نيوز عربي | أخبار فلسطين
أعلنت وكالة “بيت مال القدس” في الرباط عن مبادرة إنسانية عاجلة تهدف إلى دعم أطفال غزة ضحايا الحرب، وتشمل التكفل بتوفير الأطراف الصناعية لعدد من الأطفال الذين فقدوا أطرافهم نتيجة العدوان الإسرائيلي. كما تضمن المبادرة تبني عدد من الأيتام الفلسطينيين في إطار مشروع الوكالة “كفالة اليتيم المقدسي”، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الحرب في غزة.
تم الإعلان عن هذه المبادرة في لقاء إخباري نظم يوم السبت بمقر الوكالة في الرباط، بحضور سفير فلسطين في الرباط، وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي العربي، إلى جانب شخصيات أخرى. كما شارك في اللقاء وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني عبر تقنية التناظر المرئي عن بعد.
دعم المملكة الفلسطينية:
أكد محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، في كلمته خلال اللقاء على التزام المملكة المغربية العميق بدعم الشعب الفلسطيني، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني، في مواجهة العدوان الإسرائيلي، خاصة في قطاع غزة.
وأشار الشرقاوي إلى أن المملكة المغربية، بتوجيهات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، كانت حاضرة بقوة منذ بداية العدوان على غزة. وأضاف أن المملكة تمسكت بالأولويات الخمس التي تأسس عليها موقفها في دعم فلسطين، وهي:
-
الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار.
-
حماية المدنيين الفلسطينيين ومنع استهدافهم.
-
السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل سلس وبكميات كافية إلى الفلسطينيين.
-
الإبقاء وتعزيز دور الأونروا ورفض التهجير.
-
الشروع في مفاوضات جادة لإحياء العملية السلمية وتحقيق حل الدولتين.
التزام المملكة المغربية:
وأكد الشرقاوي على أن المملكة المغربية لم تقتصر على التصريحات بل كانت دائمًا في طليعة الداعمين للمواقف الفلسطينية على جميع الأصعدة، معلنًا أن الوكالة ستستمر في تقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين في القدس وقطاع غزة، بما في ذلك هذه المبادرة الإنسانية التي تستهدف تحسين حياة الأطفال الفلسطينيين المتضررين من العدوان.
حملات إنسانية وتعليمية:
وأشار الشرقاوي إلى أن الوكالة ساهمت في حملات دعم إنسانية متعددة في القدس و غزة، بما في ذلك دعم المنظومة التعليمية في غزة من خلال تقديم منحة مالية لجامعة الأزهر في غزة، لدعم الطلاب الخريجين وتوفير خوادم سحابية ومنصة للتعليم عن بُعد، وهو ما كلف الوكالة 400 ألف دولار. كما استقبلت الجامعات المغربية 8 طلاب فلسطينيين لدراسة الطب البيطري والإنتاج الحيواني في معهد الحسن الثاني للزراعة في الرباط.
مساعدات إنسانية عاجلة:
على الصعيد الإنساني، وجه الملك محمد السادس تعليمات بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، حيث تضمنت هذه المساعدات 230 طناً من المواد الغذائية الأساسية، و40 طناً من المواد الطبية لدعم مستشفيات غزة. كما تم توزيع 3300 قفة غذائية في القدس خلال شهر رمضان، إلى جانب 30 ألف وجبة ساخنة يومية، 4 أطنان من الأدوية، 50 حقيبة طبية، و معدات طوارئ لمستشفى الهلال في القدس.
التضامن المستمر:
أكد الشرقاوي أن الوكالة ستواصل تنفيذ هذه المشاريع الإنسانية والتعليمية لمواكبة التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في القدس وقطاع غزة، تلبيةً لاحتياجاتهم الإنسانية والتعليمية في هذا الوقت العصيب.
تأسست وكالة “بيت مال القدس” في الرباط عام 1998، وذلك بعد أن أطلق الملك الحسن الثاني، رحمه الله، فكرتها في عام 1995 أثناء ترؤسه لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي. وقد تمت الموافقة على هذه المبادرة من قبل المنظمة لتصبح واحدة من آلياتها المركزية لدعم صمود المقدسيين في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
منذ تأسيسها، نفذت الوكالة أكثر من 200 مشروع كبير بالإضافة إلى عشرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القدس، متوزعة على مجموعة متنوعة من القطاعات الأساسية مثل التعليم، الصحة، الإسكان، الترميم، الثقافة، المساعدة الاجتماعية، التنمية البشرية، الابتكار، تمكين المرأة والشباب والطفولة وغيرها. وقد بلغ إجمالي التمويل لهذه المشاريع حوالي 80 مليون دولار.
تمويل الوكالة
ومنذ عام 2011، أصبح المملكة المغربية تمول الوكالة ومشاريعها بنسبة 100%، وذلك عبر تبرعات الدولة المغربية، المؤسسات، و الأفراد. جاء ذلك بعد توقف التمويلات التي كانت تأتي من بعض البلدان الإسلامية في السابق.
دور المملكة المغربية في دعم القدس
تؤكد وكالة بيت مال القدس من خلال هذه المشاريع على الدور الكبير الذي تلعبه المملكة المغربية في دعم القدس والمقدسيين، وذلك بتوجيهات مباشرة من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لمواصلة دعم الصمود الفلسطيني في المدينة المقدسة.
