• Home  
  • تلسكوب هابل يرصد طول يوم أورانوس بدقة غير مسبوقة
- علوم

تلسكوب هابل يرصد طول يوم أورانوس بدقة غير مسبوقة

منذ اكتشافه في عام 1781 على يد الفلكي البريطاني ويليام هيرشل، ظل كوكب أورانوس محاطًا بالغموض، ولم يحظَ سوى بزيارة وحيدة من المركبة الفضائية “فوياجر 2” التابعة لوكالة ناسا، التي حلقت بالقرب منه في عام 1986. يُصنف أورانوس ضمن الكواكب الجليدية العملاقة في المجموعة الشمسية، وهو الكوكب السابع في ترتيب المسافة من الشمس. يتميز بلونه […]

2 47

منذ اكتشافه في عام 1781 على يد الفلكي البريطاني ويليام هيرشل، ظل كوكب أورانوس محاطًا بالغموض، ولم يحظَ سوى بزيارة وحيدة من المركبة الفضائية “فوياجر 2” التابعة لوكالة ناسا، التي حلقت بالقرب منه في عام 1986.

يُصنف أورانوس ضمن الكواكب الجليدية العملاقة في المجموعة الشمسية، وهو الكوكب السابع في ترتيب المسافة من الشمس. يتميز بلونه الأزرق المائل إلى الأخضر نتيجة امتصاص غاز الميثان للضوء الأحمر. ومن أبرز خصائصه الفريدة ميل محوره بزاوية 98 درجة مقارنة بمستوى دوران الكواكب، مما يخلق ظروفًا موسمية استثنائية. على سبيل المثال، يحدث النهار أو الليل المتواصل على قطبيه لمدة تصل إلى 42 عامًا.

على الرغم من مرور أكثر من 200 عام على اكتشافه، ما تزال تفاصيل عديدة عن هذا الكوكب الغامض غير معروفة، خصوصًا ما يتعلق بدورانه وطول يومه. ذلك لأن أورانوس لا يمتلك سطحًا صلبًا يمكن استخدامه لقياس فترة دورانه بشكل دقيق. لذلك، يعتمد العلماء على تتبع التغيرات في المجال المغناطيسي وبعض الظواهر الجوية، ولكن الرياح في الغلاف الجوي لأورانوس تتحرك بسرعات متباينة حسب خطوط العرض، مما يؤدي إلى تعقيد أنماط الدوران ويحول دون تحديد الرقم الدقيق.

من جهة أخرى، يفتقر الغلاف الجوي لأورانوس إلى معالم واضحة، مما يجعل من الصعب تتبع الظواهر بسهولة. ولكن البحث العلمي حول هذا الكوكب الغامض مستمر، وقد تكشف المزيد من الدراسات المستقبلية عن أسراره.

يظهر كوكب أورانوس بلون أزرق مخضر بسبب وجود الميثان في غلافه الجوي، الذي يمتص الضوء الأحمر ويعكس الأزرق (ناسا)
كوكب أورانوس يظهر بلون أزرق مخضر بسبب وجود الميثان في غلافه الجوي، الذي يمتص الضوء الأحمر ويعكس الأزرق (ناسا)

في إنجاز علمي مميز، تمكن فريق من علماء الفلك بقيادة لوران لامي من مختبر “أبحاث الفضاء الفرنسي” من قياس فترة دوران كوكب أورانوس بدقة غير مسبوقة، مستفيدين من البيانات التي جمعها مرصد هابل الفضائي على مدار أكثر من عقد.

تم استخدام ظواهر الشفق القطبي -التي تشبه الشفق القطبي الأرضي- لتتبع فترة دوران أورانوس. وهذه الظواهر هي انبعاثات ضوئية ناتجة عن تفاعل الجسيمات الشمسية مع المجال المغناطيسي للكوكب. من خلال هذه التقنية المتقدمة، استطاع العلماء تحديد أن أورانوس يدور حول نفسه مرة كل 17 ساعة و14 دقيقة و52 ثانية، بفارق 28 ثانية عن التقدير السابق لمسبار “فوياجر 2”. وهذه القياسات الدقيقة تمثل قفزة كبيرة في فهمنا لهذا الكوكب.

وفي تصريح من لامي، أكد أن هذا الاكتشاف لا يعد مجرد رقم جديد، بل يساعد على حل إشكالية قديمة تمثلت في صعوبة تتبع حركة أقطاب أورانوس المغناطيسية على المدى الطويل، مما كان يشكل تحديًا أمام العلماء. استخدام الشفق القطبي كمؤشر ساعد في تحديد هذه الأقطاب بدقة وربطها بحركة الكوكب نفسها.

لكن تتبع الشفق في أورانوس ليس أمرًا سهلاً، نظرًا لأن المجال المغناطيسي للكوكب غير معتاد ويشمل ميلًا شديدًا عن محور الدوران. هذا يؤدي إلى سلوك متقلب وصعب التنبؤ للشفق. ولكن مع توفر البيانات المستمرة من مرصد هابل على مدى أكثر من 10 سنوات، تمكن العلماء من اكتشاف أنماط دورية دقيقة في هذا السلوك المتغير.

هذا الإنجاز العلمي ليس فقط خطوة كبيرة نحو فهم أفضل للكواكب الجليدية، بل أيضًا تمهيد لبعثات فضائية مستقبلية إلى أورانوس. هذه النتائج تكتسب أهمية خاصة في ظل الاستعدادات لمهام فضائية جديدة تهدف لاستكشاف الكواكب العملاقة في أطراف المجموعة الشمسية.

هذه الدراسة تبرز مرة أخرى الدور الحيوي لمراصد الفضاء مثل هابل في مساعدة العلماء على سبر أغوار الأجرام السماوية البعيدة، مما يوفر لنا أدوات أكثر دقة لفهم عالمنا الفضائي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678