• Home  
  • مواجهة وشيكة بين أميركا وفنزويلا قد تشعل حربًا كبرى
- أخر الأخبار

مواجهة وشيكة بين أميركا وفنزويلا قد تشعل حربًا كبرى

لا شيء يبعث على استبعاد توجيه ضربة عسكرية أميركية لأهداف على مشارف فنزويلا، ولاشيء يستبعد ردة فعل عنيفة من الجانب الفنزويلي. فوحدها القوانين الدولية تحول دون قيام إدارة الرئيس الأميركي ترامب بأي خطوة جنونية في هذا الاتجاه، لكن هل احترم الجانب الأميركي حدود القوانين الدولية، في ضربة إيران الأخيرة؟ أو بعد استهداف المركب “الفنزويلي” على […]

مواجهة وشيكة بين أميركا وفنزويلا قد تشعل حربًا كبرى

فوحدها القوانين الدولية تحول دون قيام إدارة الرئيس الأميركي ترامب بأي خطوة جنونية في هذا الاتجاه، لكن هل احترم الجانب الأميركي حدود القوانين الدولية، في ضربة إيران الأخيرة؟ أو بعد استهداف المركب “الفنزويلي” على حدود المياه الإقليمية الفنزويلية وتصفية أكثر من عشرة أشخاص على متنه، بحجة أنهم تجار مخدرات، دون توفر أي دليل على التهمة؟

رغم أن حادثة تفجير المركب بمن عليه، صُنفت في باب “الاستفزاز” الأميركي للسلطات في فنزويلا، فإن التطورات التي تبعتها، توحي بأن التصعيد بات وشيكا، وأن المواجهة أصبحت رهينة شرارة واحدة تُطلق العنان لسيناريو الحرب، ولو بعنوان “الحرب على عصابات المخدرات”، وفق الرواية الأميركية.

فقد رأت الحكومة الفنزويلية في قرار الرئيس الأميركي ترامب يوم الجمعة الماضي، استبدال اسم وزارة الدفاع الأميركية، بوزارة “الحرب”، رسالة مباشرة لها، وربما بسببها خرج الرئيس الفنزويلي مادورو بدوره بالبذلة العسكرية، في حركة رمزية فُهمت على أنها استعداد للمواجهة، كيف لا، وهو “القائد الأعلى للقوات المسلحة”.

إضافة إلى جملة من المؤشرات الأخرى، التي لا تُخطئها العين، على غرار التعزيزات العسكرية الأميركية في جنوب البحر الكاريبي بإحضار 4500 جندي، ونشر ثماني سفن حربية مُدمرة، وسفن برمائية من نوع “إيو جيما” وطائرات استخباراتية من طراز “P-8″، وغواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية، مع 1200 صاروخ مُوجه نحو الحدود الفنزويلية.

ومما زاد المشهد توترا، هو وصول وزير الحرب الأميركي بيت هيغيسث برفقة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين إلى القاعدة العسكرية في جزيرة بوريتو ريكو، تمهيدا لإرسال 10 مقاتلات من طراز “إف-35”.

الرئيس الفنزويلي من جانبه، صرح على قناة روسيا اليوم، تفاعلا مع هذه المستجدات، في البرنامج اللامع “حديث مع كوريا”، بأن هذا الاستعراض “الهوليودي” للقوة العسكرية الأميركية، هو خطوة استفزازية للسلطات الفنزويلية.

وأضاف أن الانتشار والتأهب العسكري الأميركي في المنطقة، يُذكر بسيناريو حصار كوبا في 1962، غير أن المبالغة في استعراض الإمكانات هذه المرة، دخل مرحلة جديدة، لم يشهدها العالم من قبل، مذكرا بأن تركيز مقاتلات من طراز “إف-35″، في بورتوريكو، أي على بُعد 29 دقيقة من التراب الفنزويلي، يجعل إدارة البيت الأبيض ومُحافِظة نيوز عربي جينفير غونزاليس، يتورطون بشكل واضح في سيناريو حرب واهِم.

في وقت سابق، وعلى إثر الضربة الأميركية على المركب الذي كان يقل 11 فنزويليا قرب المياه الإقليمية الفنزويلية، وتصفيتهم بالكامل، قال الرئيس مادورو إنها “لقطة تم إخراجها بالذكاء الاصطناعي”، ثم سرعان ماهدأت نبرة التعليق.

إضافة إلى أن جلب وزارة الحرب الأميركية آلافا من جنودها إلى جزيرة بورتوريكو، كان قد سبقه إعلان الرئيس مادورو عن حشد ما يقارب 4.5 ملايين من المسلحين الفنزويليين، ونشرهم على طول سواحل البلاد، تحت مسمى “مليشيات وطنية”.

