هذا ما سعى إلى ترسيخه “منتدى مسارات الإبداع في وادي الأردن” الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في الأردن، وبتمويل من الحكومة اليابانية.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
الفكرة الجوهرية للمنتدى هي: إعادة تخيّل وادي الأردن كمنطقة يقودها اقتصاد محلي قائم على الصناعات الثقافية والإبداعية، مثل السياحة الزراعية وفنون الطهي والحرف اليدوية فضلا عن كيفية دعمها بالأدوات الرقمية.
وشملت فعاليات الملتقى 4 ورش عمل متوازية، ركزت على قطاعات واعدة في وادي الأردن، من السياحة الزراعية والنظم الغذائية إلى الصناعات القائمة على الهوية والمرونة الرقمية وريادة الأعمال الخضراء. وأدار هذه الورش خبراء وقادة محليون قدّموا خلالها رؤى عملية وأطرا للشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وفي هذا السياق، قالت ماجدة العسّاف نائبة الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن: “يدور هذا المنتدى حول الاستثمار في ذكاء الشباب وقيادتهم في وادي الأردن، وإظهار كيف يمكن للتعبير الإبداعي أن يساهم بقوة في العدالة الاقتصادية والاندماج والكرامة”.
شراكة أوسع
لم يكن المنتدى مجرد فعالية عابرة، بل جزء من مسار أوسع تدعمه اليابان والأمم المتحدة في الأردن، مثل: شبكات شباب الاستدامة في العقبة، ومشاريع الاقتصاد الدائري في دير علا داخل وادي الأردن.
وفي تصريحات صحفية، أوضح السفير الياباني في عمّان هيديكي أساري أن فكرة المنتدى هي دمج الصناعات الثقافية والإبداعية مع المرونة الرقمية، والتماسك الاجتماعي، بما يخلق فرصا حقيقية للشباب والنساء، خاصة في المناطق الأقل حظا.
بدورها، قالت سميرة الزعبي الأمينة العامة لوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة: “من خلال تضمين الابتكار في تحوّلنا الاقتصادي، نفتح المجال لمشاركة شاملة، لا سيما للشباب والمجتمعات الريفية. وادي الأردن جزء حيوي من قصتنا الوطنية، وإمكاناته الإبداعية أصل وطني نلتزم بإطلاقه”.
النجاح يبدأ من الهوية
خلال المنتدى برزت نماذج عملية بسيطة وقابلة للتنفيذ، مثل ضيافة ريفية صغيرة تحول المزرعة إلى تجربة يومية للقطف والطهي والتذوق، ومشروعات منزلية تنقل وصفات المربّى والخبز التقليدي إلى منتجات قروية تباع محليا ثم عبر متجر رقمي خفيف، وحسابات للدعاية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي، فضلا عن مبادرات نسائية تستثمر خامات محلية كأوراق الموز لصناعة منتجات ذات قيمة اقتصادية واجتماعية.
وكانت رسالة المنتدى المهمة لكل الباحثين عن النجاح انطلاقا من البيئة المحلية هي العمل على الهوية وليس المنتج فقط، لأنها ترفع القيمة وتفتح أبواب الشراكات الثقافية والسياحية.
وخلصت توصيات المنتدى إلى الدعوة لإزالة العوائق التنظيمية، وتوجيه استثمارات ذكية نحو مشاريع صغيرة تقودها المجتمعات المحلية، بما يعزّز مسارات آمنة لتمكين الشباب والنساء اقتصاديا. ويضع ذلك الصناعات الثقافية والإبداعية في صلب إستراتيجية التنمية.