وتراكمت هذه الثروة في المقام الأول بعد تركه منصب نائب الرئيس في عام 2017 من خلال صفقات الكتب وارتباطات إلقاء الخطابات حيث كان يتلقى ربع مليون دولار عن كل خطبة.
ولا يمتلك بايدن وزوجته إلا منزلهما في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير ومنزلا لقضاء العطلات على شاطئ المحيط الأطلنطي في نفس الولاية بمدينة ريهوبوث بيتش.
سلبيات عدة
وعلى عكس ما توقع بايدن (82 عاما) تلاشى الاهتمام به سريعا، ولم يعد وجها مقبولا لإلقاء خطب مقابل مئات الآلاف من الدولارات، نظرا لكبر سنه وتراجع شعبيته بصوة كبيرة، كما أنه يحارب سرطان البروستاتا، ويتعافى من سرطان بالجلد.
في الوقت ذاته، يتحدث حلفاء بايدن القدامى بصورة شديدة السلبية، وكانت نائبته كامالا هاريس آخر المنتقدين له في كتاب يتوقع صدوره بعد أيام.
كما تخشى الشركات الكبرى المعروفة بتوجهاتها الديمقراطية من استضافة بايدن خشية تعرضها للانتقام من الرئيس دونالد ترامب.
وتوقع بايدن، وكبار مساعديه، أن يتلقى مقابل المحاضرة الواحدة ما بين 300 ألف إلى 500 ألف دولار، إلا أن الحماس غاب عن الشركات ولم يتلق بايدن دعوات جادة لإلقاء خطب أمام كبريات الشركات الأميركية.
وكانت منظمة “إس إتش آر إم” (SHRM) المتخصصة في الاستشارات الإدارية التنظيمية، عرضت على بايدن أن يتحدث لأعضائها مقابل 275 ألف دولار فقط. وأعرب بعض أعضاء المنظمة، التي تضم حوالي أكثر من ربع مليون عضو، عن إحباطهم من دعوة بايدن للحديث أمامهم في مدينة سان دييغو عن موضوعات تشمل طرق القيادة وتحويل القوى العاملة.
السجلات لا تكذب
وظهر بايدن وسط بقية المواطنين الأميركيين في طريقة تنقله بين المدن الأميركية، وبدلا من السفر على متن الطائرات الخاصة شوهد وهو يحمل كتابا في مقعد الدرجة الأولى لرحلات الخطوط الجوية الأميركية مؤخرا، كما أنه يظهر كثيرا داخل مقاعد الدرجة الأولى في قطار أمتراك الشهير.
ووفقا للإفصاح المالي لعام 2020 حينما قرر خوض الانتخابات الرئاسية، لم يكن لدى بايدن أي أسهم خاصة عدا ما تستثمره صناديق التقاعد المشتركة.
وتظهر السجلات العامة أن بايدن مدين لرهن عقاري على منزله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير. وفي عام 2022، حصل على خط ائتمان بقيمة 200 ألف دولار، وسحب أكثر من 100 ألف دولار إضافية بحلول نهاية عام 2023.
وعلى بايدن أن يدفع قروضا شخصية قيمتها 800 ألف دولار تراكمت عليه، بما في ذلك قرض يتعلق بإعادة تمويل بيت ساحلي في مدينة ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير بقيمة 2.7 مليون دولار اشتراه هو وزوجته جيل بايدن في يونيو 2017 كما تشير السجلات العامة. وتضرر بايدن من ارتفاع الضرائب العقارية في هذه المدينة بنسبة 20% هذه العام.

مصاريف عائلية
علاوة على ما سبق، فهناك المصروفات الضخمة المتعلقة بمشاكل ابنه هانتر القانونية، كما يريد بايدن أيضا مساعدة ابنته آشلي التي تقدمت بطلب للطلاق من زوجها الشهر الماضي.
ويعاني هانتر بايدن، الأب لـ5 أطفال، من مشاكل مالية، وأظهرت أوراق المحكمة أن زوجة هانتر بايدن السابقة، وأم 3 من أطفاله، اضطرت إلى الذهاب إلى المحكمة مرارا وتكرارا على مدى السنوات الماضية لطلب النفقة، كان زوجها مدينا لها بأكثر من 3 ملايين دولار في أبريل/نيسان 2023.
وفي الوقت ذاته، تقاعدت زوجة بايدن من وظيفة التدريس الجامعي التي كانت تدر دخلا يبلغ 100 ألف دولار، وبدأت منصبا جديدا غير مدفوع الأجر في رئاسة شبكة صحة المرأة الجديدة في معهد ميلكن، وهو مركز أبحاث أنشأه الممول السابق مايكل ميلكن.
ويقول أحد أصدقاء عائلة بايدن، إن العائلة لديها طريقة وأسلوب حياة أكثر فخامة من إمكانياتها المالية، وكان ذلك مبررا في وقت كان الآخرون يدفعون أغلب تكاليف الأنشطة.

دخل بايدن الآن
عند مغادرته البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، أصبح بايدن مؤهلا لتلقي معاشين فدراليين منفصلين، الأول المعاش الرئاسي ويقدر بنحو 250 ألف دولار سنويا.
والآخر معاش الكونغرس بناء على 36 عاما من الخدمة في مجلس الشيوخ و8 سنوات كنائب للرئيس، وقدر معاشه التقاعدي بـ166 ألف دولار سنويا كما تشير مؤسسة اتحاد دافعي الضرائب الوطنية.
ويتوقع أن ينال بايدن ما يقرب من 10 ملايين دولار مقابل حق نشر مذكراته الخاصة في كتاب عن مذكراته الرئاسية هذا الصيف مع مجموعة هاشيت للكتب، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
ولا يعد المبلغ كبيرا بالمقارنة بـ60 مليون دولار نالها الرئيس السابق باراك أوباما مقابل كتاب عن مذكراته الرئاسية.
وتعمل السيدة الأولى السابقة جيل بايدن كذلك على كتاب خاص بها، إلا أنه لم يتم الإعلان عن صفقة نشره بعد.