الاحتلال الإسرائيلي يشنّ عملية عسكرية جديدة في مخيم بلاطة شرق نابلس
في تطور جديد ضمن سلسلة العمليات العسكرية المتواصلة التي تنفذها إسرائيل في شمال الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عملية عسكرية واسعة في مخيم بلاطة للاجئين شرقي مدينة نابلس، وذلك بعد أشهر من حملة “السور الحديدي” التي استهدفت مخيمات جنين وطولكرم.
وبحسب ما أفادت به نيوز عربي، تأتي هذه العملية بعد سلسلة من الاقتحامات المكثفة التي طالت مخيمات “بلاطة”، “عسكر”، و”العين” في محافظة نابلس، في إطار تصعيد أمني مستمر منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
تفاصيل العملية العسكرية
في بيان مشترك صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام “الشاباك”، والشرطة الإسرائيلية، تم الإعلان عن “عملية واسعة النطاق” بدأت في مدينة نابلس ومحيطها. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن وحدتين خاصتين من الجيش الإسرائيلي، إلى جانب ثلاث كتائب إضافية، شاركت في العملية التي تركزت في مخيم بلاطة، ضمن الخطة الأمنية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية.
تصعيد متكرر واستهداف للبنية السكنية
تأتي هذه العملية الجديدة بعد أقل من شهر على اقتحام مماثل لمخيم العين غرب نابلس، والذي أسفر عن نزوح أكثر من 40 عائلة فلسطينية، في ظل تهديدات بهدم قرابة 80 منزلًا داخل المخيم.
ويؤكد هذا التصعيد المستمر سياسة الاحتلال في الضغط الأمني على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في محاولة لإضعاف البنية التنظيمية للفصائل الفلسطينية داخل الضفة الغربية.

الاحتلال الإسرائيلي يصعّد في نابلس: عملية عسكرية واسعة في مخيم بلاطة وسط انتقادات فلسطينية
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في الضفة الغربية، إذ اقتحمت فجر اليوم الأربعاء مخيم بلاطة للاجئين شرقي مدينة نابلس، ضمن عملية عسكرية وُصفت بأنها “واسعة النطاق”، لتضاف إلى سلسلة من العمليات المماثلة التي شنتها إسرائيل منذ مطلع العام في جنين وطولكرم ومناطق أخرى.
وبحسب نيوز عربي، تأتي هذه العملية في سياق تصعيد أمني أوسع بدأ في يناير/كانون الثاني الماضي ضمن حملة “السور الحديدي”، وتُعدّ واحدة من أعنف الهجمات على المخيم منذ سنوات، حيث تخللتها مواجهات عنيفة، وعمليات مداهمة واعتقال، وسط انتهاكات جسيمة لحقوق السكان المدنيين.
انتشار عسكري واسع وحظر تجوال
من عدة محاور جنوبية وشرقية، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة بعشرات الآليات العسكرية ووحدات المشاة، وتوغلت في أحياء مختلفة، خاصة منطقة “شارع السوق” وحارة “الجماسين”. وتمت مداهمة العديد من المنازل وفرض حظر تجوال مشدد، فيما حولت قوات الاحتلال ثلاثة منازل لعائلات فلسطينية إلى مواقع عسكرية ومراكز تحقيق ميداني.
وأكدت نيوز عربي، نقلًا عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال استخدمت الطائرات المسيّرة في عمليات التفتيش والرصد داخل الأزقة، فيما تم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين على الأقل، إلى جانب عشرات حالات الاختناق.
كما استهدفت القوات الصحفيين مباشرة بقنابل الغاز، وعرقلت عمل الطواقم الطبية التي واجهت صعوبات في الوصول إلى المصابين.
شهادات من الميدان: “طابع انتقامي واضح”
قال عماد زكي، رئيس لجنة خدمات مخيم بلاطة، في تصريح لـنيوز عربي، إن هذه العملية العسكرية تختلف جذريًا عن الاقتحامات السابقة من حيث كثافة الانتشار العسكري وحجم الانتهاكات. وأوضح أن “الجيش اقتحم المنازل بعنف، وفتشها بدقة، واعتقل عددًا من الشبان، وأبعد بعضهم عن المخيم بعد الإفراج عنهم”.
وأكد زكي أن قوات الاحتلال فتشت حتى أسطح المنازل وخزانات المياه، ونكّلت بالأهالي ممن وُجد بحوزتهم أعلام فلسطين أو ألعاب أطفال على شكل أسلحة، ما يعكس، حسب وصفه، “الطابع الانتقامي للعملية أكثر من كونه عملًا أمنيًا بحتًا”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي فرض حصارًا شبه كامل على حارات المخيم، ما صعّب على الأهالي إخراج مرضى السرطان وغسيل الكلى لتلقي العلاج.
استهداف مباشر للصحفيين والمنازل
الصحفي جمال ريان، أحد سكان مخيم بلاطة، قال لـنيوز عربي إن منزله تعرض لاقتحام عنيف من قبل عدد كبير من الجنود، حيث احتُجز أطفاله بغرفة منفصلة، وتم التحقيق معه ميدانيًا، قبل أن يتم تفتيش منزله بالكامل وتحطيم معدات التصوير الخاصة به، وكسر أبواب الغرف الداخلية.
وأضاف أن الجيش استخدم الطائرات المسيّرة لمسح المناطق قبل الاقتحام، وأحيانًا كان يتم إدخال هذه الطائرات إلى داخل المنازل من خلال النوافذ لرصد التحركات.
موقف رسمي: “سياسة فاشلة وسط صمت دولي”
في زيارة ميدانية للمخيم، قال محافظ نابلس غسان دغلس إن “ما يجري هو سياسة فاشلة من قبل الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية تقف إلى جانب الأهالي في مواجهة هذا التصعيد، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل.
وأضاف دغلس: “ما يحدث هو حرب إبادة بطيئة، والاحتلال يحاول قمع وإخضاع الفلسطينيين، لكننا أصحاب الأرض ولن نرحل، وعلى العالم أن يستيقظ أمام هذه الانتهاكات”.
مخيم بلاطة.. تحت النار
يُعتبر مخيم بلاطة، الذي يضم أكثر من 33 ألف لاجئ، أكبر مخيمات الضفة الغربية، وقد شهد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تصعيدًا غير مسبوق، شمل عشرات الاقتحامات، وأدى إلى استشهاد نحو 30 مواطنًا، وهدم أكثر من 200 منزل بشكل جزئي أو كلي، بحسب ما أفادت به اللجان الشعبية في المخيم.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية متواصلة في مخيمات جنين وطولكرم، حيث تعرّضت الأخيرة لنزوح جماعي، خاصة مخيم جنين الذي هُدمت فيه مئات المنازل ونزح منه نحو 50 ألف مواطن، في ظل صمت دولي يثير القلق.