• Home  
  • جنين بين مطرقة الاحتلال وسندان الفصائل المسلحة: من يدفع الثمن؟
- مدونات

جنين بين مطرقة الاحتلال وسندان الفصائل المسلحة: من يدفع الثمن؟

في مخيم جنين، لا يبدو المشهد إلا كابوسًا مستمرًا. فقد انهارت عشرات المباني نتيجة القصف، وفرّ السكان مذعورين تحت سُحب الغبار والركام. وكما في كل مرة، يدفع المدنيون الأبرياء الثمن الأكبر دون أن يكون لهم يد في النزاع. نفّذ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا عملية واسعة دمّر خلالها أكثر من 20 مبنى، مدعيًا أنها كانت تحوي متفجرات. […]

شسيبلثيبل1 1741097828

في مخيم جنين، لا يبدو المشهد إلا كابوسًا مستمرًا. فقد انهارت عشرات المباني نتيجة القصف، وفرّ السكان مذعورين تحت سُحب الغبار والركام. وكما في كل مرة، يدفع المدنيون الأبرياء الثمن الأكبر دون أن يكون لهم يد في النزاع.

نفّذ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا عملية واسعة دمّر خلالها أكثر من 20 مبنى، مدعيًا أنها كانت تحوي متفجرات. غير أن هذه المزاعم باتت وسيلة متكررة لتبرير نهج العقاب الجماعي، الذي يستهدف البنية التحتية والمرافق الحيوية في المخيمات.

معاناة المدنيين

يستخدم الجيش الإسرائيلي القوة المفرطة في عمليات متكررة، خصوصًا داخل الضفة الغربية. المدن والمخيمات لم تعد أماكن آمنة، بل تحولت إلى ميادين مواجهة غير متوازنة.

وعلى الرغم من النداءات الدولية، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية دون اكتراث، مستفيدة من غياب موقف دولي حازم يردع تجاوزاتها.

فصائل خارج السيطرة

في المقابل، تسيطر الفصائل الفلسطينية المسلحة على المخيم وتفرض سطوتها، متجاوزة السلطة الفلسطينية. هذه الفصائل، بدلًا من حماية الناس، تُخاطر بحياتهم عبر أنشطة غير منظمة تتم غالبًا وسط أحياء سكنية مكتظة.

بعض المجموعات المسلحة تُطلق النار من بين المنازل، وتُقيم الكمائن قرب المدارس، ثم تنسحب، تاركة الأهالي في مواجهة انتقام إسرائيلي قاسٍ. وهكذا، يجد السكان أنفسهم عالقين بين الاحتلال وقوى لا تُراعي المصلحة العامة.

غياب السلطة وتوسع الفوضى

فشل السلطة الفلسطينية في فرض الأمن داخل المخيمات مكّن الجماعات المسلحة من فرض أمر واقع. ويرجع هذا الفشل إلى عوامل متعددة، أبرزها التدهور السياسي والاقتصادي الذي أصاب مؤسساتها بالشلل.

علاوة على ذلك، تستغل إسرائيل هذا الفراغ لتبرير هجماتها، متذرعة بغياب “الشريك الفلسطيني” كلما قررت تنفيذ عملية عسكرية جديدة.

نحو مشروع وطني منظم

إذا أرادت الفصائل أن تُقاوم الاحتلال فعلًا، فعليها الانضواء ضمن مشروع وطني موحّد قائم على الانضباط والمسؤولية. إطلاق النار العشوائي وفرض الأجندات بقوة السلاح لا يخدم القضية، بل يُعرضها لخطر دائم.

من المهم أن تتجنّب الفصائل استخدام الأحياء المدنية كدروع بشرية، لأن هذا السلوك يمنح إسرائيل مبررًا إضافيًا لاستهداف المدنيين والمرافق دون مساءلة.

الحل يبدأ من الداخل

من ناحية أخرى، تحتاج السلطة الفلسطينية إلى إصلاح أجهزتها الأمنية، واستعادة ثقة الشارع الفلسطيني. ذلك يتطلب إرادة سياسية واضحة وخطوات جادة لفرض النظام داخل المخيمات.

ومع أن الاحتلال يبقى العدو الأول، فإن الاستهتار الداخلي يُساهم في استمرار معاناة الشعب، ويُضعف الموقف الفلسطيني على الصعيدين المحلي والدولي.

الختام: وقفة مسؤولة

في نهاية المطاف، يبقى المواطن الفلسطيني هو الطرف الأضعف في هذه المعادلة القاسية. وبينما تواصل إسرائيل عدوانها، تُفاقم الفصائل الوضع بتصرفاتها المنفلتة.

لهذا، آن الأوان لوقفة فلسطينية واعية تُقدّم مصلحة الناس على حسابات السياسة والسلاح. فالمقاومة الواعية، المنظمة، والمرتبطة برؤية وطنية شاملة، هي وحدها القادرة على مواجهة الاحتلال دون التضحية بالشعب.


تنويه: الآراء الواردة لا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي لموقع نيوز عربي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678