تفاصيل الحادثة: غياب طبيب تخدير ونزيف حاد
الضحية، وتدعى مريم من دوار أولاد بيوسف بجماعة تمكروت، وضعت مولودها بعملية قيصرية في مستشفى زاكورة الإقليمي. وبحسب مصادر محلية، وُلد الرضيع في حالة اختناق، بينما تعرضت الأم لنزيف حاد بعد العملية. وفي لحظة حرجة، كان المستشفى يفتقر إلى طبيب متخصص في التخدير والإنعاش، مما حال دون تقديم الرعاية الطبية الفورية اللازمة للأم.
لإنقاذ حياتهما، تقرر نقلهما بشكل عاجل إلى مستشفى سيدي حساين بناصر بورزازات، الذي يبعد بأكثر من 160 كيلومترًا عبر طريق جبلية وعرة. لكن الرحلة لم تكتمل، حيث فارقت الأم ورضيعها الحياة على متن سيارة الإسعاف.
مطالب برلمانية وتحقيق في الخصاص الصحي
وصفت النائبة البرلمانية هذه المأساة بأنها تعكس “خصاصًا بنيويًا” في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية بمستشفى زاكورة، الذي وصفته – نقلًا عن السكان – بـ “هيكل إسمنتي بلا روح”. وأكدت أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأقسام الحيوية مثل الأمومة والولادة، والإنعاش، وأمراض القلب.
وطالبت ياسين بفتح تحقيق فوري ومحايد للكشف عن ملابسات الحادثة وتحديد المسؤوليات، بالإضافة إلى مراجعة شاملة لحكامة القطاع الصحي في الإقليم. كما تساءلت عن مصير الأطر الطبية التي تتقاضى أجورًا دون تقديم خدمة فعلية للسكان.
وقد أثارت هذه الحادثة استياءً كبيرًا في الأوساط الحقوقية، وأعادت تسليط الضوء على “غياب العدالة المجالية والاجتماعية” في توزيع الخدمات الصحية، في وقت تؤكد فيه التوجيهات الملكية على ضرورة تحقيق المساواة في جميع مناطق المغرب.