• Home  
  • وداعا مروة مسلم.. 45 يوما من رحلة الألم بين ركام غزة المنكوبة
- غزة

وداعا مروة مسلم.. 45 يوما من رحلة الألم بين ركام غزة المنكوبة

بعد 45 يوما من الغياب والرعب، انتشلت طواقم الدفاع المدني رفات الصحفية الشهيدة مروة مسلم وشقيقيها من تحت أنقاض منزلهم في حي التفاح شرق مدينة غزة، إثر غارة إسرائيلية دمرت المنزل فوق رؤوسهم. ولاقت صور ومقاطع فيديو توثق ما عثر عليه من جماجم وعظام انتشارا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تمكنت فرق الإسعاف […]

وداعا مروة مسلم.. 45 يوما من رحلة الألم بين ركام غزة المنكوبة
بعد 45 يوما من الغياب والرعب، انتشلت طواقم الدفاع المدني رفات الصحفية الشهيدة مروة مسلم وشقيقيها من تحت أنقاض منزلهم في حي التفاح شرق مدينة غزة، إثر غارة إسرائيلية دمرت المنزل فوق رؤوسهم.

ولاقت صور ومقاطع فيديو توثق ما عثر عليه من جماجم وعظام انتشارا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تمكنت فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم بعد أكثر من 6 أسابيع، إذ حالت الظروف الأمنية دون وصول الطواقم الطبية في وقت سابق.

وقال عمهم في مقابلة مع نيوز عربي مباشر: “كنا نسمع أصواتهم تحت الأنقاض، كانوا أحياء يطلبون النجدة، لكن لم يستجب أحد. اليوم وبعد 45 يوما دخلنا بأنفسنا على مسؤوليتنا وانتشلنا ما تبقى من عظامهم”.

وأوضح أن ما عثر عليه كان جماجم وعظاما تعود إلى مروة وأخويها، مشددا على أن تجاهل المؤسسات الدولية أسهم في تركهم ينزفون حتى الموت رغم مناشداتهم المتكررة.

وعلى منصات التواصل، عبر صحفيون ومدونون عن صدمتهم، معتبرين أن استشهاد الصحفية مروة يندرج ضمن سياسة متعمدة تستهدف الصحفيين لإسكات الحقيقة في قطاع غزة وطمس مشاهد الإبادة الممنهجة.

بينما رأى آخرون أن المشهد يجسد حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، حيث لم يعد البيت مأوى آمنا بل شاهدا على وحشية القصف وانتهاك أبسط حقوق الإنسان.

واستذكر مغردون سيرة مروة مسلم التي كانت صوتا للحقيقة في وجه الظلم، لتعود اليوم بصمت موجع، جسدا متحللا إلى جوار شقيقيها، شهداء الكلمة والدم.

وكتبت إحدى زميلاتها الصحفيات: “رفات جماجم وعظام، هذا ما تبقى من الصحفية الشهيدة مروة مسلم وشقيقيها.. بعد 45 يوما تم انتشال رفاتهم من منزلهم”.

وأضافت أخرى: “هذه مروة مسلم الصحفية الشجاعة ظلت لأكثر من 44 يوما مدفونة تحت الأنقاض، وحين انتشلوها اليوم لم يجدوا إلا جمجمة وجزءا من عظامها… حولوها إلى كومة عظام محترقة. أي قهر هذا؟ أي وحشية هذه؟”.

وبينما علق آخرون بقولهم إن “إسرائيل حولت الصحفية إلى كومة من عظام محترقة”.

وتساءل مغردون عن أي إنسانية تسمح أن تُمحى حياة كاملة بهذا الشكل، وعن أي عالم يريد للكلمة الحرة أن تُدفن وتتحول إلى صمت. وأضافوا أن الصمت عنها ليس إلا تواطؤا مع الجريمة وخيانة لكل معنى للعدالة والإنسانية.

بدورهم، استعاد مدونون ذكرى الأيام التي انقطع فيها الاتصال بمروة وإخوتها، متخيلين سيناريوهات لنجاتهم؛ ربما فرغت بطاريات هواتفهم، أو أغلقوها خوفا من رصد طائرات الاستطلاع، وربما رفضوا النزوح مفضلين البقاء في بيتهم. لكن النهاية جاءت مأساوية، إذ وُضع ما تبقى من رفاتهم في نعش واحد وصُلي عليهم قبل أن يُدفنوا في قبر واحد.

وأشار مدونون آخرون إلى قسوة الفاجعة على والدتهم التي غادرت غزة مع والدهم لتلقي العلاج، تاركة أبناءها في عهدة بعضهم. 3 أشقاء جمعهم بيت واحد وأيام حرب قاسية، فاختاروا البقاء فيه رغم كل التهديدات، ليرحلوا معا تحت ركامه.

وتخيل آخرون لحظاتهم الأخيرة، ربما كانوا يتشاورون للخروج أو يطمئنون بعضهم بعناق أخير، قبل أن تضيء السماء حول شبابيكهم المحطمة وتبتلعهم بعدها عتمة أبدية في قبر مؤقت كان قبل ثوان فقط بيتهم.

وبحسب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، وصل عدد الشهداء الصحفيين إلى 238 حتى الآن، بينهم مراسل نيوز عربي أنس الشريف والصحفي محمد قريقع، مما يعكس إصرار إسرائيل على استهداف الإعلاميين بشكل مباشر.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678