[ad_1]
دراسة حديثة: الجبال قد تخفي احتياطيات ضخمة من الهيدروجين كمصدر مستدام للطاقة
كشفت دراسة علمية جديدة، نُشرت في دورية “ساينس أدفانسس”، عن احتمال كبير لاحتواء الجبال حول العالم على كميات هائلة من الهيدروجين في باطنها، ما قد يمثل تحولًا جوهريًا في مستقبل الطاقة النظيفة.
ووفقًا للباحثين، فإن غاز الهيدروجين قد يكون محصورًا تحت السلاسل الجبلية، مما يشير إلى وجود مخزون غير مستغل يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع الطاقة المستدامة.
الهيدروجين.. وقود المستقبل
يُعتبر الهيدروجين أحد أبرز البدائل الواعدة للوقود الأحفوري، نظرًا لخصائصه الفريدة التي تجعله مصدرًا مستدامًا وصديقًا للبيئة، خاصة مع تفاقم التغير المناخي وندرة موارد الطاقة التقليدية.
وقد استخدم فريق الباحثين في دراستهم مزيجًا من التحليلات الميدانية والنمذجة الحاسوبية المتقدمة لمحاكاة الظروف الطبيعية التي يمكن أن تؤدي إلى تشكل الهيدروجين داخل سلاسل الجبال.
آلية التكوين والنتائج العلمية
من خلال دراسة حركة الصفائح التكتونية، والعمليات الجيولوجية المرتبطة بتكوين الجبال، تمكن الباحثون من وضع تصور تفصيلي لكيفية نشوء خزانات الهيدروجين الطبيعية عبر ملايين السنين. وتشير النتائج إلى أن هذه الاحتياطيات قد تكون أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام إمكانية تطوير تقنيات لاستخراج الهيدروجين مباشرة من هذه المصادر الطبيعية، مما قد يسهم في تسريع التحول نحو طاقة أنظف وأكثر استدامة.
آفاق جديدة للطاقة النظيفة
مع تزايد الطلب العالمي على مصادر الطاقة المتجددة، يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة. ويمكن أن يكون استخراج الهيدروجين الطبيعي من باطن الجبال بديلاً فعالًا للطرق التقليدية لإنتاج الهيدروجين، والتي غالبًا ما تتطلب استهلاكًا عاليًا للطاقة.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الدراسة في دفع المزيد من الأبحاث حول إمكانيات استخراج الهيدروجين الطبيعي بكفاءة، ما يعزز دوره كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة في السنوات القادمة.

كيف يُنتج الهيدروجين بشكل طبيعي؟
يعتمد الباحثون على ما يُعرف بعملية “التسرب الحجري” كمصدر طبيعي للهيدروجين، وهي ظاهرة تحدث عندما تتفاعل طبقة الوشاح العميقة تحت القشرة الأرضية مع المياه، مما يؤدي إلى تفاعل كيميائي ينتج غاز الهيدروجين.
وتركز الأبحاث الحديثة على تطور هذه العملية في المناطق التي تتقارب فيها الصفائح التكتونية. ففي تلك المناطق، يرتفع الوشاح نحو السطح، مما يهيئ الظروف الملائمة لحدوث التسرب الحجري.
الجبال: بيئة مثالية لإنتاج الهيدروجين
من خلال نماذج حاسوبية متطورة، تمكن الباحثون من تحديد المناطق الأكثر عرضة لهذه الظاهرة، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن السلاسل الجبلية تُعد بيئات مثالية لحدوث التسرب الحجري.
وتشير التقديرات إلى أن هذه المناطق أكثر احتمالًا بحوالي 20 مرة لاستضافة التفاعلات الكيميائية المنتجة للهيدروجين مقارنة بالمناطق التي تتباعد فيها الصفائح التكتونية عن بعضها البعض. وهذا يجعل الجبال هدفًا استراتيجيًا واعدًا لاستكشاف مخزون الهيدروجين الطبيعي، مقارنة بتكوينات جيولوجية أخرى مثل الحواف المحيطية.
الهيدروجين: وقود المستقبل؟
يُنظر إلى الهيدروجين على أنه أحد أكثر مصادر الطاقة النظيفة الواعدة، نظرًا لأنه عند احتراقه يُنتج الماء بدلًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة.
ومع ذلك، فإن إنتاج الهيدروجين الصناعي يواجه تحديات كبيرة، منها الحاجة إلى استهلاك كميات هائلة من الطاقة، بالإضافة إلى الانبعاثات الغازية الناتجة عن بعض أساليب الإنتاج التقليدية.
لكن مع التطورات الجديدة في فهم كيفية تكوّن الهيدروجين طبيعيًا، قد يكون هذا الاكتشاف مفتاحًا لمستقبل طاقة أكثر استدامة، حيث يمكن استغلال الاحتياطيات الطبيعية للهيدروجين كبديل نظيف وفعال للطاقة التقليدية.

الهيدروجين الطبيعي: مصدر طاقة مستدام واعد
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن مناطق مثل سلسلة جبال البرانس، وجبال الألب، ومنطقة البلقان قد تشكل أهدافًا رئيسية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي، حيث بدأت بالفعل خطط للتحقيق في هذه المناطق بشكل أكثر تفصيلًا. ويبدو أن الإمكانات الاقتصادية لهذا المورد الطبيعي قد تكون هائلة، غير أن تحقيق نجاحه كمصدر طاقة مستدام يعتمد بشكل أساسي على تطوير أساليب استخراج واستخدام بيئية فعالة.
ورغم أن الدراسة لم تقدم تقديرًا عالميًا دقيقًا لكمية الهيدروجين المتوفرة في المناطق الجبلية، فإن الأبحاث السابقة في جبال البرانس تشير إلى أن احتياطيات الهيدروجين هناك قد تكفي لتلبية احتياجات نحو نصف مليون شخص سنويًا، مما يعزز الآمال في إمكانية استغلاله كبديل مستدام للوقود الأحفوري.
وتُمثل هذه الاكتشافات خطوة محورية نحو مستقبل أكثر استدامة للطاقة، حيث يكتسب الهيدروجين الطبيعي زخمًا متزايدًا كخيار واعد يمكن أن يساهم في تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة. وبينما يعمل الباحثون على تحسين دراساتهم، يبدو أننا على أعتاب تحول جذري في مجال استكشاف الطاقة النظيفة.
وفي هذا السياق، صرّح فرانك زوان، الباحث في قسم النمذجة الجيوديناميكية في مركز “جي إف زي هيلمهولتز لعلوم الأرض”، في بيان صحفي: “قد نكون على وشك نقطة تحول رئيسية في استكشاف الهيدروجين الطبيعي”، ملمحًا إلى إمكانية نشوء صناعة جديدة مخصصة لهذا المصدر الطاقي المتجدد. ومع ذلك، تبقى هناك تحديات رئيسية، تشمل تأكيد وجود هذه الاحتياطات من الهيدروجين وضمان أن استخراجها واستخدامها يتم بطريقة مستدامة تحافظ على البيئة.
تابعوا آخر مستجدات الطاقة المستدامة عبر نيوز عربي، المصدر الأول لأحدث التطورات العلمية والتكنولوجية.
[ad_2]