اختيار المساق المناسب في التعلم الإلكتروني: كيف تحقق النجاح الأكاديمي عبر الإنترنت
قد اعتدنا قديما على نمط تعليمي محدد، حيث يجلس الطلاب في قاعة كبيرة بينما يقوم المحاضر بشرح المواضيع، وقد يدوّن الطلاب بعض الملاحظات. لكن مع التقدم التكنولوجي، بدأنا نرى نمطًا آخر من التعلم، وهو التعلم الإلكتروني الذي تقدمه منصات مثل “كورسيرا” و”إيدكس”، التي توفر المحتوى التعليمي عبر الإنترنت فقط. ومع انتشار هذه المنصات، بات من الممكن الآن للطلاب التعلم من أي مكان دون الحاجة للسفر أو التواجد في قاعات الدراسة.
خلال أزمة كوفيد-19 والإغلاق العالمي، شهدنا تحولًا كبيرًا في التعليم، حيث بدأت جامعات ومنصات إضافية في تقديم الدورات عبر الإنترنت. ورغم مزايا هذا النوع من التعلم مثل توفير الوقت والجهد في السفر، إلا أنه يحمل تحديات كبيرة، أبرزها التشتت بسبب كثرة المحتويات الإلكترونية.
اختيار المساق المناسب
أولى خطوات النجاح في التعلم الإلكتروني تبدأ باختيار المساق المناسب الذي يتوافق مع اهتماماتك وأهدافك الأكاديمية أو المهنية. قبل البدء في أي دورة، يجب عليك مراجعة المنهج ومتطلبات الدورة وهيكلها للتأكد من أنها تناسب مستوى معرفتك الحالي. عادةً ما تُحدد المنصات مستوى المساق بين مبتدئ، متوسط، ومحترف، لذا عليك التأكد من أنك مستعد لمواصلة الدورة دون الشعور بالإرهاق.
التفاعل مع الزملاء والمحاضرين
التفاعل هو عنصر أساسي في التعلم الإلكتروني. من المهم اختيار الدورات التي تتيح تفاعلًا فعالًا مع المحاضرين والزملاء. هذا التفاعل لا يساهم فقط في تعزيز المعرفة بل يحفزك أيضًا للاستمرار في الدورة. يشعر الطالب أن هناك من يهتم بما يدرسه، مما يقلل من الشعور بالإحباط.
تجنب التشتت
الإنترنت مليء بالمشتتات، مثل مقاطع الفيديو القصيرة على منصات التواصل الاجتماعي، التي قد تسرق وقتك من الدراسة. لذا يجب عليك وضع جدول زمني ثابت والتركيز على المادة الدراسية لفترات محددة. ويفضل تخصيص 30 إلى 45 دقيقة للتركيز على المحتوى، ثم أخذ استراحة قصيرة، مما يساعد في زيادة الاستيعاب.
وضع جدول دراسي ثابت
من المهم وضع جدول دراسي يحدد أوقات معينة للدراسة الأسبوعية. يعتبر الالتزام بهذا الجدول أمرًا ضروريًا للنجاح. ينصح بتقسيم المساق إلى أجزاء صغيرة يسهل إدارتها وتحديد مواعيد نهائية قصيرة، مما يساعدك على التركيز.
التفاعل مع المادة الدراسية
عند متابعة المساق، يجب عليك دائمًا تدوين الملاحظات وتلخيص المفاهيم الرئيسية. التفاعل مع المادة الدراسية من خلال التمارين والاختبارات يساعد في تعميق الفهم.
المساقات الإلكترونية أكثر تنوعًا
أحد أهم مميزات المساقات الإلكترونية هو التنوع في المواد التعليمية. قد يتضمن المساق مقاطع فيديو، مقاطع صوتية، مقاطع مكتوبة، أو حتى مراجع علمية. في حال كان الموضوع صعبًا، يمكنك البحث عن دروس تكميلية للمساعدة.
حافظ على هدفك الواضح
من الضروري أن يكون لديك هدف واضح عند بدء الدورة. حدد ما تريد تحقيقه بنهاية المساق، سواء كان إتقان موضوع معين أو الحصول على شهادة معترف بها. تقييم تقدمك بانتظام يساعدك في الحفاظ على حماسك.
فكر في الحصول على شهادة
إذا كانت الدورة تتماشى مع أهدافك المهنية، قد تكون الشهادة الموثقة من المنصات مثل “كورسيرا” أو “إيدكس” إضافة رائعة لسيرتك الذاتية. كما أن بعض المنصات تقدم مساعدات مالية للمتعلمين المؤهلين.
مهمة واحدة في كل مرة
من الأفضل التركيز على مساق واحد في كل مرة. تعدد المهام قد يؤدي إلى تشتت الانتباه وعدم استيعاب المادة بشكل كامل.
استكشاف الأدوات الإضافية
هناك العديد من الأدوات التي يمكن أن تساعد في تحسين تجربتك التعليمية، مثل تطبيقات الهاتف المحمول التي تتيح لك التعلم أثناء التنقل، بالإضافة إلى مواد قابلة للتنزيل للدراسة دون اتصال بالإنترنت. كما أن مجموعات الدراسة على الإنترنت توفر فرصًا للتفاعل وتبادل المعرفة.
