جائحة كورونا تترك آثارًا صحية طويلة الأمد: قصة سيدة بريطانية مع “شرى البرد”
قلبت جائحة كورونا حياة العديد من الأشخاص بشكل جذري، حيث لم تقتصر تداعياتها على الخسائر الاقتصادية أو المشكلات النفسية الناجمة عن الحجر الصحي والإجراءات الاحترازية، بل امتدت لتشمل آثارًا صحية طويلة الأمد نتيجة الإصابة بالفيروس.
من بين هذه الحالات، تعاني هانا نيومان، سيدة بريطانية تبلغ من العمر 27 عامًا، من حالة صحية نادرة تعرف باسم “شرى البرد” (Cold Urticaria)، والتي ظهرت بعد تعافيها من فيروس كورونا في عام 2020، وفقًا لما نشرته نيوز عربي نقلاً عن صحيفة الإندبندنت البريطانية.
“شرى البرد” تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية
أثرت هذه الحالة بشكل كبير على حياة هانا اليومية، حيث أصبحت غير قادرة على تناول المشروبات المثلجة أو ممارسة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق خلال فصل الشتاء. وتعد “شرى البرد” حالة مزمنة تسبب أعراضًا مثل الطفح الجلدي أو التورم، بالإضافة إلى نوبات متكررة من الحساسية المفرطة التي تسبب صعوبة في التنفس عند التعرض لدرجات الحرارة الباردة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
على الرغم من أن أعراض “شرى البرد” قد تكون بسيطة في بعض الحالات، إلا أنها قد تتحول إلى ردود فعل تحسسية شديدة مهددة للحياة في بعض الأحيان، كما ذكر موقع كليفلاند كلينك الطبي.
تفاصيل تطور الحالة الصحية لهانا
بدأت أعراض “شرى البرد” تظهر لأول مرة في أبريل 2020، بعد تعرض هانا للمياه الباردة أثناء السباحة في البحر. مع مرور الوقت، ازدادت الأعراض حدة، حيث تعرضت لنوبة حساسية مفرطة في ديسمبر من نفس العام بعد تناول مشروبات مثلجة. ومنذ تلك اللحظة، أصبحت بعض الأطعمة والمشروبات الباردة محظورة عليها.
تستعين هانا بعلاج يتضمن جرعات عالية من مضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات، بالإضافة إلى حقن الإبينفرين التي تستخدم في حالات التحسس الشديدة. وعلى الرغم من هذه العلاجات، لا تزال هانا تعاني من نوبات تحسسية متكررة، وأصبحت هذه النوبات أكثر شدة وخطورة مع مرور الوقت.
البحث العلمي يربط كورونا بالحساسية
لا تعتبر حالة هانا فريدة من نوعها، حيث أشارت دراسة نُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكشنز (Nature Communications) في أبريل 2024 إلى وجود صلة بين الإصابة بفيروس كورونا وزيادة خطر الإصابة بأمراض الحساسية. فقد كشفت الدراسة أن الإصابة بالفيروس قد تؤدي إلى تغييرات في جهاز المناعة، مما يزيد من احتمالية حدوث ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص.
على مدار السنوات الأربع الماضية، تفاقمت استجابة هانا للبرد، إذ بات الهواء البارد، والماء البارد، وحتى العرق، يثير نوبات الحساسية لديها.
تأثير كورونا طويل الأمد على الصحة
تعد قصة هانا مثالًا على التأثيرات الصحية الطويلة الأمد التي قد تترتب على الإصابة بفيروس كورونا، وتسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية نادرة وغير معروفة.