• Home  
  • هكذا تغزو البؤر الاستيطانية قلب مدينة الخليل
- رياضة - غزة

هكذا تغزو البؤر الاستيطانية قلب مدينة الخليل

رام الله- من قلب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، غرد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، على منصة “إكس” قائلا إنه جاء للمسجد عشية رأس السنة العبرية ليدعو بالسلامة لجنوده، وأرفق صورة له داخل المسجد. بالتأكيد مرّ كثيرون بشكل عابر على تغريدة الوزير الإسرائيلي أول أمس الثلاثاء، لكن الأمر مختلف تماما بالنسبة لأكثر […]

بالتأكيد مرّ كثيرون بشكل عابر على تغريدة الوزير الإسرائيلي أول أمس الثلاثاء، لكن الأمر مختلف تماما بالنسبة لأكثر من 700 عائلة فلسطينية تعد الأعياد اليهودية بمثابة كابوس يطرق باب كل منها، حيث تخضع لحظر التجول التام وتتعطل الحياة فيها.

وبمئات الجنود وعشرات الحواجز يخنق جيش الاحتلال منطقة تقدر بنحو كيلومتر مربع واحد في قلب البلدة القديمة، وتنتشر 6 بؤر استيطانية وما لا يقل عن 8 منازل استولى عليها مستوطنون.

ما يجري في قلب الخليل حاضنة المسجد الإبراهيمي من تسلل استيطاني، يشبه ما يجري ببلدة سلوان حاضنة المسجد الأقصى.

بؤر استيطانية

من أبرز البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة: تل الرميدة، بيت رومينو، أبراهام أبينو، سوق الخضار، بيت هداسا، بيت الرجبي، إضافة إلى 8 بؤر صغيرة هي منازل فلسطينية تم الاستيلاء عليها خلال السنوات الأخيرة، وآخرها الأحد الماضي داخل حي الجعبري الفلسطيني، وهي كالتالي -مرتبة وفق تاريخ الاستيلاء عليها- حسب أرشيف نيوز عربي وإعلام رسمي فلسطيني:

  • 27 يوليو/تموز 2017: الاستيلاء على منزل المواطن علي إبراهيم حسين أبو رجب وأبنائه.
  • الرابع من سبتمبر/أيلول 2018: الاستيلاء على منزل مملوك لعائلة الزعتر.
  • 13 مايو/أيار 2022: الاستيلاء على منزل في منطقة واد الحصين بمحاذاة مستوطنة “كريات أربع” مكون من 3 طوابق بمساحة كلية تصل إلى 1200 متر مربع، يعود للمواطن وليد الجعبري.
  • 28 يوليو/تموز 2022: الاستيلاء على منزل قرب مسجد قيطون، للمواطن عبد الكريم أجريوي.
  • 13 يوليو/تموز 2023: استولت مجموعة من المستوطنين على سطح منزل في منطقة تل الرميدة، للمواطن غسان الصاحب، كان يُستعمل نقطة عسكرية لجيش الاحتلال.
  • 24 مارس/آذار 2025: الاستيلاء على منزل مأهول بحي تل الرميدة يعود لعائلة عبد الباسط التميمي.
  • الثاني من سبتمبر/أيلول 2025: المستوطنون وبحماية جيش الاحتلال يستولون على منزل يعود لعائلة نصر في البلدة القديمة.
  • 21 سبتمبر/أيلول 2025: الاستيلاء على منزل مكون من غرفة ومحيطها في حارة الجعبري يعود للمواطن عكا عبد المجيد الجعبري.

فصل عنصري

في تقاريرها حول البلدة القديمة من مدينة الخليل، تقول منظمة بتسيلم إن وسط المدينة كان في الماضي مركزا تجاريا لجنوبي الضفة، لكن إسرائيل أقامت فيه عدة مستوطنات في قلب منطقة سكن فلسطينية.

وتضيف أن الجيش يفرض قيودا صارمة ومشددة على الفلسطينيين أدت إلى نزوح مكثّف للسكان الفلسطينيين وإغلاق مئات المصالح التجارية وانهيار اقتصاد مركز المدينة.

ووفق اتّفاق الخليل بين إسرائيل ومنظمة التحرير عام 1997، أبقي نحو 20% من مساحة المدينة بما في ذلك بلدتها القديمة والمسجد الإبراهيمي تحت السيطرة الإسرائيلية وأطلق عليه “خ1″، في حين خضع الباقي للسلطة الفلسطينية وأطلق عليه “خ2”.

