اعتداء مؤيدي نتنياهو على متظاهرين يطالبون بصفقة تبادل أسرى

في تصعيد خطير، اعتدى ناشطون مؤيدون لحكومة بنيامين نتنياهو على متظاهرين في تل أبيب خرجوا للمطالبة بصفقة تُعيد الأسرى من غزة.
وقد وقعت الاعتداءات في رحوفوت، جنوبي المدينة، حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة أفرادًا ينزلون من سيارة ويهاجمون المحتجين بشكل عنيف.

لبيد: التحريض الحكومي هو السبب المباشر

من جهة أخرى، اعتبر زعيم المعارضة يائير لبيد أن ما جرى هو نتيجة لتحريض مباشر من الحكومة.
وقال عبر منصة “إكس”:

“العنف ضد متظاهرين يطالبون فقط بعودة الأسرى يعكس تحريض آلة الكراهية التي تديرها الحكومة. ولذلك، لن نتراجع عن مطلبنا حتى يعود جميع المحتجزين”.

بعبارة أخرى، لبيد يُحمّل الحكومة مسؤولية التحريض والنتائج المترتبة عليه.

والدة أسير: نتنياهو يرفض إطلاق سراح الأسرى

في السياق ذاته، وصفت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير الإسرائيلي “ماتان”، حكومة نتنياهو بأنها “دموية”.
إذ قالت إن الحكومة تتعمد عرقلة أي صفقة لإطلاق سراح الأسرى، رغم رغبة الشعب الواضحة.

وأوضحت في منشور لها على “إكس”:

“الشعب يريد استعادة الأسرى، حتى لو كلف الأمر وقف الحرب. لكن في المقابل، الحكومة ترفض وتواصل سفك الدماء”.

وعلاوة على ذلك، اعتبرت أن الحرب الحالية “سياسية”، وتهدد المحتجزين بالقتل تحت القصف.

دعوات للتظاهر: لا وقت للصمت

لذلك، دعت تسينغاوكر الإسرائيليين إلى النزول للشوارع، من أجل الضغط على الحكومة.
وقالت:

“لا يزال الوقت مناسبًا لإبرام صفقة قبل مقتلهم جميعًا. بالتالي، علينا جميعًا أن نتحرك الآن”.

مظاهرات حاشدة تطالب بصفقة شاملة

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن آلاف المستوطنين تظاهروا في شوارع تل أبيب.
وذلك بهدف المطالبة بإنهاء الحرب فورًا، وإبرام صفقة تبادل شاملة تشمل جميع الأسرى.

وبالإضافة إلى ذلك، دعا المتظاهرون القيادة السياسية إلى التوقف عن المماطلة والالتفات إلى صوت الشارع.

هيئة الأسرى: الحرب لأغراض سياسية

من جهتها، أصدرت هيئة عائلات الأسرى بيانًا شديد اللهجة.
وقالت فيه إن نتنياهو يخوض حربًا “بدوافع سياسية”، وليس بهدف إعادة الأسرى كما يزعم.

وأضافت الهيئة:

“هذه حرب أبدية تخدم أقلية متطرفة. ومع استمرارها، فإن حياة الأسرى مهددة أكثر من أي وقت مضى”.

وعلى هذا الأساس، دعت الهيئة إلى تدخل خارجي حاسم.

مناشدة لترامب للتدخل وإنهاء الحرب

في هذا السياق، ناشدت العائلات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للتدخل وإنقاذ حياة المحتجزين.
وقالت في بيانها:

“نطالب ترامب بوضع سقف زمني واضح لكل من نتنياهو وحماس. فإنهاء الحرب اليوم هو الانتصار الحقيقي”.

وفي الوقت نفسه، شددت الهيئة على أن عدم استعادة الأسرى سيُشكل وصمة فشل وطني.

حماس تعرض صفقة شاملة والحكومة ترفض

على الرغم من أن حركة حماس أعلنت استعدادها لعقد صفقة تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين،
إلا أن حكومة نتنياهو ترفض العرض.
ويشمل الطرح وقف الحرب، وانسحاب الجيش من غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين.

في المقابل، تؤيد عائلات الأسرى وأحزاب المعارضة هذا العرض بشكل كامل.
لكن مع الأسف، تستمر الحكومة في رفضه، مما يؤدي إلى المزيد من القتل والدمار.

خسائر بشرية فادحة في غزة

حتى الآن، تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي ظل غياب حل سياسي، تتواصل المأساة، بينما تزداد الضغوط الشعبية على حكومة نتنياهو من الداخل.