نيوز عربي – الخرطوم
بدأت الحكومة السودانية إجراءات نقل مقار الوزارات من مدينة بورتسودان إلى الخرطوم، على أن تكتمل العملية خلال ستة أشهر.
عودة تدريجية من العاصمة المؤقتة
اتخذ مجلس السيادة بورتسودان عاصمة إدارية مؤقتة بعد خروج رئيسه عبد الفتاح البرهان من مقر القيادة العامة وسط الخرطوم في أغسطس/آب 2023. ذلك الخروج جاء بعد حصار استمر منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان من العام نفسه.
ومنذ ذلك الوقت، بدأت الوزارات العمل في بورتسودان. لكن حضورها هناك ظل محدودًا، إذ لم تتجاوز نسبة الكوادر العاملة 20%. عدد كبير من الموظفين غادر إلى ولايات أخرى، بينما لجأ آخرون إلى الخارج مع أسرهم بسبب الحرب. اضطرت الوزارات إلى استخدام مبانٍ صغيرة، في وقت شهدت فيه المدينة اكتظاظًا وارتفاعًا في أسعار الإيجارات.
الشرطة تعود أولًا
أعلنت وزارة الداخلية عودة رئاسة الشرطة إلى الخرطوم بدءًا من الاثنين المقبل. وأكدت مصادر لـ”نيوز عربي” أن الوزارة أعدت جدولًا زمنيًا لانتقال الإدارات والهيئات، على أن تكتمل العملية بحلول 27 أبريل/نيسان الجاري.
من بين الجهات التي ستعود إلى العاصمة:
-
هيئة تأمين المرافق العامة
-
قوات الاحتياطي المركزي
-
المباحث الجنائية
-
الجوازات والسجل المدني
-
مباحث التموين وحماية المستهلك
-
إدارة المرور
خطة حكومية تشمل كل الوزارات
أوضحت مصادر مطلعة أن مجلس الوزراء أعد خطة لنقل الوزارات من بورتسودان إلى الخرطوم خلال 6 أشهر. وأشارت إلى أن الوزارات لن تعود إلى مبانيها القديمة في وسط الخرطوم، بسبب الدمار الذي تعرضت له.
سيتم نقل المقرات الجديدة إلى شرق الخرطوم، وتحديدًا في المنطقة الممتدة من شارع عبيد ختم حتى شارع الستين، وصولًا إلى سوبا جنوب شرق المدينة.
شرق الخرطوم وجهة الحكومة الجديدة
أفادت المصادر بأن وسط الخرطوم، حيث القصر الجمهوري ومجلس الوزراء، تضرر بشكل واسع. كما أن قربه من السوق العربي والمصارف الكبرى يزيد من الازدحام، مما يستدعي إعادة تخطيط عمراني.
في المقابل، ظلت مناطق شرق الخرطوم، مثل المنشية والرياض والطائف والمعمورة وأركويت، بعيدة عن القصف والمواجهات. لم تتعرض مبانيها لأضرار جسيمة، ما يجعلها مؤهلة لاستضافة مقار الحكومة الجديدة.
مطار الخرطوم يدخل مرحلة التأهيل
تتضمن خطة الحكومة إعادة تشغيل مطار الخرطوم خلال ستة أشهر. وستستخدم صالة الحج والعمرة، كونها لم تتعرض لدمار كبير. كما سيُعاد تأهيل المدرج الرئيسي وبرج المراقبة الجوية.
أما صالات المغادرة والوصول، فقد تعرضت لأضرار بالغة وتحتاج وقتًا أطول لإعادة بنائها.
تحرك لإعادة الخدمات
أكدت مصادر حكومية أن شركات عربية وسودانية ستبدأ قريبًا في صيانة الطرق والبنية التحتية بشرق الخرطوم. كما ستُطلق شركة الكهرباء حملة لصيانة المحولات التي دمرتها قوات الدعم السريع. وتشمل الخطة أيضًا صيانة محطات المياه، ما سيساعد في عودة السكان إلى المدينة.
تحذيرات بيئية في وسط الخرطوم
قال الخبير البيئي د. التجاني الأصم، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للبيئة، إن وسط الخرطوم لم يعد صالحًا لأي نشاط حيوي دون معالجة دقيقة. وأوضح أن تدمير المعامل والمختبرات أدى إلى تسرب مواد كيميائية خطيرة.
أشار الأصم إلى أن هذه المناطق تحتاج إلى دراسة بيئية شاملة، تبدأ بقياس نسب التلوث وتنتهي بمعالجة تدريجية على مراحل علمية.