ومن بين الفلسطينيين القاطنين في “خ1” كان يسكن 7 آلاف نسمة، في أماكن متاخمة لمنازل المستوطنين والشوارع التي يستخدمونها، لكن أعدادهم تراجعت اليوم، وفق “بتسليم” التي تنعت الوضع القائم في الخليل بأنه “نظام يقوم علنا وصراحة على مبدأ الفصل، وعلى ضوء ذلك أنشأت إسرائيل فصلا فيزيائيّا وقضائيّا بين المستوطنين والسكّان الفلسطينيين، يشمل فرض قيود صارمة ومشدّدة على تحرّكات الفلسطينيين في حين يتحرك المستوطنون بحرية ومن دون أيّ قيد”.

البلدية القديمة-الخليل-فلسطين-شارع مقسم بين المستوطنين (يمينا) والفلسطينيين (يسارا)
بتسيلم: الوضع القائم في الخليل نظام يقوم علنا وصراحة على مبدأ الفصل (نيوز عربي)

كابوس الأعياد

قبيل مغيب شمس الاثنين الماضي، التزم الفلسطيني عارف جابر، وهو ناشط في “مجموعة المدافعين عن حقوق الإنسان” المحلية، منزله في حارة جابر بالخليل، ولن يسمح له بالمغادرة قبل صباح الخميس، ضمن إجراءات مفروضة على السكان في الأعياد، تتكرر مساء الجمعة ونهار السبت من كل أسبوع، منذ بدء حرب الإبادة على غزة قبل نحو عامين.

ويقول جابر في حديثه للجزيرة نت إن البؤرة الاستيطانية في عمارة الرجبي القريبة من منزله “تشكل خنجرا في خاصرة المنطقة المغلقة المقدر عدد سكانها بنحو 3 آلاف نسمة، وأصابتها بالشلل بما في ذلك تعطل العملية التعليمية”.

وعن ظروف الاستيلاء على العقارات والمنازل يوضح: إما عنوة بدون مبرر، أو يكون قد استولى عليها الجيش لأغراض أمنية، أو بذريعة شرائها وغالبا بوثائق مزورة، أو بزعم ملكيتها ليهود قبل 1948.

وأضاف أن أبرز مشكلة تواجه السكان الفلسطينيين، هي تعدد الورثة وربما بالمئات لعقار واحد قد يكون غرفة، فيأتي أحد أفرادها من ضعاف النفوس ليبيع حصته ولا تساوي حجرا أصلا، لكن المستوطنين يستولون على العقار كاملا وبمساعدة قضاء وسلطات الاحتلال رغم عدم صحة البيع واعتراض باقي الورثة.

ومن هنا يناشد عشائر الخليل تسويةَ أوضاع العقارات ذات الملكية المتعددة بتسجيلها أو وقفها وقفا ذريا أو تسليمها للأوقاف لحمايتها، بالتوازي مع تشديد العقوبة على من يثبت ضلوعه في بيع حصته.

برنامج انتخابي

من جهته يوضح، هشام الشرباتي من مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان أن الاحتلال قتل الحياة الطبيعية للسكان الفلسطينيين في قلب الخليل بإغلاقه ونشر قواته.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الاحتلال أغلق المنطقة التي تضم البؤر الاستيطانية الكبرى والطرقات الرابطة بينها، ونشر حواجز عسكرية وعشرات الكاميرات الذكية القادرة على تشخيص العابرين حتى من دون إبراز وثائقهم الشخصية.

وأضاف أن سكان المنطقة المغلقة، يخضعون لحظر التجول الكامل في الأعياد اليهودية ومن مساء الجمعة حتى فجر الأحد من كل أسبوع، وهذا يحرم السكان من حقوق أساسية كالتعليم؛ إذ توجد 3 مدارس يسكن طلبتها في ذات المنطقة ويتم عرقلة وصول طلبتها ومدرسيها، فضلا عن تأثير القيود الإسرائيلية على حركة المرضى وانتهاك حق المواطنين في الوصول للمرافق الصحية.

ولا ينظر الشرباتي لما يجري بمعزل عن مساعي الاحتلال لتحويل الخليل إلى مدينة يهودية على حساب جزء كبير من البلدة القديمة بما يسهم في إيجاد تواصل جغرافي مع مستوطن كريات أربع شمالي المدينة، وفي المقابل استهداف الوجود الفلسطيني.

وعن تسارع وتيرة الاستيلاء على المنازل، يشير الباحث الحقوقي إلى أن أحد بنود اتفاق تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية يتحدث صراحة عن استعادة 75 عقارا في الخليل بزعم أن يهودا كانوا يملكونها قبل النكبة، وهذا ما حصل رغم وجود شواهد بعكس تلك المزاعم.

وأشار إلى خطر جديد يتمثل في تسجيل حالتي استيلاء إحداهما على عقار في حي الجعبري الفلسطيني وهو المنطقة المغلقة، والأخرى على أرض تم إدخال مساكن متنقلة إليها، تقع خارج منطقة السيطرة الإسرائيلية وتحت السيطرة الفلسطينية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678