أصبح تقديم حصص أصغر من اللحوم في المطاعم أحد الحلول المدروسة لتقليل التكاليف الصحية والبيئية، خاصة في ظل الأبحاث التي تشير إلى أن الاستهلاك المفرط للحوم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن السؤال الذي طرحه الباحثون كان: كيف يمكن تشجيع الزبائن على تقليل تناول اللحوم؟
أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة بون في ألمانيا في كافتيريا بإحدى العيادات التأهيلية أن هذه الفكرة قد تكون ناجحة من خلال تقديم حصص أصغر من اللحوم بشكل تلقائي، حيث لم يتم إضافة المزيد من اللحوم إلا إذا طلب الزبون ذلك. وقد أظهرت الدراسة أن هذه الطريقة كانت مقبولة بشكل كبير من قبل الزبائن.
خلال الدراسة، تم تقديم 11 نوعًا مختلفًا من الوجبات حيث تم تقليل كمية اللحوم بمقدار الثلث مع زيادة الكميات المعتادة من الأطباق الجانبية. ووجد الباحثون أن هذا النهج كان ناجحًا، حيث أظهرت الاستبيانات أن الزبائن كانوا أكثر تقبلاً للحصص الأصغر من اللحوم.
وُظّف خلال الدراسة نوع من “التنبيه الافتراضي”، مثل التنبيهات التي تستخدم على علب السجائر لتوجيه السلوك، حيث تم تقديم حصص أصغر من اللحوم بشكل تلقائي. وكان على الزبائن بذل جهد أكبر لطلب حصص أكبر من اللحوم إذا أرادوا ذلك، مما جعل هذا النهج مقبولًا بشكل أكبر من قبل الزبائن.
أظهرت النتائج أن الاستجابة للطلب المباشر حول كمية اللحوم كانت حوالي 39% من الزبائن، بينما ارتفعت النسبة إلى أكثر من 90% عندما تم تقديم حصص أصغر بشكل تلقائي، مما يدل على أن هذه الطريقة يمكن أن تكون فعالة في تقليل استهلاك اللحوم بشكل غير مباشر وبطريقة مقبولة اجتماعيًا.
