وشملت الفعاليات، التي أقيمت على مدار أسبوع بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإسعافات الأولية، مجموعة من الورشات التدريبية التي استهدفت موظفي جهات حكومية وخاصة، إلى جانب متطوعي الهلال الأحمر القطري وعدد كبير من الطلاب والمتطوعين.
وركزت التدريبات على تزويد المشاركين بالمهارات الأساسية للتعامل مع الإصابات الشائعة المرتبطة بآثار التغير المناخي مثل الحرائق، والنزيف، والغرق والإجهاد الحراري، وذلك ضمن جهود لنشر ثقافة السلامة والوقاية وتقليل المخاطر في المجتمع.
وقال عبد الله سلطان القطان مساعد الأمين العام المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الطبية بالهلال الأحمر القطري، في حديث للجزيرة نت، إن الاحتفال باليوم العالمي للإسعافات الأولية تحت شعار “كن مستعدا لطوارئ التغير المناخي” يعكس وعيا متزايدا بأن التغيرات المناخية لم تعد قضية بيئية فحسب، بل أصبحت تحديا إنسانيا وصحيا يمس حياة المجتمعات بشكل مباشر”.
وأشار إلى أن موجات الحر، والفيضانات، والحرائق، كلها تؤدي إلى إصابات وظروف طارئة تتطلب جاهزية عالية وقدرات إنقاذ فعالة.
تأهيل علمي
وأضاف القطان أنه “من خلال الورش التدريبية التي نظمناها لموظفي المؤسسات الحكومية والخاصة والطلاب والمتطوعين، نسعى إلى بناء قدرات المجتمع على التعامل مع هذه الطوارئ، وتقليل المخاطر، وتعزيز الاستجابة الفعالة، فالاستعداد المبكر والتأهيل العملي هما السبيل الأمثل لحماية الأرواح والحد من آثار التغير المناخي”.
ووجه مساعد الأمين العام، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الطبية بالهلال الأحمر القطري، رسالة بأن مواجهة تحديات المناخ تتطلب تضافر الجهود على المستويين المحلي والدولي، وأن الاستثمار في التوعية والتدريب هو استثمار في سلامة المجتمعات واستدامتها.
وفي إطار برنامج “ومن أحياها”، خصص الهلال الأحمر القطري جانبا من الأنشطة لطلاب المدارس والمعلمين والإداريين والمشرفين، فقد استفاد عدد كبير من المدارس من الورش التدريبية العملية والتفاعلية إذ شملت تقديم الإسعافات للحالات الطارئة مثل الإغماء، والأزمات القلبية، والكسور، والاختناق، والحريق والغرق. وأتيح للمشاركين تطبيق ما تعلموه عمليا، بما يعزز من جاهزيتهم لمواجهة الحوادث والكوارث.

تدريب الكوادر والمتطوعين
كما نظم الهلال الأحمر القطري ورشا تدريبية لموظفيه ومتطوعيه، ركزت على الاستعداد لتداعيات التغير المناخي والتدخل السليم في الطوارئ، إلى جانب محاور الدعم النفسي المجتمعي لمساعدة الأفراد في تجاوز الصدمات.
وشهد الأسبوع التدريبي مشاركة واسعة من جهات عدة، بينها وزارة البيئة والتغير المناخي، ووزارة البلدية القطرية، وعدد كبير من الجهات الحكومية والخاصة في قطر. واعتبر الهلال الأحمر القطري أن هذه الشراكات تعكس أهمية تكامل الجهود الوطنية لمواجهة التحديات المناخية.

يذكر أن الهلال الأحمر القطري يحرص على إحياء اليوم العالمي للإسعافات الأولية سنويا، انطلاقا من أن نشر ثقافة الإسعافات يعد خط الدفاع الأول في حماية الأرواح خلال الأزمات والكوارث، وهو ما يكتسب أهمية متزايدة مع تصاعد آثار التغير المناخي عالميا.
ويدعو الهلال الأحمر القطري إلى مزيد من تضافر الجهود لمواجهة الآثار الكارثية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي التي تسببت بمآس إنسانية لا تخفى على أحد في العالم.