[ad_1]
ترامب يحاول إعادة صياغة الثقافة والتاريخ الأميركي عبر حملة ضد “سميثسونيان”
تعيش مؤسسة “سميثسونيان” الثقافية في واشنطن، التي تعتبر واحدة من أعرق المؤسسات المتحفية والبحثية في الولايات المتحدة، حالة من التوتر المتزايد، بعدما أصبحت الهدف الأحدث لحملة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في محاولة لإعادة صياغة الثقافة والتاريخ الأميركيين وفق رؤيته الخاصة. وتستهدف هذه الحملة ما يسميه ترامب “الأيديولوجيا المثيرة للانقسام” والتي يعتقد أنها تسود في المؤسسات الأميركية، بما في ذلك مؤسسة “سميثسونيان”.
أمر تنفيذي لتطهير المؤسسة من “الأفكار المناهضة لأميركا”
في إطار هذه الحملة، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا مؤخرًا يهدف إلى “تطهير” مؤسسة “سميثسونيان” من الأفكار التي يراها “غير مناسبة” أو “مناهضة لأميركا”. من بين هذه الأفكار، هناك التوجهات التي تعزز التنوع العرقي والثقافي، وتلك التي تدعم حقوق مجتمع الميم وتناهض العنصرية، وهي قيم أصبحت راسخة في برامج متاحف سميثسونيان على مدار السنوات الأخيرة.
وجّه ترامب انتقادات حادة لبعض متاحف المؤسسة، من بينها المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين الأفارقة وثقافتهم، متهمًا إياها باتباع “أيديولوجيا ضارة” ومحاولة “إعادة كتابة التاريخ الأميركي”، خصوصًا فيما يتعلق بمسائل العرق والجنس والهوية. كما شمل الأمر التنفيذي حتى “حديقة الحيوانات الوطنية”، مشيرًا إلى أن هناك محتوى قد يحتاج إلى “تطهير” من أفكار غير ملائمة.
ردود فعل غاضبة من الأكاديميين والناشطين
هذه الإجراءات أثارت ردود فعل غاضبة من الأكاديميين والناشطين في مجال الحقوق المدنية الذين رأوا في هذه الخطوات محاولة لطمس التاريخ الحقيقي للولايات المتحدة. وقال ديفيد بلايت، رئيس منظمة المؤرخين الأميركيين، إن هذا الأمر التنفيذي يمثل “إعلان حرب”، موضحًا أن الإدارة تسعى لفرض تصورها الخاص للتاريخ، وتجاهل معاناة العديد من الفئات في المجتمع الأميركي.
مؤسسة سميثسونيان: مرجع لثقافة التنوع والتعدد
تعد مؤسسة سميثسونيان، التي تضم شبكة من 21 متحفًا و14 مركزًا بحثيًا وتعليميًا وحديقة حيوانات، مرجعًا وطنيًا لعرض تاريخ الولايات المتحدة بمختلف تنوعاته العرقية والثقافية والاجتماعية. ومنذ تأسيسها، لعبت دورًا كبيرًا في توسيع مفهوم “ما يعنيه أن تكون أميركيًا”، من خلال تسليط الضوء على قصص السود والنساء والمهاجرين والمهمشين.
مارغاريت هوانغ، رئيسة مركز “ساذرن بوفرتي لوو سنتر” المعني بمكافحة خطاب الكراهية، انتقدت خطوة ترامب، معتبرة إياها محاولة “محو التاريخ”. وأضافت أن تاريخ الأقليات، مثل تاريخ السود والنساء، هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الولايات المتحدة، و”رغم بشاعته، فإنه رائع ويستحق أن يُروى بالكامل”.
محاولات فرض سردية واحدة
من جانبه، أشار روبرت ماكوي، أستاذ التاريخ في جامعة ولاية واشنطن، إلى أن مؤسسة سميثسونيان، التي نشأت في منتصف القرن التاسع عشر، قد تطورت مع تطور الثقافة الأميركية، وهو ما يجعل محاولات ترامب لفرض رؤية واحدة للتاريخ مسألة خطيرة قد تؤدي إلى تهميش العديد من الفئات.
التطهير الثقافي والتأثير على الهوية الأميركية
تحاول هذه الحملة، بحسب العديد من المراقبين، إعادة صياغة الهوية الثقافية الأميركية من خلال الحد من التنوع الفكري والسيطرة على كيفية رواية التاريخ. وتُعد هذه السياسة بمثابة “حرب ثقافية” تهدف إلى فرض سردية رسمية واحدة تهمش التجارب والقصص التي تعكس التعددية والانفتاح التي تميز المجتمع الأميركي.
ويخلص ديفيد بلايت إلى أن “ما هو على المحك ليس مجرد متحف أو نصب تذكاري، بل هو الحق في رواية القصة الأميركية بكل تعقيداتها، وإنجازاتها وإخفاقاتها، وحين تُصادر هذه القصة، نفقد جزءًا جوهريًا من هويتنا الجماعية”.
[ad_2]