وأضاف أن قوات الفرقتين 98 و262 بدأتا العمل في المدينة في إطار عملية عربات جدعون 2.
وغداة الإعلان عن بدء العملية البرية الرامية لاحتلال غزة، تقدمت الدبابات لمسافات قصيرة باتجاه المناطق الوسطى والغربية للمدينة من 3 اتجاهات، وفقا لوكالة رويترز.
وقالت الوكالة إنه لم ترد أنباء عن تقدم كبير، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي أن العمليات العسكرية تركز على دفع المدنيين للتوجه جنوبا، وأن من المتوقع أن تدور معارك ضارية خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.
وأضاف المسؤول نفسه أن إسرائيل تتوقع بقاء نحو 100 ألف مدني في المدينة وأن تستغرق السيطرة عليها شهورا، مع احتمال تعليق العملية إذا تسنى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حركة حماس.
وقبل بدء المرحلة الجديدة من عملية عربات جدعون 2، توغلت قوات الاحتلال في محاور ببعض أحياء مدينة غزة على غرار الزيتون والصبرة (جنوب)، والشيخ رضوان (وسط)، والتفاح والشجاعية (شرق)، بالإضافة إلى جباليا وبيت حانون شمالي القطاع.
#شاهد | “أطفال أبرياء”.. صرخات من مدينة غزة مع استمرار المجازر pic.twitter.com/I1Ja5824tG
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 17, 2025
غارات ومجازر
في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية باستشهاد 75 فلسطينيا اليوم في قصف وغارات إسرائيلية، بينهم 53 في مدينة غزة.
وفي أحدث التطورات، استشهد 13 فلسطينيا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين كانوا بصدد النزوح أمام بوابة مستشفى الشفاء غربي المدينة.
وفي بيان أصدرته تعليقا على المجزرة، قالت حركة حماس إن استهداف الاحتلال مواطنين لدى نزوحهم القسري من مدينة غزة يكشف استمرار الإبادة الجماعية.
وقبل ذلك بساعات، استشهد ما لا يقل عن 8 وأصيب آخرون في غارة على منازل بمخيم الشاطئ غربي المدينة أيضا.
واستهدفت غارات أخرى عنيفة حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، وأسفر ذلك عن شهداء، كما استشهد شخصان في قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين قرب المستشفى المعمداني شرقي المدينة.
وشمل القصف الجوي أيضا حيي الشيخ رضوان والدرج وسط المدينة، وأسفر عن شهداء ومصابين.
والليلة الماضية، تعرض مستشفى الرنتيسي للأطفال بمدينة غزة لغارات من مسيّرات إسرائيلية استهدفت الطوابق العلوية من المستشفى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 40 مريضا غادروا المستشفى بحثا عن أماكن آمنة عقب القصف الإسرائيلي في حين بقي عدد مماثل مع مرافقيهم إلى جانب 12 مريضا بقسم العناية المركزة.
وأفاد مراسل نيوز عربي بانقطاع الاتصالات والإنترنت عن أنحاء واسعة من مدينة غزة في ظل القصف العنيف المتواصل.
وفي وسط القطاع، قصف طيران الاحتلال منزلا يؤوي نازحين في مخيم النصيرات، وأسفر ذلك عن استشهاد شخص وإصابة آخرين.
وفي جنوب القطاع، استشهد 5 أشخاص إثر استهداف الاحتلال مجوّعين كانوا يحاولون الحصول على الطعام قرب مركز للتحكم بالمساعدات.
كما استشهد طفل جراء قصف مدفعي استهدف خيام النازحين في مدينة حمد شمال غرب مدينة خان يونس، في حين استشهد 3 جراء انفجار مخلفات حربية للاحتلال في عائلة نازحة بمدينة حمد.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن المستشفيات استقبلت 98 شهيدا و385 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبذلك ترتفع حصيلة العدوان على غزة إلى 65 ألفا و62 شهيدا و165 ألفا و697 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
عائلات تفترش الأرض لعدم وجود مساحات تستوعبهم، وخيام على قارعة الطريق، وأطفال يتنظرون تكايا خيرية.. رصد أوضاع النازحين القادمين من مدينة #غزة في منطقة المواصي بخان يونس#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/NBUfFeBVYS
— قناة نيوز عربي (@AJArabic) September 17, 2025
فرارا من القصف
في الأثناء، رصدت كاميرا نيوز عربي تزاحم أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين في شارع الرشيد الساحلي وسط قطاع غزة.
وقال مراسل نيوز عربي إن هؤلاء خرجوا من مدينة غزة تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف، مشيرا إلى أن أعدادا منهم قطعت مسافات طويلة سيرا على الأقدام.
وأضاف أن جيش الاحتلال زعم إمكانية عبور النازحين من شارع صلاح الدين، لكن المواطنين تحدثوا عن قصف كثيف على تلك المناطق، ورصدت كاميرا نيوز عربي تصاعد ألسنة الدخان جراء القصف الإسرائيلي من جنوب حي الزيتون وحي الصبرة مما أدى لوقوع شهداء وجرحى وصلوا إلى مستشفى الشفاء.
كما أشار إلى أن شارع الرشيد يكتظ بالشاحنات والعربات وسط ظروف صعبة، حيث لا يجد معظم النازحين مكانا يستقرون فيه بسبب تكدس مئات الآلاف منهم في الجنوب.
يشار إلى أن هؤلاء النازحين لا يتوقع أن يجدوا لهم موطئ قدم في النقاط التي يقصدونها في دير البلح أو خان يونس، وذلك لتكدس من سبقوهم فضلا عن منع الاحتلال لعدة أشهر وصول الخيام بأعداد كافية.
وأعلن جيش الاحتلال اليوم عن فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة من ظهر اليوم الأربعاء حتى ظهر الجمعة يمكن للفلسطينيين استخدامه لمغادرة مدينة غزة، وذلك في إطار خطة يعمل على تنفيذها لتهجير سكان المدينة.
ويمتد شارع صلاح الدين بموازاة ساحل القطاع من شماله إلى جنوبه.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن 400 ألف شخص يشكلون 40% ممن كانوا في مدينة غزة في العاشر من أغسطس/آب غادروها الآن.
لكن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أن 190 ألفا توجهوا للجنوب و350 ألفا اتجهوا لمناطق في وسط مدينة غزة وغربها.
ويفضّل العديد من الغزّيين البقاء في مدينتهم رغم القصف وانعدام الخدمات خشية أن يتحول النزوح المؤقت إلى تهجير دائم.