• Home  
  • للكشف عن المتفجرات.. هل يحل النحل محل الكلاب البوليسية؟
- علوم

للكشف عن المتفجرات.. هل يحل النحل محل الكلاب البوليسية؟

[ad_1] النحل ليس فقط مخلوقًا مدهشًا في عالم التلقيح، بل أصبح أيضًا واحدًا من أبرز أجهزة الكشف عن القنابل والمتفجرات على مستوى العالم. قد يبدو الأمر غريبًا، لكن النحل يتفوق أحيانًا على الكلاب المستخدمة للكشف عن القنابل، فكيف يحدث ذلك؟ وكيف يمكن للنحل إخبار البشر بوجود المتفجرات؟ في السنوات الأخيرة، بدأ العلماء، بما في ذلك […]

bees 326337

[ad_1]

النحل ليس فقط مخلوقًا مدهشًا في عالم التلقيح، بل أصبح أيضًا واحدًا من أبرز أجهزة الكشف عن القنابل والمتفجرات على مستوى العالم. قد يبدو الأمر غريبًا، لكن النحل يتفوق أحيانًا على الكلاب المستخدمة للكشف عن القنابل، فكيف يحدث ذلك؟ وكيف يمكن للنحل إخبار البشر بوجود المتفجرات؟

في السنوات الأخيرة، بدأ العلماء، بما في ذلك الدكتور روس جيلاندرز، الباحث في كلية الفيزياء والفلك بجامعة سانت أندروز، في استغلال النحل وتحويله إلى أجهزة كشف للألغام والمتفجرات، لمساعدة الناس في مواجهة خطر الألغام الأرضية التي تقتل الآلاف سنويًا رغم الجهود الدولية للحد من انتشارها.

يُقدَّر عدد الألغام المزروعة حول العالم بنحو 110 ملايين لغم في 60 دولة، بما في ذلك بعض الدول الموقعة على معاهدة “أوتاوا” لحظر الألغام. في الوقت ذاته، تظل الموارد المخصصة لبرامج مساعدة ضحايا الألغام محدودة في العديد من البلدان، مما يعوق جهود إزالة هذه الألغام.

هذا الواقع دفع الباحثين إلى اختبار تقنيات جديدة لمكافحة “أحد أسوأ أشكال التلوث على وجه الأرض”، كما وصفه جيلاندرز في حديثه لـ”نيوز عربي”. ويُرجع الباحث اختيار النحل بشكل خاص إلى “قدرتها الفطرية على تحديد الروائح بدقة عالية، بفضل حاسة الشم التي تضاهي تلك الموجودة عند الكلاب البوليسية”. ويضيف أن “النحل يمتلك أجهزة استشعار للرائحة بحساسية فائقة تصل إلى أجزاء من التريليون، مما يجعله أداة مثالية للكشف عن المواد المتفجرة”.

(OUTS: NEWSPAPERS IN TEXAS UNTILL 6/1/99) Bee keeper Gary Bender is shown in a mock land mine field, while holding a honeycomb May 1, 1999. The bees are part of an experiment to determine their ability to locate mines. In the foreground is an unfused anti tank mine. Below the orange flags are other unfused anti tank mines. Researchers at Sandia National Laboratories, in Albuquerque, NM, have embarked on a bee land mine detection experiment. Over the past year, they have been studying the behavior of bees to determine if the insects can pick up explosive residue while foraging for pollen in fields littered with land mines. The researchers ultimately hope to train bees to actually detect land mines. (Photo by Joe Raedle)
يمكن تدريب النحل لاستكشاف الألغام 

يعمل الدكتور روس جيلاندرز، الباحث في جامعة سانت أندروز، على تدريب النحل لاستخدامه في الكشف عن الألغام والمتفجرات، وذلك في إطار مشروع مموّل من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالتعاون مع جامعتي زادار وزغرب في كرواتيا، وجامعة بانيا لوكا في البوسنة والهرسك.

بدأت فكرة استخدام النحل في الكشف عن الألغام منذ عام 1999، عندما بدأ باحثون في مختبرات سانديا الوطنية التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية في تجربة استخدام النحل للكشف عن الألغام الأرضية بتكلفة منخفضة وبدقة عالية. درس الباحثون سلوك النحل وكيفية التقاطه لبقايا المتفجرات أثناء بحثه عن حبوب اللقاح في الحقول الملوثة بالألغام.

