• Home  
  • تحليل شبكي يكشف تحريضا يمينيا ضد مرشحة مسلمة لحكم ولاية جورجيا الأميركية | أخبار
- أسرة - رياضة

تحليل شبكي يكشف تحريضا يمينيا ضد مرشحة مسلمة لحكم ولاية جورجيا الأميركية | أخبار

شنّت حسابات تتبع لليمين المتطرف في الولايات المتحدة موجة تحريض واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي ضد النائبة المسلمة ذات الأصول الفلسطينية رواء رمان، عقب إعلانها الترشح لمنصب حاكم ولاية جورجيا. واستندت حملة التحريض التي قادتها حسابات تتبع ناشطين بارزين وتحظى بملايين المتابعين على منصة “إكس” إلى ادعاءات عكف اليمين المتطرف على ترديدها، مثل سعي […]

شنّت حسابات تتبع لليمين المتطرف في الولايات المتحدة موجة تحريض واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي ضد النائبة المسلمة ذات الأصول الفلسطينية رواء رمان، عقب إعلانها الترشح لمنصب حاكم ولاية جورجيا.

واستندت حملة التحريض التي قادتها حسابات تتبع ناشطين بارزين وتحظى بملايين المتابعين على منصة “إكس” إلى ادعاءات عكف اليمين المتطرف على ترديدها، مثل سعي المسلمين إلى تقلّد مناصب الحكم في الولايات المتحدة لأسلمة البلاد، حسب زعمهم.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وأعلنت رواء رمان النائبة في مجلس ولاية جورجيا ترشحها لمنصب حاكم الولاية يوم الاثنين الفائت لتصبح -إذا فازت- أول مسلمة ذات أصول فلسطينية في هذا المنصب.

وأجرى فريق “نيوز عربي تحقق” تحليلا شبكيا للتغريدات التي افتعلت وشاركت في حملة التحريض على منصة “إكس” في الفترة ما بين 30 سبتمبر/أيلول ومطلع أكتوبر/تشرين الأول، وجمع تغريدات شملت أكثر من 2800 حساب، وما يزيد عن 3 آلاف تفاعل ما بين إعادة نشر وتعليق وإعجاب.

وقد أظهرت خريطة التفاعلات الرقمية أن النقاش لم يكن عشوائيا، بل قادته حسابات يمينية مؤثرة ذات قاعدة جماهيرية واسعة أعادت تدوير المحتوى التحريضي لتضخيم أثره.

وكان أبرز هذه الحسابات حساب “إند ووكنس” (End Wokeness) المعروف بخطابه الشعبوي، حيث تصدر المشهد وجذب خلفه آلاف التفاعلات، مستحوذا وحده على نحو 44% من الحسابات التي شملها التحليل.

تحليل شبكي لحملة هجوم استهدفت النائبة الأميركية المسلمة رواء رمان (نود إكسل-جيفي)

كما أظهر أن التغريدات الأكثر تداولا لم تقتصر على انتقاد المرشحة من زاوية سياسية، بل اتخذت طابعا تحريضيا مباشرا يستهدف هويتها الدينية وأصولها الفلسطينية، فقد رددت تلك الحسابات مضامين تشكك في أهليتها لشغل منصب حاكم الولاية، عبر ربطها باتهامات فضفاضة بالانتماء إلى منظمات إسلامية أو دعم أجندات خارجية، في محاولة لتأطير ترشحها باعتباره تهديدا للأمن القومي.

وذهب بعض الناشطين اليمينيين أبعد من ذلك حين أعادوا إنتاج سرديات قديمة عن “غزو المسلمين” أو مشروع “أسلمة الولايات المتحدة” وهي روايات متكررة يوظفها الخطاب الشعبوي اليميني عند أي حضور سياسي بارز لمسلمين في المشهد الأميركي.

وقد شكّلت هذه المزاعم العمود الفقري لحملة التحريض، إذ جرى تضخيمها عبر آلاف الحسابات التي أعادت نشرها وأدخلتها في سياق أوسع من التخويف الثقافي والديني.

