ثغرة أمنية في سيارة هيونداي تتسبب في سرقتها بأقل من 20 ثانية

تعرضت سيارة “أيونيك 5” (Ioniq 5)، إحدى أبرز سيارات هيونداي الكهربائية، للسرقة في ثوانٍ معدودة، وذلك في حادثة وقعت في المملكة المتحدة وتم توثيقها بواسطة إليوت إنغرام، الخبير في الأمن الرقمي. حيث رصدت كاميرا المراقبة المثبتة في منزله لصًا يسرق سيارته في أقل من 20 ثانية، كما ذكرت صحيفة الغارديان.

وتشير التقارير إلى أن اللص استخدم جهازًا متاحًا على الإنترنت قادرًا على مطابقة المفتاح الإلكتروني للسيارة، ما سهل عليه فتح السيارة في وقت قصير جدًا. وقد عثر إنغرام على جهاز يباع عبر الإنترنت بسعر 16 ألف دولار، والذي يعمل على فتح سيارات مثل هيونداي “أيونيك 5” وبعض الطرازات الأخرى.

تصميم الجهاز مستوحى من جهاز ألعاب “نينتندو غيم بوي” (Nintendo Game Boy)، ويمكن تشغيله بلغتين، الإنجليزية والروسية. وفقًا للموقع الذي يبيع الجهاز، يقوم هذا الأخير بتسجيل إشارة السيارة في غضون 10 ثوانٍ إلى دقيقتين، ويخزن المفتاح في ذاكرته، ثم يعيد بث الإشارة الأصلية، مما يتيح فتح السيارة.

تعتبر هذه الحادثة واحدة من سلسلة سرقات السيارات المتزايدة، حيث يتخذ العديد من مالكي السيارات تدابير وقائية مثل قفل عجلة القيادة لتفادي السرقة. في هذه الحالة، تمكنت الشرطة من استعادة سيارة “أيونيك 5”، لكن إليوت إنغرام قرر إنهاء عقد الإيجار مطالبًا شركة “هيونداي” بتعويضه. وقال إن الشركة كان يجب عليها تنبيه العملاء بخصوص الثغرة الأمنية التي قد تعرض سياراتهم للخطر.

تروج شركة هيونداي لمفاتيحها الرقمية الذكية التي تتيح للسائقين قفل وفتح الأبواب وتشغيل المحرك بمجرد حمل المفتاح الرقمي، حيث تضم هذه التقنية العديد من إجراءات الأمان. ومع ذلك، استطاع اللصوص تجاوز هذه الأنظمة الأمنية الحديثة.

وفي تقرير نشرته صحيفة “ذا أوبزيرفر” العام الماضي، تم الإشارة إلى تحذيرات أُطلقت قبل أكثر من عقد حول تقنية فتح السيارة بدون مفتاح، التي تتسبب في زيادة سرقات السيارات. وحذر الخبراء من أن هذه الأنظمة يمكن اختراقها بسهولة، مما يتيح اللصوص سرقة السيارات دون الحاجة إلى أدوات معقدة أو كسر النوافذ.

وفيما يتعلق بسرقة سيارته، قال إليوت إنغرام (38 عامًا) إن شركة هيونداي حذرته من تعديلات أخرى يجب إجراؤها على السيارة، لكنها لم تشير إلى إمكانية اختراق أنظمة الأمان الخاصة بها. وإنغرام، الذي تمكّن اللصوص من سرقة سيارته في ثوانٍ، ينوي تقديم شكوى ضد الشركة إذا لم يحصل على تعويض، مشيرًا إلى انتهاك قانون حقوق المستهلك. وقال إنغرام في رسالة موجهة إلى الشركة: “لو أبلغتني عن هذا الخطر الأمني، لكان بإمكاني اتخاذ تدابير أمان إضافية مثل تثبيت جهاز إغلاق ثانوي أو استخدام قفل عجلة القيادة”.

وأكد إنغرام أن شركة هيونداي يجب أن تبلغ عملاءها بشكل عاجل عن الثغرات الأمنية المحتملة في سياراتها، خاصة في ظل المخاطر التي يمكن أن تواجه مالكي السيارات في حال وقوع سرقات مشابهة.

من جانبها، أكدت هيونداي أن هناك مشكلة صناعية تتعلق باستخدام مجموعات إجرامية لأجهزة إلكترونية تهدف إلى تجاوز أنظمة قفل المفاتيح الذكية. وأضافت الشركة أنها تتعاون مع الشرطة لفهم المزيد عن هذه الأجهزة وسبل تتبع المركبات المسروقة. وأشارت إلى أن مركباتها التي بيعت منذ فبراير 2024 تحتوي على آخر التحديثات الأمنية التي تقلل من مخاطر سرقة السيارات بدون مفتاح.

ووفقًا لإحصائيات الشرطة في إنجلترا وويلز، فقد ارتفعت سرقات السيارات بنسبة 84% من 70,053 حالة في مارس 2014 إلى 129,127 حالة في مارس 2024، حيث استخدم الجناة أجهزة التحكم عن بُعد في 40% من السرقة.

وفي إطار مكافحة هذه الظاهرة، تعمل الحكومة البريطانية على سن قوانين جديدة لمكافحة سرقة السيارات، إلى جانب اتخاذ تدابير صارمة ضد مستخدمي وتجار أجهزة سرقة السيارات. وصرح كين مونرو، الشريك المؤسس لشركة “بين تيست بارتنر” للأمن السيبراني، بأن شركات السيارات تعمل على تحسين أمان سياراتها باستمرار، بينما تقوم صناعة إجرامية مبتكرة بتطوير منتجات تستغل الثغرات في التقنيات الحديثة. وقال: “لا يحتاج سارق السيارة العادي إلى خبرة في الاختراق، كل ما يحتاجه هو شراء جهاز لسرقة السيارة بسهولة”.

وأوضحت شركة هيونداي أنها تعمل بجد لمكافحة هذه السرقات، وأن التحديثات الأخيرة للبرامج والأجهزة ستقلل بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بسرقات السيارات في المملكة المتحدة، رغم أن الشركة أكدت أن سباقًا مع الزمن ضد السارقين الممولين جيدًا مستمر.