• Home  
  • علماء يعيدون “الذئب الرهيب” للحياة بعد 10 آلاف سنة من الانقراض
- علوم

علماء يعيدون “الذئب الرهيب” للحياة بعد 10 آلاف سنة من الانقراض

“نيوز عربي”: باحثون ينجحون في إحياء الذئب الرهيب المنقرض منذ 10 آلاف عام في إنجاز علمي غير مسبوق قد يغيّر مستقبل علم الأحياء والوراثة، أعلنت شركة “كولوسال بيوساينس” الأميركية، الرائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، عن نجاحها في إعادة إحياء نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم “الذئب الرهيب”، والذي اختفى من كوكب الأرض قبل […]

AP25097828518466 1744104676

“نيوز عربي”: باحثون ينجحون في إحياء الذئب الرهيب المنقرض منذ 10 آلاف عام

في إنجاز علمي غير مسبوق قد يغيّر مستقبل علم الأحياء والوراثة، أعلنت شركة “كولوسال بيوساينس” الأميركية، الرائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، عن نجاحها في إعادة إحياء نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم “الذئب الرهيب”، والذي اختفى من كوكب الأرض قبل أكثر من 10 آلاف عام.

وأثار هذا الإعلان، الذي نقلته “نيوز عربي”، جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية والأكاديمية، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأخلاقية المرتبطة بإعادة إحياء الأنواع المنقرضة. ومع ذلك، يرى العديد من الخبراء أن هذا التطور يفتح الباب أمام إمكانيات واعدة في مجال حفظ الأنواع وإصلاح التوازن البيئي الذي اختل بفعل الانقراضات الجماعية.

ويُعد الذئب الرهيب من بين أكثر الحيوانات المفترسة التي أثارت خيال العلماء، نظرًا لحجمه الكبير وبنيته القوية التي ميزته عن الذئاب الحديثة. وقد استخدم فريق “كولوسال بيوساينس” تقنيات متقدمة في الهندسة الوراثية لتعديل الحمض النووي لأنواع قريبة منه، ما أتاح إعادة بناء خصائصه الجينية بدقة فائقة.

ويرى المتابعون أن هذه الخطوة قد تمهّد الطريق لمشاريع مستقبلية تهدف إلى إعادة الحياة لأنواع أخرى منقرضة، مثل الماموث الصوفي ونمر تسمانيا، في إطار ما يُعرف بـ”علم الانقراض العكسي”.

This undated photo provided by Colossal Biosciences shows two pups that were genetically engineered with similarities to the extinct dire wolf. (Colossal Biosciences via AP)
الذئاب الطفلة التي نتجت من عملية التحرير الجيني (أسوشيتد برس)

في حدث علمي مذهل يقترب من حدود الخيال، تمكن باحثو شركة “كولوسال بيوساينس” الأميركية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية من إعادة إحياء الذئب الرهيب، أحد أكثر الحيوانات المفترسة رهبة في عصره، والذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام.

من هو الذئب الرهيب؟

عرف الذئب الرهيب، أو ما يُلقب بـ”سيد الجليد”، بسيطرته على الغابات في أميركا الشمالية وأجزاء من أميركا الجنوبية على مدى أكثر من 250 ألف سنة، حتى نهاية العصر الجليدي الأخير. وتعود معرفتنا به إلى اكتشاف أكثر من 4000 هيكل عظمي له في حفرة قطران لابريا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، وهي واحدة من أغنى مواقع حفريات العصر الجليدي في العالم.

وكان هذا النوع من الذئاب يعيش ويصطاد في مجموعات مشابهة للذئاب الرمادية الحديثة، لكنه تميز بقوته الهائلة وجمجمته الضخمة وفكه القوي، مما يشير إلى أنه كان يعتمد على القوة البدنية في الصيد، وليس على الذكاء أو السرعة. وكان يصطاد فرائس ضخمة مثل الماموث والبيسون القديم، لكن انقراض هذه الفرائس وتغير المناخ، إضافة إلى منافسة الذئب الرمادي الأكثر تكيفًا، أدى إلى اختفائه.

الذئب الرهيب لم يكن مجرد كائن من الماضي، بل أصبح رمزًا ثقافيًا ألهم أعمالًا فنية، أبرزها الكلب المرعب في مسلسل “صراع العروش”.

كيف أعادوه إلى الحياة؟

وفقًا لما نقلته “نيوز عربي”، اعتمد العلماء على تقنيات الهندسة الوراثية المتطورة لاستخراج وتحليل الحمض النووي من بقايا الذئب الرهيب، شملت أسنانًا تعود إلى 13 ألف عام، وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام. يُعتبر الحمض النووي بمثابة “شيفرة الحياة”، حيث يحتوي على التعليمات الدقيقة لبناء جسم الكائن الحي.

باستخدام تقنية كريسبر للتحرير الجيني، قام الباحثون بقص وتعديل الجينات بدقة متناهية. ثم أضافوا الجينات المُستخلصة من الذئب الرهيب إلى الحمض النووي للذئب الرمادي المعاصر، لإعادة تشكيل صفاته الجينية. ونتج عن هذه العملية ولادة ثلاثة جراء تحمل السمات المميزة للذئب الرهيب.