لتغريدات الأكثر تداولا حملت مضامين تشكك في أهلية المرشحة
تحليل التغريدات الأكثر تداولا التي حملت مضامين تشكك في أهلية المرشحة (نود إكسل-جيفي)

وتصدّر المشهد حساب الناشطة اليمينية لورا لومر، المقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي عُرفت بخطابها المعادي للمسلمين والمهاجرين، فقد شنّت هجوما مباشرا على حساب رواء رمان، الأمر الذي أظهرته تحليلات فريقنا بوضوح من خلال تموضع حساب رمان داخل نفس الدائرة الرقمية التي تقودها لومر، بما يعكس حجم التداخل بين خطاب التحريض والتفاعلات الموجهة ضدها.

ونشرت لومر تغريدة حصدت أكثر من مليون ونصف مليون مشاهدة، زعمت فيها أن ترشح رواء يندرج ضمن ما سمّته “غزو المسلمين لأميركا” في استدعاء مباشر لخطاب “الاستبدال الكبير” الذي يشكّل ركيزة أساسية في دعاية اليمين المتطرف.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل عززت لومر خطابها بتغريدات أخرى تمس الثقافة الإسلامية بشكل عام، لتتحول الحملة من جدل انتخابي إلى موجة كراهية أوسع ذات بعد أيديولوجي.

وفي تغريدة أخرى، وسّعت لومر دائرة التحريض بالانتقال من مهاجمة رواء إلى الطعن في الثقافة الإسلامية ككل، إذ وصفتها بأنها “فاسدة” في تعميم نمطي يشيطن المسلمين ويحول النقاش السياسي إلى مواجهة هوياتية.

ولم تكتفِ بذلك، بل استحضرت صورة نمطية عن غزة، زاعمة أن “الأطفال هناك يرجمون الكلاب حتى الموت كنوع من التسلية” في محاولة لإثارة مشاعر الاشمئزاز وربط المرشحة الفلسطينية الأصل بسرديات سلبية عن مجتمعها.

كما سخرت من الحجاب، واصفة إياه بأنه “خرقة إرهاب” وهو توصيف يعكس لغة الإسلاموفوبيا التي طالما استخدمها اليمين المتطرف لشيطنة الرموز الدينية الإسلامية.

وقد ساهم هذا الخطاب في تحويل الحملة الانتخابية إلى ساحة لتغذية الكراهية ضد المسلمين، وتثبيت صورة مشوهة عن الإسلام أمام جمهور واسع تجاوز المليون ونصف مليون مشاهدة.

وردّت رواء على موجة التحريض بتغريدات مضادة حظيت بتفاعل واسع لم تقتصر على أنصارها بل لاقت صدى لدى قطاع من الجمهور الأميركي المتابع للانتخابات.

وأكدت في ردودها تمسّكها بمبادئها الديمقراطية وهويتها كمسلمة من أصول فلسطينية، معتبرة أن تجربتها الشخصية وسجلها في العمل التشريعي والنضال من أجل العدالة الاجتماعية دليل على أهليتها لقيادة ولاية جورجيا.

كما شددت على أن حملات الكراهية لن تثنيها عن خوض السباق الانتخابي، بل تزيدها إصرارا على تمثيل الأميركيين كافة “بلا تمييز”.

وقد ساهم هذا الخطاب الدفاعي في إعادة صياغة النقاش حول ترشحها، من هجوم شخصي على هويتها إلى معركة مبدئية حول قيم المواطنة والمساواة بالمجتمع الأميركي.

ولم يخل المشهد من أصوات معارضة لحملة التحريض، إذ برزت تغريدات رافضة لمزاعم اليمين المتطرف حول المرشحة، وحظيت هذه التغريدات بانتشار واسع ومشاهدات عالية، مما يعكس وجود جمهور غير قليل يتعامل مع الخطاب المعادي للمسلمين بسخرية وانتقاد.

فقد أرفقت إحدى المتفاعلات صورة حاخامات يهود داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، ساخرة من فكرة “سيطرة المسلمين على البلاد” ومبينة التناقض في خطاب اليمين في أميركا.

كما عبرت أخرى عن أن حملة لومر التحريضية دفعتها شخصيا إلى التعاطف مع المرشحة، بل وإعلان نيتها التصويت لها بالانتخابات المقبلة، بما يحوّل خطاب الكراهية لعامل عكسي يعزز من حضور رواء السياسي ويكسبها تعاطفا إضافيا.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678