• Home  
  • ما دلالات فصل ضباط وجنود إسرائيليين وقّعوا عريضة ضد الحرب؟
- سياسة

ما دلالات فصل ضباط وجنود إسرائيليين وقّعوا عريضة ضد الحرب؟

عريضة ضباط الاحتياط: تحول داخلي في الموقف الإسرائيلي من حرب غزة شهد الداخل الإسرائيلي مؤخرًا تحولًا لافتًا في مواقفه من الحرب الجارية على قطاع غزة، وذلك بعد توقيع عدد كبير من ضباط وجنود الاحتياط على عريضة تطالب بوقف الحرب. هذا التطور، وفق محللين، يؤشر إلى تصدّع في الإجماع الذي كان سائداً في بداية الحرب. قرار […]

image 1744322234

عريضة ضباط الاحتياط: تحول داخلي في الموقف الإسرائيلي من حرب غزة

شهد الداخل الإسرائيلي مؤخرًا تحولًا لافتًا في مواقفه من الحرب الجارية على قطاع غزة، وذلك بعد توقيع عدد كبير من ضباط وجنود الاحتياط على عريضة تطالب بوقف الحرب. هذا التطور، وفق محللين، يؤشر إلى تصدّع في الإجماع الذي كان سائداً في بداية الحرب.

قرار صارم من الجيش الإسرائيلي

في خطوة مفاجئة، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، على قرار يقضي بفصل قادة ونحو ألف جندي من قوات الاحتياط. جاء ذلك بعد توقيعهم على رسالة تطالب بوقف العمليات العسكرية. واعتبر زامير أن هذه الرسالة تمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن القومي، وفق ما أوردته نيوز عربي.

تبدّل في المزاج العام والرأي الشعبي

أوضح الباحث الإسرائيلي، يؤاف شتيرن، أن هذه العريضة تعكس تحوّلًا كبيرًا في الرأي العام. فالكثير من الإسرائيليين باتوا يعتقدون أن الحرب فقدت أهدافها، وأصبح من الضروري التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. وأضاف أن استمرار القصف والاغتيالات لم يحقق مكاسب استراتيجية ملموسة.

نهاية الإجماع داخل المجتمع الإسرائيلي

من جانبه، أكد الباحث مهند مصطفى أن الإجماع الذي طبع المشهد في أكتوبر 2023 لم يعد قائمًا. وأشار إلى أن أولويات الرأي العام تغيرت، حيث أصبحت قضية استعادة الأسرى في غزة أولوية قصوى، تفوق أي أهداف سياسية أو عسكرية.

رفض رسمي.. لكن الاحتجاجات تتوسع

رغم الرفض القاطع من جانب وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، الذي وصف العريضة بأنها “محاولة لضرب شرعية الحرب”، إلا أن موجة الاحتجاجات آخذة في التوسع. وبحسب شتيرن، فإن عرائض جديدة يجري التحضير لها في أوساط أخرى، من بينها جهاز المخابرات.

حكومة بلا رؤية.. والحرب أداة سياسية

يرى شتيرن أن حكومة نتنياهو تفتقر لرؤية واضحة، وتستخدم الحرب لأغراض داخلية. كما أشار مصطفى إلى أن الحكومة تستغل الصراع لتمرير تعديلات دستورية تقلّص من سلطات المؤسسات الرقابية، وتُعزز من قبضة السلطة التنفيذية.

تصدّع داخل الحكومة ومجتمع المهنيين

تهديدات بعض الوزراء، مثل بن غفير وسموتريتش، بالانسحاب من الحكومة في حال توقفت الحرب، تلعب دورًا في استمرار التصعيد. كما كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن توقيع 550 طبيبًا على بيان يطالب بوقف الحرب، معتبرين أنها أصبحت مجرد وسيلة لخدمة مصالح سياسية ضيقة.

جدل حول دور الضباط في السياسة

انتقد أستاذ العلوم السياسية، مائير مصري، العريضة، وقلل من شأنها، بحجة أن الموقعين لا يخدمون حاليًا. لكن شتيرن رد بأن من حق الجنود، كمواطنين، التعبير عن آرائهم، خاصة حين تتعلق بمصير البلاد.

مقارنة بالعريضة السابقة في 2003

يرى مصطفى أن هذه العريضة تختلف عن سابقتها في 2003 من حيث العدد والنبرة. إذ تجاوز عدد الطيارين الموقعين اليوم 60، مقارنة بـ27 آنذاك. كما أن العريضة الحالية سياسية بامتياز، لا مجرد نداءات ضمير.

تحولات في المواقف الأوروبية

أثّرت الحرب على المواقف الغربية، إذ كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن توجه بلاده للاعتراف بدولة فلسطين. وأكد أن ذلك سيتم في يونيو المقبل خلال مؤتمر دولي ستنظمه باريس بالتعاون مع السعودية في نيويورك.

ضغط شعبي ومظاهرات في أوروبا

صرّح المحلل السياسي حسام شاكر لـنيوز عربي، أن التصريحات الفرنسية تعكس ضغطًا شعبيًا متزايدًا. وأوضح أن الشارع الفرنسي لم يعد يتقبل استمرار المجازر، وهو ما يظهر في المظاهرات الأسبوعية.

باريس تسعى للعب دور قيادي

أضاف شاكر أن فرنسا تحاول تثبيت نفسها كوسيط نزيه يدعم حل الدولتين، بعيدًا عن الانحياز الأميركي. بينما يرى مصطفى أن خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية، حتى وإن كانت رمزية، إلا أنها تزعج إسرائيل وتعيد الزخم للقضية الفلسطينية.

أوروبا والفرصة مع ترامب

أشار شاكر إلى أن النهج الذي يتبعه دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية، قد يدفع أوروبا إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة. فمع تصاعد التوتر مع واشنطن، تجد بعض العواصم الأوروبية الفرصة مواتية لإبراز استقلاليتها السياسية.

ختامًا: تغيرات تعيد ترتيب المشهد

حتى الآن، تعترف 150 دولة بدولة فلسطين. وإذا مضت فرنسا وعدد من الدول الأوروبية في هذا الاتجاه، فإن المشهد الدولي سيتغير بشكل لافت. وهذا ما تسعى حكومة نتنياهو لتجنبه عبر الضغط والتحريض السياسي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678