ما إن ينجو الغزي من قصف حتى يواجه الجوع، وإن نجح بالفرار من كليهما فلن يفلح بالهروب من المرض، فمؤخرا تفشى فيروس يشبه في أعراضه كورونا، ويتضاعف يوميا عدد المصابين به في ظل عجز طبي لإغاثة المرضى.
من جانبها، دقت الأطقم الطبية في قطاع غزة ناقوس الخطر، إثر عجزهم عن تقديم يد العون للمصابين بهذا الفيروس، الذين تتضاعف أعدادهم يوما بعد يوم، وذلك في خضم المعاناة المستمرة التي لا يزال الغزيون يواجهونها من قصف وتجويع ممنهج أوصل كل أهالي القطاع لحالات عامة من سوء التغذية التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد أي مرض.
فلا توجد في غزة أجهزة تنفس أو حتى أنبوب محلول طبي لتخفيف آلام المصابين، بعد أن دمر الاحتلال كافة المختبرات التي كانت بدورها ستساعد في كشف طبيعة الفيروس، ومن ثم يتمكن الأطباء من تحديد العلاج المناسب للمريض، لكن حتى هذا الحق الإنساني سُلب من الغزيين.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أنها تسجل آلاف الحالات يوميا من المصابين بهذا الفيروس، إذ يستهدف الفئات الأكثر ضعفا، وعلى رأسها الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، وتأتي الأعراض شبيهة بدرجة كبيرة لأعراض فيروس كورونا في شدتها، من ارتفاع في درجة الحرارة مع سعال حاد مستمر، يرافقهما صداع وقيء.
حرب الفيروسات
الانتشار السريع والمريب للفيروس الجديد بين أهالي القطاع أثار شكوك النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يستعبدوا أن يكون الاحتلال الإسرائيلي استخدم حرب الفيروسات كسلاح جديد لتصفية القضية الفلسطينية وإبادة الغزيين.
ومن ضمن التغريدات التي رصدتها حلقة شبكات بتاريخ (2025/9/3) ما كتبته الناشطة نور الهدى: “شنوا عليهم صنوف الحروب… حرب التجويع والتصفية الجسدية والنفسية وحرب الفيروسات، وكلها لهدف واحد، هو الإبادة الجماعية”.
وكان للناشط رامي الرأي نفسه، فكتب: “غبار أو جزيئات النانو عبر الدرونز (الطائرات المسيرة) والمساعدات هي السبب لكل من لمسه بيده، يجب غسل الأيدي جيدا”.
وعبرت الناشطة سمية في تغريدتها: “الغريب أنها منتشرة بشكل كبير بيننا، وأعراضها جدا مؤلمة، وما في لا علاج ولا مسكن… يبدو واضعين حاجة في الأكل اللي بيوزعوه علينا”.
وناشد بعض النشطاء العالم التحرك لنجدة الفلسطينيين بقطاع غزة، فكتب حساب باسم أسمة: “على العالم أن يتحرك الآن. هذه ليست أزمة صحية فحسب، إنها نتيجة مباشرة لحرب إبادة مستمرة، دمرت البنية التحتية، شلّت النظام الصحي، وحرمت الناس من أبسط مقومات الحياة”.
Published On 3/9/2025
|