• Home  
  • لماذا يريد ترامب العودة للاستيلاء على قاعدة باغرام؟ ما الذي يخشاه؟ | سياسة
- أسرة - رياضة

لماذا يريد ترامب العودة للاستيلاء على قاعدة باغرام؟ ما الذي يخشاه؟ | سياسة

Published On 22/9/202522/9/2025 | انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي share2 شارِكْ أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان موجة من التوتر بين واشنطن وكابل، كما أثار عاصفة من الأسئلة عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الرغبة، التي ستجعله ينكث اتفاقية وقعتها إدارته السابقة خلال فترة […]

أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان موجة من التوتر بين واشنطن وكابل، كما أثار عاصفة من الأسئلة عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الرغبة، التي ستجعله ينكث اتفاقية وقعتها إدارته السابقة خلال فترة رئاسته الأولى.

وكانت العاصمة القطرية قد شهدت في فبراير/شباط 2020 توقيع اتفاق الدوحة بين حكومة طالبان والإدارة الأميركية في عهد الرئيس ترامب، تم بموجبها الاتفاق على سحب القوات الأميركية من أفغانستان، واحترام الولايات المتحدة سيادة أفغانستان.

لكن يبدو أن الرئيس الأميركي غير مكترث بالاتفاقية ومُصرعلى استعادة السيطرة على القاعدة، حتى أنه استخدم في سبيل ذلك سياسة المساومة والتهديد، فتارة يصرح بأن بلاده تحتاج أمورا من حركة طالبان، والعكس صحيح.

وفي حالة لم تستجب الحكومة في كابل لمطالبه فإنه لم يتردد بتوعدها بحدوث “أمور سيئة” إذا لم تعد القاعدة الإستراتيجية إلى سيطرة بلاده.

وعلى ما يبدو فإن الصين حاضرة بقوة في هذه الأزمة الجديدة، حيث أشار ترامب إلى أن مقر القاعدة يبعد ساعة واحدة فقط من المواقع التي تصنع فيها بكين صواريخها وأسلحتها النووية.

كما ربط مطالبته بالقاعدة بما وصفه بالتهديد الصيني المتنامي في المنطقة، مدعياً أن بكين تستفيد من الموقع الإستراتيجي للقاعدة بطريقة تضر بالمصالح الأميركية في آسيا الوسطى.

ورغم الدوافع التي أشار إليها ترامب، إلا أن الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان اعتبر أن الدوافع وراء تصريحات ترامب في هذا التوقيت لا تزال غامضة، وقال إن فهم ما يريده الرئيس من وراء هذا التهديد الموجه لطالبان أمر في غاية الصعوبة.

وأوضح كاتزمان خلال حلقة (2025/9/21) من برنامج “ما وراء الخبر” أن الولايات المتحدة تركت أفغانستان بعد عشرين عاماً من الوجود فيها في ظروف صعبة للغاية، وأنه من الصعوبة بمكان تخيل الأوراق التي يتحدث عنها ترامب.

وأشار كاتزمان إلى أن طالبان تتعاون مع الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، مما يجعل تهديد ترامب أكثر غموضاً.

ولفت إلى أن عدم وجود بنى تحتية أميركية قائمة في أفغانستان لدعم عودة القوات الأميركية، مع عدم وجود سفارة أميركية أو دبلوماسيين في كابل، يطرح تساؤلات عن كيفية دعم الوجود العسكري في القاعدة.

الموقف الأفغاني

أما في كابل فقد قوبلت تصريحات ترامب وتهديداته بموجة عالية من الرفض، طالبت الحكومة في كابل ترامب باحترام تعهدات بلاده في إطار اتفاق الدوحة.

وتعهد قائد الجيش الأفغاني بألّا تفرط “الإمارة الإسلامية” في شبر واحد من أرضها، مشدداً على أنه من المستحيل التفاوض بشأن القاعدة وغيرها مع أي جهة كانت.

بدوره قال الخبير في العلاقات الدولية الدكتور محجوب الزويري، إن تصريحات ترامب بشأن باغرام تؤكد بأنه بارع في النكوص والعودة عن الاتفاقات، كما فعل مع الاتفاق النووي الإيراني.

كما أنها تأتي بعد فشل الولايات المتحدة في تحقيق إنجازات مع الصين أو روسيا خلال فترة رئاسته الأولى، وفي ظل فشله الحالي في النجاح في ما يسمى بالحماية التجارية مع الصين، بل إن الأعباء زادت على المواطن الأميركي، كما لم يستطع إجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف الحرب مع أوكرانيا.

وأشار أيضاً إلى بروز حالة من العزلة المفروضة على الولايات المتحدة من خلال منظمات دولية مثل “شنغهاي” و”بريكس”، حيث تلعب روسيا والصين والهند أدواراً محورية في المنطقة المحيطة بقاعدة باغرام.

المبرر الصيني

بدوره أشار الكاتب والباحث في الشؤون الأفغانية عبد الجبار بهير، أن تصريحات ترامب جاءت في وقت استطاعت فيه الحكومة الأفغانية خلال أربع سنوات السير في مسار نحو المنطقة ودول الجوار، وإقناع هذه الدول أن أفغانستان لن تشكل خطراً عليها.

كما إنها جاءت بعد الزيارة الثانية للوفد الرسمي الأميركي، حيث جرت مناقشات في عدة مواضيع مهمة، أبرزها إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في أفغانستان، والتبادل الاقتصادي والتجاري، وآلية فتح القنوات السياسية والدبلوماسية بين البلدين.

ولم يستبعد كاتزمان أن تكون المعلومات المتسربة عن استخدام الصين للقاعدة الأميركية سابقا، قد أزعجت ترامب وقد يكون التهديد رسالة لحكومة طالبان لإخراج الصين من القاعدة، وليس بالضرورة عودة السيطرة الأميركية عليها.

لكن بهير نفى وجودا صينيا عسكريا في قاعدة باغرام، مؤكداً أن هناك تواجداً صينياً في الجانب الاقتصادي فقط، وأن جميع القواعد العسكرية في أفغانستان تحت سيطرة وإدارة الدفاع الأفغاني.

وأكد أن الحكومة الأفغانية تتبع سياسة متوازنة وليست في اتفاقية عسكرية مع أي أحد، لا مع الصين ولا مع الولايات المتحدة.

بالون اختبار

ووصف الزويري ما يقوم به ترامب بأنه “بالون اختبار” لردود الفعل المختلفة، سواء الأفغانية أم الأوروبية، مشيراً إلى أن عينه على الداخل الأميركي مع اقتراب الانتخابات النصفية.

ورأى أن ترامب يريد إعادة الأميركيين لما يسمى “جعل أميركا عظيمة” بخلط مجموعة من الأوراق واختبار ردود الفعل لبلورة موقفه.

وعن الأهداف الحقيقية، أكد الزويري أن ترامب لا يريد أكثر من فرض الإرادة الأميركية وجعل الآخرين مفيدين ومسخرين للمصالح الأميركية بالطريقة التي يراها، ليس بالضرورة بالقوة العسكرية، بل بمنطق الإخضاع إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً.

وعن إمكانية وجود حل وسط، استبعد الزويري هذا الاحتمال إلا في حالة واحدة وهي عدم قدرة ترامب على تنفيذ تهديداته، وأشار إلى أهمية معرفة آراء المؤسسات الأميركية الأخرى مثل البنتاغون ووزارة الخارجية، وما إذا كان تقييمهم يوافق تقييم ترامب.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678