مركبة “بيرسيفيرانس” ترصد كسوف الشمس من على سطح المريخ
🟣 نيوز عربي | فضاء
في مشهد فلكي نادر، رصدت المركبة المتجولة “بيرسيفيرانس” التابعة لوكالة ناسا كسوفًا جزئيًا للشمس من على سطح كوكب المريخ، حين مر القمر “فوبوس” – ذو الشكل غير المنتظم – أمام قرص الشمس، التي تبعد عن الكوكب الأحمر نحو 228 مليون كيلومتر.
ليس حكرا على الأرض
رغم أن معظم الناس يربطون ظاهرة الكسوف بكوكب الأرض، إلا أن هذه الظاهرة ليست حصرية لنا. فجميع الكواكب التي تمتلك أقمارًا يمكنها أن تشهد أنواعًا مختلفة من الكسوفات، بحسب موقع القمر واتجاهه.
وعلى سبيل المثال، يشهد كل من كوكبي المشتري وزحل كسوفات شمسية أكثر تواترًا من غيرهما، وذلك بسبب العدد الكبير من الأقمار التي تدور حولهما، والذي تجاوز 240 قمرًا مكتشفًا حتى الآن.
كسوف “غير عادي” في سماء المريخ
في حالة المريخ، يبدو الكسوف مختلفًا تمامًا عمّا نشهده على الأرض. والسبب يعود إلى أن قمريه، “فوبوس” و**”ديموس”**، ليسا كرويين الشكل مثل قمر الأرض، بل يمتلكان أشكالًا غير منتظمة بسبب صغر حجمهما وضعف جاذبيتهما.
🔹 فوبوس: يبلغ قطره حوالي 22 كيلومترًا.
🔹 ديموس: قطره حوالي 15 كيلومترًا.
🔹 مقارنةً بذلك، فإن قمر الأرض يصل قطره إلى 3474 كيلومترًا.
هذه الفوارق تجعل من الكسوف على المريخ مشهدًا فريدًا يشبه مرور صخرة فضائية غير منتظمة أمام قرص الشمس، مما يمنح العلماء فرصة نادرة لدراسة تفاصيل دقيقة عن حركة الأقمار، وتفاعلاتها مع الكوكب الأم.

حبّة بطاطس في جوف السماء: “فوبوس” يعبر الشمس من على سطح المريخ
🟣 نيوز عربي | فضاء
في مشهد فلكي نادر ومدهش، التقطت المركبة المتجولة “بيرسيفيرانس” التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا صورًا مذهلة لكسوف شمسي على سطح كوكب المريخ، حيث عبر القمر غير المنتظم “فوبوس” أمام قرص الشمس المضيء، في لقطة بدت وكأن حبة بطاطس تتهادى في جوف السماء.
مشهد لا يُرى إلا من المريخ
تُظهر الصور الشكل الغريب لفوبوس أثناء مروره أمام الشمس، حيث يمكن رصد ظله وهو يُلقى على سطح المريخ، مشكّلًا مشهدًا نادرًا، يمكن أن ترصده الأقمار الصناعية أيضًا، لكن من ارتفاعات ومساحات أوسع. ويأتي هذا الحدث الفلكي ليذكّرنا بأن الكسوف ليس حكرًا على الأرض، بل ظاهرة كونية تحدث في عوالم أخرى أيضًا.
فوبوس: القمر الأسرع والأقرب
يُعد “فوبوس” أحد أقرب الأقمار إلى كوكبه في المجموعة الشمسية، إذ يدور حول المريخ على مسافة لا تتجاوز 6 آلاف كيلومتر فقط من السطح، مقارنةً بـ384 ألف كيلومتر تفصل الأرض عن قمرها الطبيعي.
وبفضل هذا القرب، يدور فوبوس بسرعة مذهلة، متمًا 3 دورات كاملة حول المريخ في يوم مريخي واحد.
سبق علمي مستمر
رغم أن سلسلة الصور الأخيرة التي التقطتها “بيرسيفيرانس” كانت محط أنظار عشاق الفلك، فإنها ليست الأولى من نوعها. فقد سبق لمركبات ناسا السابقة، مثل “سبيريت” و”أوبورتيونيتي” و”كيريوسيتي”، أن وثّقت عبور فوبوس للشمس من مواقع مختلفة على سطح المريخ.
وفي عام 2019، التقطت “كيوريوسيتي” أول مقطع فيديو يوثّق هذه الظاهرة، فيما نشرت وكالة ناسا مؤخرًا فيديو جديدًا يوثّق الكسوف الكامل بعدسته المتطورة عبر منصة يوتيوب.
القمر الغامض.. فوبوس يثير تساؤلات العلماء
ظل الشكل الغريب والمدار شبه المثالي لفوبوس يثير حيرة العلماء، ويدفعهم للتساؤل عن أصله وتكوينه. وتُطرح اليوم فرضيتان رئيسيتان:
-
أنه كويكب سابق تاه في الفضاء، ووقع في شباك جاذبية المريخ.
-
أو أنه انفصل عن المريخ نفسه نتيجة اصطدام هائل في الماضي السحيق، خلال المراحل المبكرة لتكوين النظام الشمسي.
ويتوقع العلماء أن فوبوس لن يبقى إلى الأبد، إذ تشير الحسابات إلى أنه قد يصطدم بسطح المريخ أو يتفكك تدريجيا ليشكل حلقة حول الكوكب في فترة زمنية تتراوح بين 30 إلى 50 مليون سنة، بفعل القوى الجاذبية المؤثرة عليه.
“نيوز عربي”: مشاهد السماء لا تتكرر
في ظل هذه المشاهد الكونية التي تثير الخيال، تؤكد وكالة ناسا من جديد أهمية استكشاف الفضاء ليس فقط لفهم الكون، بل أيضًا لفهم أصول كواكبنا وأقمارها. فما نراه اليوم كحدث علمي مذهل، قد يكون غدًا جزءًا من فهم أوسع لتاريخ النظام الشمسي ومصيره.