وضمن حديثها عن التقييد الإسرائيلي أمام الصحافة الأجنبية، لفتت الكاتبة في الصحيفة جودي رودورين إلى قوانين روسيا التي تعتبر التغطية الصحفية لحربها في أوكرانيا عملا من أعمال الخيانة.
كما أشارت إلى المنع الذي كان مفروضا من نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أمام دخول معظم الصحفيين إلى سوريا خلال الحرب، مما دفع وسائل الإعلام الدولية إلى الاعتماد على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي من داخل البلاد، واستدعت الكاتبة كذلك الحظر في ميانمار وجنوب السودان تاريخيا من دخول المراسلين الأجانب.
وقالت رودورين التي غطت العدوان الإسرائيلي على القطاع خلال عامي 2012 و2014، إن المسؤولين الإسرائيليين يزعمون أن جميع الصحفيين في قطاع غزة متحيزون بطبيعتهم، ولكن على عكس الحروب السابقة في غزة، لا يُسمح للمراسلين الدوليين بدخول القطاع إلا برفقة حراسة عسكرية، مؤكدة أن ذلك يجعل من الصعب للغاية إعداد تقارير مستقلة من دون صحفيي غزة.
وركزت الكاتبة في مقالها على معاناة الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرة إلى استشهاد نحو 200 صحفي هناك، وهو عدد أكبر من أي صراع آخر منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين “سي بي جيه” (CPJ) بتتبع هذه الحالات في تسعينيات القرن الماضي، مضيفة أن جميع الصحفيين اضطروا إلى الموازنة بين نزوح عائلاتهم وجوعهم ومهمتهم في تقديم شهاداتهم وسط خطر داهم.
ووفقا لتقديرات الاتحاد الدولي للصحفيين، يوجد أكثر من ألف صحفي يعملون داخل غزة، مثل معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، ينام معظمهم في خيام أو في ساحات المستشفيات أو في سياراتهم، وبعضهم فقد العشرات من أقاربهم، وعزل آخرون أنفسهم عن أطفالهم خوفا من استهدافهم باعتبارهم صحفيين.
لكن موجة الاستهداف الأخيرة للصحفيين في مجمع ناصر الطبي أحدثت تأثيرا مخيفا، وفق رودورين، إذ نقلت عن أحد المصورين الفلسطينيين قوله لصحيفة التايمز “لقد وصل الأمر إلى درجة أنني أخشى القيام بالتغطية”، وقال آخر، أصيب هو وابنته خلال غارة في يوليو/تموز الماضي، “هناك الكثير من الخوف، ولا توجد حماية”.
وكانت 28 دولة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قد دعت الأسبوع الماضي إسرائيل إلى السماح بالوصول “الفوري والمستقل” إلى غزة، وسبقتها عريضة وقعها أكثر من 1300 صحفي قالوا فيها إن حجب الأخبار سيشكل سابقة في تاريخ الصحافة، غير أن الواقع الكارثي لم يتغير، إذ قتلت إسرائيل في 14 يوما 14 صحفيا في قطاع غزة.