تفاصيل التعديلات الجينية

أجرت الشركة 20 تعديلًا فريدًا عبر 14 جينًا رئيسيًا، لإعادة الصفات الأصلية للذئب الرهيب، ومنها:

  • زيادة حجم الجسم لمحاكاة البنية الضخمة.

  • جمجمة أعرض تعكس البنية التشريحية الفريدة.

  • فراء كثيف وطويل يساعد على التكيف مع البيئات الجليدية الباردة.

إحياء الأنواع المنقرضة: خطوة نحو المستقبل؟

يفتح هذا الإنجاز آفاقًا غير مسبوقة في مجال علم الوراثة، وقد يكون مقدمة لمشاريع أخرى طموحة تهدف إلى إعادة الحياة لحيوانات منقرضة مثل الماموث الصوفي ونمر تسمانيا. لكن في الوقت نفسه، تثير هذه التطورات تساؤلات أخلاقية وعلمية عميقة حول حدود التدخل البشري في الطبيعة.

This undated photo provided by Colossal Biosciences shows Romulus and Remus, both 3-months old and genetically engineered with similarities to the extinct dire wolf. (Colossal Biosciences via AP)
إعادة إدخال كائن مفترس كبير الحجم قد يضر بأنواع حيوانات حديثة (أسوشيتد برس)

رغم الضجة الكبيرة التي أثارها إعلان شركة “كولوسال بيوساينس” الأميركية عن إحياء الذئب الرهيب المنقرض منذ آلاف السنين، إلا أن الأوساط العلمية لم تستقبل النبأ بالإجماع ذاته، بل سرعان ما برزت تساؤلات جوهرية: هل هذه الكائنات المولودة حديثًا تُعد بالفعل ذئابًا رهيبة؟ أم أنها مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا تحمل بعض صفات النوع المنقرض؟

كائنات مصنّعة أم ذئاب حقيقية؟

وفقًا لتقارير تابعتها “نيوز عربي”، يعتمد العلماء في تشكيكهم على حقيقة أن الحمض النووي المستخدم لإحياء هذه الجراء تم دمجه داخل خلايا ذئاب رمادية، مما يضعف ادعاء أن ما تم “إحياؤه” هو الذئب الرهيب بصورته الأصلية. فالكائن الناتج هو هجين جيني يحمل صفات معدّلة مستخلصة من نوع آخر.

مخاوف صحية وأخلاقية

من أبرز الانتقادات التي طُرحت هو ما إذا كان من الأخلاقي تخليق كائنات قد تعاني نفسيًا أو صحيًا بسبب التعديلات الوراثية. حيث من المحتمل أن تواجه هذه الجراء صعوبات في النمو، أو اختلالات في الجهاز المناعي، أو حتى اضطرابات في سلوكها الاجتماعي والتكَيُّفي. فهل يمكن اعتبارها حيوانات طبيعية أم أنها “كائنات مصنّعة” تعيش واقعًا بيولوجيًا غير محسوب العواقب؟

تحديات بيئية خطيرة

يطرح الخبراء تساؤلًا مصيريًا: كيف ستعيش هذه الكائنات الجديدة؟ إذ أن النظم البيئية التي عاش فيها الذئب الرهيب لم تعد كما كانت قبل آلاف السنين. ويخشى البعض أن يؤدي إدخال مفترس كبير الحجم إلى خلل في التوازن البيئي الحالي، وربما الإضرار بأنواع حديثة لم تتطور للتعايش مع هذا الكائن العائد من الماضي.

كما عبّر بعض العلماء عن قلقهم من ظهور طفرات جينية غير مدروسة قد تنتج عنها كائنات تحمل سلوكيات غير متوقعة أو عدوانية، وهو ما يضيف بُعدًا جديدًا من التعقيد لهذا النوع من المشاريع.

رؤية طموحة لمستقبل علم الوراثة

رغم كل هذه التساؤلات، فإن شركة “كولوسال بيوساينس” تواصل عملها بقوة، وتسعى لتوسيع استخدام تقنياتها في مشاريع مماثلة. من أبرز أهدافها القادمة، بحسب “نيوز عربي”، هو إحياء نمر تسمانيا المنقرض لإعادة التوازن البيئي في أستراليا، كما تسعى إلى حماية الأنواع المهددة بالانقراض، مثل الذئب الأحمر، من خلال تعزيز التنوع الجيني وتطوير برامج تكاثر مستدامة.

وفي مارس/آذار الماضي، نجح علماء الشركة في هندسة فئران وراثيًا لتشبه سمات الماموث الصوفي، الذي انقرض قبل نحو 4 آلاف عام من مناطق التندرا المتجمدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية.

وكانت الشركة قد حظيت بشهرة عالمية منذ عام 2021 عندما كشفت عن خطتها الطموحة لإحياء الماموث الصوفي، تلاها لاحقًا الإعلان عن مشروع لإعادة طائر الدودو المنقرض.

من التخيّل إلى الواقع

منذ إطلاق هذه المشاريع الثورية، تركز “كولوسال بيوساينس” على تحليل الحمض النووي القديم للحيوانات المنقرضة، بهدف تحديد الصفات الجينية الأساسية، وإعادة تشكيلها عبر تقنيات الهندسة الوراثية، لتحويلها إلى كائنات حية من جديد.

ومع أن هذا المسار يثير الكثير من التساؤلات، إلا أنه قد يكون بوابة لمستقبل جديد في عالم البيولوجيا التركيبية وحماية التنوع البيولوجي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678