي أن الدولة السورية حرصت عبر الاجتماع الثلاثي (سوريا والأردن والولايات المتحدة) على التأكيد أن مستقبل السويداء وكل مكوناتها يرتبط بمصير سوريا.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه تم التوصل إلى خطة سورية أردنية أميركية لتجاوز أحداث السويداء تحت سقف وحدة سوريا واستقرارها.
امتحان حقيقي
ويعترض محللون سوريون على أداء الحكومة السورية في تعاطيها مع ملف السويداء، ومن بين هؤلاء مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن، محمد العبد الله، والذي يقول لبرنامج “ما وراء الخبر” إن ما تم الاتفاق عليه اليوم هو نفسه الذي رفضت الحكومة السورية أن تنخرط فيه بلقاء عمان بين الوزير الشيباني ونظيره الأردني وبرعاية المبعوث الأميركي.
ويقول إن “الحكومة السورية رفضت الانخراط في اتفاق عمان وفضلت الذهاب إلى باريس للقاء وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر”، موضحا أن الفشل في المفاوضات مع إسرائيل حول ملف السويداء دفع الحكومة السورية للقبول بما رفضته سابقا، وتحاول الآن -حسب المتحدث- عزل ملف السويداء من ملف المفاوضات السورية الإسرائيلية المتعثر.
وبينما تتعهد الحكومة السورية بتنفيذ ما ورد في الاتفاق، يرى العبد الله أن الامتحان الحقيقي هو التطبيق، مثل إدخال لجنة التحقيق الدولية والمساعدات والخدمات الأساسية، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة يمكنها أن تلعب دور الضامن هذه المرة، خاصة من ناحية ضمان عدم تدخل إسرائيل في حالة التزمت الحكومة بالاتفاق.
وكانت إسرائيل تدخلت بشن غارات لدعم الدروز في مواجهة القوات الحكومية ومقاتلي العشائر العربية الذين ساندوها، قبل إعلان واشنطن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين دمشق وتل أبيب في 19 يوليو/تموز الماضي.
ويذكر أن السويداء شهدت منذ يوليو/تموز الماضي وقفا هشا لإطلاق النار بعد اشتباكات دامية استمرت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية خلّفت مئات القتلى، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، رغم إعلان الحكومة السورية 4 اتفاقات متتالية لوقف إطلاق النار في المنطقة، انهارت 3 منها.