المحادثات النووية الأميركية الإيرانية تتجدد في سلطنة عمان
تستضيف سلطنة عمان جولة جديدة من المحادثات النووية الأميركية الإيرانية، وسط اهتمام دولي متزايد بإحياء الاتفاق النووي الذي انهار بعد انسحاب واشنطن في 2018. وتُعد هذه الجولة محاولة جادة لكسر الجمود، وإعادة رسم ملامح الاتفاق النووي، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
في هذا السياق، يشارك في هذه المحادثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، مع وساطة عمانية تهدف إلى تقريب وجهات النظر.
خلفية الأزمة: من الاتفاق إلى المواجهة
بدأت المحادثات النووية الأميركية الإيرانية في 2015 بتوقيع اتفاق شامل مع القوى الكبرى، يهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي مقابل رفع العقوبات. ومع ذلك، فإن انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق أعاد التوتر إلى الواجهة، ودفع إيران إلى زيادة أنشطتها النووية.
علاوة على ذلك، رافق هذا الانسحاب تشديد للعقوبات الأميركية، ما زاد من صعوبة العودة إلى المسار الدبلوماسي.
مطالب الطرفين في المحادثات النووية
-
إيران تطالب برفع العقوبات واستعادة أموالها المجمدة. كما أنها تصر على وجود ضمانات تمنع تكرار الانسحاب الأميركي من أي اتفاق مستقبلي.
-
الولايات المتحدة، من ناحية أخرى، تطالب بتقييد التخصيب النووي الإيراني، ومنع تطوير الصواريخ الباليستية، ووقف دعم طهران لجماعات مسلحة في المنطقة.
على الرغم من الفجوة الواضحة بين المواقف، فإن الطرفين يظهران نوعًا من الانفتاح النسبي على الحوار.
دور سلطنة عمان في الوساطة
لطالما لعبت سلطنة عمان دورًا محوريًا في تسهيل المحادثات النووية الأميركية الإيرانية. فقد استضافت جولات سابقة سرّية أدت إلى اتفاق 2015. واليوم، تعود لتقود جهود الوساطة مجددًا، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع الطرفين.
بالإضافة إلى ذلك، تُعد مسقط منصة محايدة وموثوقة في عيون واشنطن وطهران على حد سواء.
التحديات أمام التوصل إلى اتفاق
رغم رغبة الجانبين في خفض التصعيد، إلا أن الطريق نحو اتفاق جديد لا يزال محفوفًا بالعقبات. من أبرز هذه العقبات:
-
غياب الثقة بعد انسحاب واشنطن سابقًا.
-
مطالب متضاربة بشأن القيود النووية.
-
تأثير الانتخابات الأميركية القادمة، وهو ما قد يغيّر الحسابات السياسية.
في المقابل، يرى مراقبون أن التحديات الحالية قد تفتح الباب لحلول وسط، خاصة إذا تم التوصل إلى اتفاق جزئي يمهّد لاتفاق أشمل لاحقًا.
السيناريوهات المحتملة
-
اتفاق نووي جزئي: يشمل وقف التخصيب مقابل تخفيف العقوبات، وهو السيناريو الأقرب في الوقت الراهن.
-
عودة كاملة لاتفاق 2015: وهذا احتمال ضعيف حاليًا، لكنه يبقى مطروحًا إذا تحققت ضمانات كافية.
-
فشل المفاوضات: مما قد يؤدي، بطبيعة الحال، إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
خاتمة: اختبار جديد للدبلوماسية الدولية
تمثل المحادثات النووية الأميركية الإيرانية الجارية في عمان اختبارًا حاسمًا لقدرة الدبلوماسية على تفادي صراع جديد في الشرق الأوسط. في الوقت ذاته، يشكل هذا المسار فرصة حقيقية لتقليل حدة التوتر، إذا ما توفرت الإرادة السياسية لدى الطرفين.