لكن الخطوة المثيرة للجدل التي أقدمت عليها السلطات الفنزويلية- ويبدو أنها ستكون الشرارة التي ستشعل غضب الأميركيين- تعود إلى تحليق طائرتين عسكريتين فنزويليتين من فئة مقاتلات “إف-16″، الخميس الماضي، بالقرب من مدمرة صواريخ موجهة من فئة “آرلي بيرك”، وهي جزء من الأسطول الحربي الأميركي في المياه الدولية، فيما وصفته وزارة الحرب الأميركية بأنه “عمل استفزازي للغاية”.

وعندما سئل الرئيس الأميركي ترامب عن الحادث، حذر من أن جيشه لديه تصريح بإسقاط أي طائرة إذا وجد الأمر ضروريا، وهي تصاريح يرى أغلب المحللين أنها غير دستورية، نظرا لأن أي خطوة عسكرية تتخذها الولايات المتحدة في المنطقة ستخالف القوانين الدولية لا محالة، إضافة إلى أن الجهة الوحيدة التي تملك حق إقرار إعلان الحرب، هي الكونغرس.

غير أن الرئيس ترامب وأعضاء حكومته يستندون إلى وجود مبرر قانوني لهذا التصعيد والتلويح باستخدام الآلة الحربية، نظرا لوجود خطر يهدد سلامة البلاد وأهلها، وهي “عصابات المخدرات” التي تهرب المخدرات والبشر من بلدان مثل المكسيك وفنزويلا، إلى داخل الولايات المتحدة، وبالتالي فإن ملاحقتهم تعتبر مشروعة بكل الأسلحة والطرق.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المبرر الذي فتح الباب لاستهداف عصابات مثل “تران دي أراغوا” الفنزويلية و”كارتال دي سنالوا” المكسيكية والعابرة للحدود جميعها بعد تصنيفها كمنظمات إرهابية، تبعه إعلان رسمي من الرئيس الأميركي يُصنف الرئيس مادورو زعيما لعصابة “لوس سوليس” الفنزويلية لتجارة المخدرات، ورفع مكافأة كل من يساهم في عملية إيقافه، إلى 50 مليون دولار.

وفي الحقيقة، ليس الأمر بمستحيل على الولايات المتحدة، فقد قامت بإيقاف أليكس صعب مستشار الرئيس مادورو وذراعه اليمنى، في 2021 أثناء توقفه في الرأس الأخضر في طائرة خاصة، وترحيله إلى الولايات المتحدة لمقاضاته، رغم تمتعه بالحصانة الدبلوماسية.

ولعل الطريف في الأمر، أن اعتماد الإدارة الأميركية تصنيف العصابات المذكورة، كمنظمات إرهابية وتصنيف الرئيس مادورو رئيسا لعصابة “لوس سوليس” المكونة من قدماء العسكريين في فنزويلا، نال دعم بعض الحكومات في المنطقة، على غرار الإكوادور والأرجنتين، ما وُصف بـ”التقرب الأحمق” للإدارة الأميركية، وفق بعض الناقدين.

من جانبه، اتسم رد فعل الرئيس الفنزويلي مادورو، على ذلك بالسخرية، وقال في حواره المذكور على قناة روسيا اليوم، إن رواية الشيطنة لرموز وشعوب أميركا اللاتينية التي تعتمدها الولايات المتحدة في وصمهم بتجار المخدرات، وتسعى إلى شن حروب على أساسها، هي رواية “مضللة”؛ لأن مكافحة تجارة المخدرات تبدأ من التوقف عن الاستفادة من أموالها.

وأشار إلى أن 85% من أموال المخدرات يتم غسلها في البنوك الأميركية، وإذا كانت الإدارة الأميركية جادة فعلا في محاربة هذه التجارة “القذرة”، فستلاحق أصحابها وتمنع بنوكها من المشاركة في دورة تبييض أرباحها.

وهو تصريح يُذكرنا بتصريح الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس، الذي قال إن حرب الإدارة الأميركية على عصابات المخدرات هي حرب فاقدة للمصداقية؛ لأن محاربة المخدرات تبدأ من التوقف عن استهلاكها، في إشارة إلى أن السوق الأميركية هي الكبرى من هذه الناحية.

يبدو أن إجابة الرئيس الأميركي ترامب “سوف ترى!”، على سؤال صحفي منذ يومين، إن كانت الولايات المتحدة تنوي ضرب فنزويلا، تجعل تسارع التصعيد، احتمالا غير مستبعد الحدوث، خاصة أن الزيارة العاجلة التي قام بها وزير خارجيته ماركو روبيو منذ أيام إلى الإكوادور، أثارت انزعاج الحكومة الفنزويلية، تلميحا لدور أميركي مُمكن ضدها، انطلاقا من التراب الإكوادوري.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة نيوز عربي.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678