وفي عام 2013، قام باحثون كرواتيون من جامعة زغرب بتطوير تقنية فريدة لاكتشاف الألغام غير المنفجرة في كرواتيا ودول البلقان الأخرى، حيث أظهرت الإحصاءات أن 2500 شخص لقوا حتفهم نتيجة انفجارات الألغام منذ نهاية حرب البلقان في عام 1991.

وفقًا للدكتور جيلاندرز، يتمتع النحل بحاسة شم استثنائية، مما يمكنه من اكتشاف المواد المتفجرة بدقة. ويُدرب النحل للكشف عن مواد شديدة الانفجار مثل “ثلاثي نيترو التولوين” (تي إن تي)، وهو مركب يستخدم في القذائف العسكرية والمتفجرات، بالإضافة إلى التفجيرات الصناعية وتحت الماء.

عملية تدريب النحل تتضمن إدخال أنابيب تحتوي على بوليمرات خاصة تُنقل إليها المواد المتفجرة من جسم النحلة. هذا الإجراء يسمح بتراكم المتفجرات على السطح، ما يساعد في تحديد وجود الألغام في المنطقة. ويُعقب ذلك تدريب النحل على التفاعل مع الروائح المميزة للمتفجرات.

فيما يتعلق بتقنية التدريب، تعتمد على “التكييف الإجرائي”، وهي نفس الطريقة التي يتم بها تدريب الكلاب البوليسية. عندما يتعرض النحل لرائحة المتفجرات، يُقدم له مكافأة مثل الماء المحلى بالسكر، ليربط رائحة المتفجرات بالمكافأة ويبدأ في استجابة معينة.

بعد عملية تدريب دقيقة، يتم تأهيل النحل ليصبح “شرطيًا متخصصًا” في الكشف عن المتفجرات. يبدأ التدريب بنقل النحل باستخدام مكانس كهربائية خاصة، ثم يتم إبطاء حركتها في بيئة مناسبة لتسهيل التعامل معها. تتدرب النحلات على “رد فعل تمديد الخرطوم”، حيث يقوم النحل بمد لسانه كعلامة على استجابته لرائحة المتفجرات، ويتم مكافأته في كل مرة يُظهر فيها هذه الاستجابة.

عند إتمام عملية التدريب التي تشمل عدة جولات، يصبح النحل جاهزًا للعمل في الميدان لاكتشاف الألغام والمتفجرات بدقة عالية. وهذا يعد خطوة مهمة في مكافحة أخطر أنواع التلوث البيئي على وجه الأرض.

أوضح جيلاندرز في حديثه لـ”نيوز عربي” أن هذه التقنية المبتكرة توفر بديلاً فعالًا وأقل تكلفة للكشف عن الألغام، وهو ما يعزز جهود إزالة الألغام وحماية الأرواح في المناطق الملوثة بالألغام حول العالم.

يؤثر التلوث البيئي على النحل بشكل أكبر من بقية الحشرات (بيكساباي)
لدى النحل الحس الكامل للشم مما يمكنه من الكشف عن أماكن وجود الألغام الأرضية القاتلة (بيكسابي)

مراقبة استجابة النحل بدقة

بعيدًا عن المراقبة البصرية المباشرة للنحل، يعتمد المتخصصون على طريقتين مبتكرتين لمراقبة استجابة النحل في الكشف عن القنابل. الطريقة الأولى تستخدم كاميرا مدمجة داخل جهاز مراقبة لرصد سلوك النحل عن كثب، خاصةً لحظة مد لسانه. باستخدام خوارزميات الرؤية الحاسوبية، يتم تحويل مخرجات الكاميرا إلى إشارات واضحة، مما يسمح بتحديد ما إذا كانت النحلة قد ردت بعد شم رائحة معينة. عندما تظهر النحلات جميعها رد فعل متطابق، فهذا يشير إلى اكتشاف متفجرات تم تدريب النحل عليها.

