ووجّه أردوغان الشكر لكل الدول التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، داعيا كل الدول الأخرى التي لم تفعل ذلك بعد، بأن تعترف بدولة فلسطين وفي أقرب الآجال، داعيا إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة “طاقم الإبادة الجماعية”.
وبدأ الرئيس التركي كلمته بالتذكير بالكلمات الأولى من ميثاق الأمم المتحدة، التي تقول إن غايتها صون الأمن والسلم الدوليين، وقال “ونحن نحتفل بالذكرى الثمانين للأمم المتحدة في هذه القاعة يشهد العالم الأحداث الخطيرة، والتي تلقي بظلال قاتمة على كلمات ميثاق الأمم المتحدة ومادته الاستهلالية، خاصة ما يحدث في غزة بشكل خاص التي تشهد إبادة جماعية منذ أكثر من 700 يوم”.
وأضاف أن إسرائيل ترتكب المذابح بحق المدنيين في غزة، حيث فاق عدد الضحايا المدنيين أكثر من 65 ألفا، بينما لا يزال عدد الأفراد المدفونين تحت الركام غير معروف بعد، مشيرا إلى أن أكثر من 20 ألفا ممن قتلوا هم من الأطفال.
وتابع “على مر الـ23 شهرا الماضية قُتل طفل في غزة في كل ساعة على يد إسرائيل، وهذه ليست مجرد أرقام وإحصاءات بل هم أشخاص، وكل رقم هو شخص وبني آدم وبريء يُقتل، ليس بأسلحة فحسب بل بسلاح التجويع أيضا”.
ورفع أردوغان، خلال كلمته، صورة قال إنها للحياة اليومية في غزة، وهي صورة لنساء يحملن أطباقا في أيديهن، وقال “أنصت إلى ضمائركم أجيبوا على السؤال التالي: هل من منطق معقول يبرر هذه الوحشية في هذا العام 2025؟ هذه الصورة المخجلة في غزة قائمة، وتتكرر يوما بعد يوم خلال 23 شهرا”.
وأضاف أن أكثر من 2.5 مليون من سكان غزة يُشرّدون كل يوم من جانب إلى آخر، كما انهارت البنى التحتية، خاصة في دور الرعاية الصحية.
ورفع صورة ثانية لأطفال يموتون جوعا في غزة متسائلا “ما هو الضمير البشري الذي يتحمل مثل هذه الصورة؟ كيف لنا أن نبقى صامتين في وجه هذه الصورة؟ في عالم يموت فيه الأطفال جوعا كيف لنا أن نتمتع بالسلام والهدوء؟”.

وأكد الرئيس التركي أنه لا يمكن السكوت على ما يحدث في قطاع غزة، معتبرا أنه “من أحلك لحظات البشرية”، وقال إن الإبادة الجارية في غزة تبث على الهواء وإسرائيل تعمدت قتل 250 صحفيا، بينما لم تتمكن الأمم المتحدة من حماية موظفيها في غزة.
وتطرق أردوغان إلى الهجوم الإسرائيلي على قطر والذي اعتبره برهانا على خروج قيادة إسرائيل عن السيطرة، وقال إن “كل دول المنطقة عرضة للتهديدات الإسرائيلية الرعناء.. الحكومة الإسرائيلية المهووسة بالأرض الموعودة تهدد أمن المنطقة”.