انقطاع الطمث والعلاج الهرموني.. “إكسير سحري” أم خيار طبي محسوب؟
🟣 نيوز عربي | صحة المرأة
يمثل انقطاع الطمث مرحلة طبيعية في حياة المرأة، إلا أنها كثيرًا ما تكون مصحوبة بتغيرات جسدية ونفسية قد تؤثر في جودة الحياة اليومية. وبينما تمر بعض النساء بهذه المرحلة بسلاسة، تعاني أخريات من أعراض مزعجة تؤثر في النوم، المزاج، والحياة الجنسية.
ومع تصاعد الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، تزايدت الدعوات إلى العلاج الهرموني، والذي وصفه البعض، بمن فيهم مشاهير ومؤثرون، بأنه “إكسير سحري” يغيّر حياة المرأة بعد انقطاع الطمث. لكن، ما حقيقة هذا العلاج؟ وهل يناسب الجميع؟
ماذا يحدث لجسم المرأة عند انقطاع الطمث؟
وفقًا للموقع الطبي الأميركي WebMD، تبدأ المبايض في سن الأربعينيات أو الخمسينيات في إنتاج كميات أقل من الإستروجين والبروجستيرون، وهما الهرمونان المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية وعدة وظائف أخرى. انخفاضهما قد يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية:
-
الهبّات الساخنة والتعرق الليلي.
-
اضطرابات النوم والتعب المزمن.
-
جفاف المهبل، ما يؤدي إلى ألم أثناء العلاقة الجنسية.
-
تغيرات مزاجية تشمل القلق والتوتر وحتى الاكتئاب.
-
ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
ما هو العلاج الهرموني لانقطاع الطمث؟
العلاج الهرموني (Hormone Replacement Therapy – HRT) يُستخدم لتعويض نقص الهرمونات، ويأتي في شكلين أساسيين:
🔹 العلاج الجهازي: يؤثر في الجسم كله، ويُعطى غالبًا على شكل حبوب أو لاصقات.
🔹 العلاج الموضعي: يُستخدم لعلاج الأعراض الموضعية، مثل الجفاف المهبلي، ويأتي على شكل كريمات أو حلقات مهبلية.
يُعطى الإستروجين فقط للنساء اللواتي أُزيل رحمهن، أما النساء اللواتي لم يُجرين استئصال الرحم فيُعطين مزيجًا من الإستروجين والبروجستيرون للوقاية من زيادة سماكة بطانة الرحم وتقليل خطر سرطان الرحم.
من يمكنها الاستفادة من العلاج الهرموني؟
يوصي الأطباء بالعلاج الهرموني عادةً في الحالات التالية:
✅ أعراض شديدة تؤثر على نمط الحياة (مثل الهبّات الساخنة الحادة واضطرابات النوم).
✅ النساء اللاتي دخلن سن اليأس المبكر (قبل سن الأربعين).
✅ حالات هشاشة العظام أو وجود تاريخ عائلي قوي للإصابة بها.
هل هناك مخاطر؟
نعم، لا يُنصح بالعلاج الهرموني في حالات معينة، منها:
🚫 تاريخ سابق للإصابة بسرطان الثدي أو بطانة الرحم.
🚫 أمراض الكبد النشطة.
🚫 جلطات دموية أو أمراض القلب والسكتة الدماغية.
التوازن ضروري
ورغم أن العلاج الهرموني قد يكون فعالًا في تحسين جودة الحياة لدى بعض النساء، إلا أن الأطباء يحذّرون من تبني قرارات بناءً على المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام أو “نصائح المؤثرين” دون تقييم طبي دقيق.
🩺 لذلك، ينصح الخبراء دائمًا بمناقشة الأمر مع طبيب مختص لتقييم الفوائد والمخاطر بدقة، واختيار ما يناسب الحالة الصحية الفردية.