أما الطريقة الثانية، فتتضمن وضع 6 خراطيش صغيرة تحتوي كل منها على نحلة واحدة داخل جهاز يستخدم الأشعة تحت الحمراء لقياس انعكاسات الضوء على النحلة. هذه الطريقة لا تتطلب مراقبة النحل بالعين، بل تكشف كمية الضوء التي يلتقطها المستشعر، والتي تشير إلى ما إذا كان لسان النحلة ممتدًا أم لا، وهو علامة على التفاعل مع رائحة المتفجرات التي تم تدريبها عليها. ويقول جيلاندز: “المميز في هذه التقنية أن النحل في كل خرطوشة يمكن تدريبه على نوع مختلف من المتفجرات، مما يسمح للجهاز بالكشف عن نوع المتفجرات أيضًا، بجانب اكتشاف وجودها.”

هل يحل النحل محل الكلاب؟

يتميز تدريب النحل بسرعته حيث يستغرق ساعات قليلة فقط، بينما يتطلب تدريب الكلاب شهورًا. كما أن تكلفة النحل أقل بكثير من تكلفة الكلاب، مما يجعله أكثر فاعلية من الناحية الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون النحل أكثر فائدة في بعض التطبيقات مثل الكشف عن الألغام الأرضية، حيث لا يُشكل وزنه خطرًا على انفجار الألغام مثلما قد يحدث مع الكلاب. لذلك، تُستخدم الجرذان الأفريقية أيضًا في الكشف عن الألغام بسبب خفتها.

وفقًا للدكتور جيلاندز، يمكن للنحل المدرب أن يساهم بشكل كبير في إزالة الألغام والكشف عن المتفجرات المخفية، إذ يستطيع جمع جزيئات المتفجرات أثناء بحثه عن الطعام. ويمكن أيضًا استخدامه لتفتيش حقائب السفر والشحن في المطارات والموانئ لضمان الأمان. ومن مميزاته الأخرى أن كل مستعمرة تحتوي على الآلاف من النحل التي تبحث عن الطعام بشكل منظم، مما يساعد في جمع كمية قابلة للقياس من المتفجرات في المنطقة.

ويضيف جيلاندز: “النحل له ميزة أنه لا يُفجر الألغام الأرضية عن طريق الخطأ، مثل البشر أو الكلاب، كما يمكنه الوصول إلى الأماكن التي يصعب على الكلاب الوصول إليها”. ورغم هذه الفوائد، يواجه الباحثون تحديات، مثل تصرفات النحل غير المتوقعة، كما حدث مع جيلاندز نفسه الذي تعرض لـ20 لسعة أثناء تجربته الميدانية.

ورغم إمكانية تدريب النحل للكشف عن الألغام الأرضية، فإن العلماء أدركوا أن المشي عبر حقل ملوث بالألغام باستخدام جهاز كاشف يدوي قد يشكل خطرًا كبيرًا. ولذلك، تم تطوير آلية لإطلاق النحل المدرب على كشف الألغام وتتبعه باستخدام طائرة مسيرة (درون). يميل النحل المدرب إلى التجمع في المناطق التي تحتوي على الألغام، في حين تقوم الطائرة المسيرة بنقل الإشارة الملتقطة إلى جهاز كمبيوتر، ليتم ترجمتها إلى معلومات مفيدة لفريق الكشف.

بعد أيام من العمل، يتم إعادة النحل المدرب إلى خلاياه بطريقة أخلاقية لضمان سلامته. وعند استخدام النحل المدرب، تُستخدم جرعة بخار من المتفجرات وقطرات من ماء السكر لتحفيزه على أداء مهامه في خدمة الإنسان.

ويختتم جيلاندز بأن تجربة النحل المدرب تبرهن على أنها بديل أكثر أمانًا وفعالية مقارنة باستخدام الكلاب أو التقنيات التقليدية. ولكنه لا يتوقع أن يحل النحل محل الكلاب البوليسية بالكامل، بل أن يكون مُكملًا لها في بيئات أو تطبيقات محددة.

حتى الآن، أُجريت الاختبارات في كرواتيا وحققت التكنولوجيا تقدمًا ملحوظًا، حيث وصل مستوى جاهزيتها إلى 7 على مقياس من 1 إلى 9. انتهى المشروع في عام 2021، ويعمل جيلاندز وفريقه حاليًا على الحصول على تمويل لتطبيق هذه التقنية في بيئات ألغام حقيقية.

[ad_2]

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678