انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية في الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع أن ترد العديد من الأرقام السلبية قبل نهاية الشهر الجاري أغسطس/آب، وفق إنمان.
ووفق الكاتب قد تتكرر أحداث عام 2000 عندما انفجرت فقاعة الدوت كوم، وتخلص المستثمرون من أسهمهم في شركات بدت جيدة على الورق، لكنها الآن تُمثل عبئا ثقيلا.
جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي)، هو أحد صانعي السياسات المكلفين بدرء المخاطر، حاول تهدئة الأوضاع في حديثه الجمعة الماضية في منتدى جاكسون هول السنوي لمحافظي البنوك المركزية في وايومنغ.
وأظهر باول مخاوف من ارتفاع التضخم، وهو في الوقت نفسه مستعد لمساعدة اقتصاد يعاني من حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسات الرئيس دونالد ترامب وتباطؤ اقتصادي عالمي.
إشارة خفض الفائدة
ومع احتمال حدوث ركود تضخمي، مع تباطؤ الاقتصاد الأميركي واستمرار ارتفاع التضخم، أعطى باول أسواق الأسهم إشارة إلى أن أسعار الفائدة ستنخفض، مما يخفف الضغط على الشركات المدينة.
ويولي باول أسواق الأسهم أهمية أكبر من المعتاد الآن، بعد أن أصبحت االعديد من المعاشات التقاعدية الشخصية في الولايات المتحدة مستثمرة بشكل مباشر في الشركات المدرجة، وبالأخص في أسهم التكنولوجيا التي تستثمر بصورة كبيرة في الذكاء الاصطناعي، التي لم تحقق أي ربح حتى الآن.
وكشف تقرير حديث صادر عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن أن 95% من الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي التوليدي لم تحقق أي عوائد مالية بعد.
جاء هذا بعد أن حذر سام ألتمان رئيس شركة أوبن إيه آي OpenAI المالكة لتشات جي بي تي ChatGPT، من أن تقييمات بعض الشركات “مجنونة”.
وقال كبير المحللين في شركة سويسكوت لتداول العملات، إيبك أوزكاردسكايا: “ربما كانت تعليقات ألتمان بمثابة جرس إنذار للمستثمرين، مما أثار تراجعا حادا في أسهم الشركات الرائدة”.
وفي بداية الأسبوع الماضي، انخفض سعر سهم شركة بالانتير للبيانات وبرامج التجسس، والتي لديها عقود حكومية أميركية بمليارات الدولارات، بنسبة تقارب 10%، كما انخفض سهم شركة إنفيديا، المُصنّعة لرقائق الذكاء الاصطناعي، بأكثر من 3%، في حين تراجعت أسهم أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل آرم وأوراكل وإيه إم دي AMD.
وحسب إنمان ستستثمر معظم صناديق التقاعد في هذه الشركات التقنية، إلى جانب أسماء عريقة مثل أمازون ومايكروسوفت وألفابت المالكة لغوغل وميتا المالكة لفيسبوك.
ماذا يجب على مديري الصناديق؟
كتب إنمان: “حجم استثمارات شركات مثل غوغل وميتا في الذكاء الاصطناعي هائل، وبينما تُعدّ إمكانات هذه التكنولوجيا موضع تكهنات كثيرة، يزداد إلمام الموظفين بالمزايا المفترضة يومًا بعد يوم”.
ويضيف أن رسائل الشركات التي تطلب من الموظفين استخدام الذكاء الاصطناعي في العروض التقديمية وكتابة التقارير والأبحاث تُعدّ أمرا شائعا يوميا “بالطبع، مصحوبة بتأكيدات جوفاء بعدم النظر في تسريح الموظفين”، وفق الكاتب.
وأصبح برنامج كوبايلوت Copilot من مايكروسوفت، والعديد من أدوات الذكاء الاصطناعي “المفيدة” الأخرى المتاحة، جزءا لا يتجزأ من الحياة المكتبية، وبدأ في أداء عدد كبير من المهام البسيطة.
ووفق الكاتب، فإنه إذا انطلق هذا التوجه، وهو ما حدث بالفعل في العديد من قطاعات الاقتصاد، فسيكون ثمة هبوط هادئ ينتظر قطاع التكنولوجيا، حتى مع استبعاد بعض الشركات الأقل استقرارا والأكثر مضاربة وفشلها.
ويرى إنمان أن ترامب داعم رئيسي آخر للقطاع، مما يُمهد الطريق أمام الذكاء الاصطناعي لاختراق قطاع الشركات بشكل أعمق، فهو داعم للعملات المشفرة ومنصات التواصل الاجتماعي المُحررة من القيود.
ويرجّح الكاتب من أن يكون الذكاء الاصطناعي ضارا بالبشرية، نظرا لأن السياسيين والجهات الناظمة متأخرون كثيرا عن كبار رجال الأعمال وعمالقة التكنولوجيا الذين يدعمون الذكاء الاصطناعي، والذين يرى الكثير منهم أنه وسيلة جديدة لإضعاف العمال والسيطرة عليهم.
ومع ذلك، استبعد إنمان كمستثمر، أن يختفي الذكاء الاصطناعي سواءً انهار القطاع أو لا.