بيتر كراوتش.. اللاعب المختلف الذي أصبح نجمًا في الملاعب والإعلام
لم يكن بيتر كراوتش لاعبًا نمطيًا في كرة القدم. مظهره الفريد وأسلوبه غير التقليدي جعله من أكثر الأسماء تميزًا في تاريخ البريميرليغ.
وُلد كراوتش عام 1981 في مدينة ماكليسفيلد. بلغ طوله 1.97 مترًا، وهو ما عرضه للسخرية منذ صغره. رغم ذلك، نجح في بناء مسيرة كروية مذهلة.
بداية صعبة وتحديات نفسية
عانى كراوتش من التنمر خلال طفولته بسبب شكله النحيف وطوله غير المعتاد. في سن 16، كان يبكي أحيانًا نتيجة تلك المواقف القاسية.
عندما بدأ مع كوينز بارك رينجرز في الدوري الإنجليزي، لم يكن ظهوره الأول مبشرًا. تلقى انتقادات حادة من الجماهير والإعلام.
لم يكن سريعًا أو قويًا بدنيًا، لكنه امتلك مهارة رائعة في ألعاب الهواء. تفوق في ضربات الرأس، ما جعله خطيرًا رغم بنيته الضعيفة.
التألق في ليفربول بعد بداية باهتة
بعد تنقله بين عدة أندية، انضم كراوتش إلى ليفربول. لم يسجل أي هدف في أول 18 مباراة، مما أثار القلق.
لكنه كسر هذا الصيام بهدف غريب، كان نقطة تحوّل في مسيرته. من هناك، بدأ التألق بقوة.
سجل أكثر من 100 هدف في الدوري الإنجليزي. كما سجل 53 هدفًا بالرأس، وهو رقم قياسي في البريميرليغ.
فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي، وشارك مع منتخب إنجلترا في بطولات عدة. سجل 22 هدفًا في 42 مباراة دولية.

نجم في الإعلام بعد اعتزاله
بعد اعتزاله كرة القدم، دخل كراوتش عالم الإعلام.
في 2018، أطلق برنامجه “بودكاست بيتر كراوتش”، الذي لاقى نجاحًا هائلًا.
استضاف شخصيات مثل الأمير ويليام وإدريس إلبا. تناول مواضيع فكاهية من حياته الكروية.
لاحقًا، أطلق برنامجًا آخر بعنوان “ذا ثيرابي كراوتش” بمشاركة زوجته، عارضة الأزياء آبي كلانسي.
ناقشا فيه الحياة الزوجية والمواضيع الشخصية بطريقة مرحة وعفوية.
بيتر كراوتش.. قصة إلهام لا تُنسى
واجه كراوتش صعوبات جسدية ونفسية في بدايته. لكنه ثابر حتى أصبح أحد أبرز مهاجمي إنجلترا.
لم يتوقف النجاح بعد الاعتزال، بل استمر إعلاميًا بفضل شخصيته المرحة والصادقة.
قصته تلهم كل من يواجه التنمر أو الشك الذاتي. إذ تُثبت أن الإصرار والاختلاف يمكن أن يصنعا النجاح.