• Home  
  • كيف استغل صديق ترامب الابن اسمه للتأثير على حكومات وشركات حول العالم؟ | سياسة
- أسرة - رياضة

كيف استغل صديق ترامب الابن اسمه للتأثير على حكومات وشركات حول العالم؟ | سياسة

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا تناول الدور المثير للجدل لرجل الأعمال الأميركي جينتري بيتش، صديق دونالد ترامب الابن، الذي يجوب العالم لإبرام صفقات بمليارات الدولارات، مقدّما نفسه كجزء مما يصفه بـ”الدبلوماسية الاقتصادية” المرتبطة بالإدارة الأميركية. وقال التقرير -الذي أعدّه الكتّاب ريبيكا بولهاوس ودرو هينشو وجو باركنسون- إن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية التقى مؤخرا بدبلوماسي […]

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا تناول الدور المثير للجدل لرجل الأعمال الأميركي جينتري بيتش، صديق دونالد ترامب الابن، الذي يجوب العالم لإبرام صفقات بمليارات الدولارات، مقدّما نفسه كجزء مما يصفه بـ”الدبلوماسية الاقتصادية” المرتبطة بالإدارة الأميركية.

وقال التقرير -الذي أعدّه الكتّاب ريبيكا بولهاوس ودرو هينشو وجو باركنسون- إن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية التقى مؤخرا بدبلوماسي أميركي مخضرم لمناقشة لغز رجل الأعمال بيتش، الذي ينشط في وسط أفريقيا سعيا وراء امتيازات تعدين ضمن حملة “دبلوماسية اقتصادية” ينسبها للرئيس ترامب.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وأوضح الكتّاب أن بيتش أبلغ مسؤولين كونغوليين أنه صديق مقرب من نجل ترامب، وعرض عليهم صورا ورسائل نصية تثبت ذلك، مما أثار تساؤلات عما إذا كان يمثل الإدارة الأميركية رسميا.

وأضاف الكتّاب أن التساؤل نفسه تكرر في باكستان بعد زيارة بيتش لإسلام آباد ولقائه رئيس الوزراء، حيث وعد باستثمارات ضخمة في قطاعات المعادن الحيوية والعقارات الفاخرة، مؤكدا قربه من إدارة ترامب. وفي أبو ظبي، حاولت السلطات توضيح أنه لا يمثل الحكومة الأميركية بعد اهتمامه بمشروع لربط دول الخليج بسكة حديد.

وفي ألمانيا، أُبلغ المستشار أولاف شولتس آنذاك بأن صديقا لترامب الابن يسعى لشراء حصة في مشروع “نورد ستريم 2” الخاضع للعقوبات الأميركية، مما دفع الاستخبارات للتحقيق.

وأشار الكتّاب إلى أن ولاية ترامب الثانية شهدت تلاشي الحدود بين السياسة والمال، حيث يقف بيتش في المنتصف، وقد أسس بعد أسابيع من فوز ترامب شركة جديدة تحمل شعار “أميركا أولا غلوبال”، زار بعدها 20 دولة والتقى قادة ومسؤولين لعقد صفقات بمليارات الدولارات تتماشى مع رؤية ترامب القائمة على حل النزاعات عبر المصالح الاقتصادية.

ويؤكد بيتش أنه لا يحمل أي صفة رسمية ولا يستخدم اسم ترامب في أعماله، مشيرا إلى أنه يطرح نموذجا جديدا للدبلوماسية يربط النفوذ السياسي بالمصالح الاقتصادية، قائلا: “ينظر الجميع إلى ترامب كرئيس الصفقات، ويعتقدون أن دخول رجال الأعمال الأميركيين يعني دخول مصالح أميركية لا يمكن التفريط بها”.

وأفاد الكتّاب بأن دونالد ترامب الابن -الذي رفض التعليق على القضية- أعرب في أحاديث خاصة عن انزعاجه من تصرفات صديقه القديم جينتري بيتش، بعدما أبلغه مسؤولون التقاهم خلال زياراته الخارجية بأن بيتش زعم أن نجل الرئيس مهتم بالاستثمار في بلدانهم. وقد نفى ترامب الابن هذه الادعاءات، مؤكدا أنه لا يشارك بيتش أي أنشطة تجارية.

وفي أغسطس/آب، وجّه محامي ترامب الابن خطابا قانونيا إلى بيتش يطالبه بالتوقف عن تقديم نفسه كشريكه التجاري، لكن بيتش أنكر استلام الخطاب، قائلا: “لو كان هناك شيء كهذا، لما تم تبليغي به أنا أو فريقي، وأي قول خلاف ذلك غير صحيح”، إلا أن الصحيفة راجعت الخطاب ورسائل نصية تؤكد استلامه.

ورغم ذلك، لم يُعلن ترامب الابن رسميا قطع علاقته ببيتش، بل وصفه في مذكراته الصادرة عام 2019 بأنه أحد “أصدقائه الحقيقيين الثلاثة”. وعلى مدار نحو عقدين، استثمر نجل الرئيس مئات الآلاف من الدولارات في مشاريع قادها بيتش أو أوصى بها، من التنقيب عن النفط في تكساس إلى الزراعة المائية للخس، مع تأكيد الطرفين انقطاع أي تعاون تجاري بينهما منذ عام 2017.

دونالد ترامب الابن (يسار) خلال حفل افتتاح متجر ستيفانو ريتشي في نيويورك عام 2005 مع جينتري بيتش (غيتي)

صعوبة التمييز

وأشار الكتّاب إلى أن حكومات ومستثمرين في مناطق ذات حساسية جيوسياسية يواجهون صعوبة في التمييز بين ما إذا كان بيتش وسيطا فعليا لعائلة ترامب أو مجرد مبالغ في تصوير علاقاته، خصوصا في ظل غياب الدبلوماسيين الأميركيين عن عدد من السفارات.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي إن الرئيس -بصفته “صانع الصفقات الأول”- يوظف قوة الاقتصاد الأميركي لتحقيق اتفاقات سياسية وتجارية تصب في مصلحة بلاده والعالم، في حين امتنعت وزارة الخارجية عن التعليق.

وبين الكتّاب أن بيتش، الذي عاد مؤخرا من إسطنبول بعد صفقة لتحويل النفايات إلى طاقة في إندونيسيا- يخطط لإطلاق مشاريع جديدة في العراق وتركيا وصربيا ورواندا وكازاخستان، مؤكدا أن كوريا الشمالية “خارج الحسابات تماما”، مضيفا أن ترامب الابن يمزح أحيانا بقوله إن بينهما “معلومات مدمّرة متبادلة”، لكنه يبقى “صديقا مخلصا له”.

وذكر الكتّاب أن جينتري بيتش تحدث مطولا خلال مقابلات استغرقت 4 ساعات عن علاقته بدونالد ترامب الابن، مؤكدا أن صداقتهما قديمة وعميقة، وإن كانت لقاءاتهما اليوم نادرة وتقتصر على أحاديث عائلية وهواية الصيد.

وأوضح بيتش أنه صريح تماما مع الحكومات الأجنبية بشأن صفته، ويعمل في الكونغو بصفته مستثمرا مستقلا، مشددا على أنه لا يذكر اسم ترامب الابن إلا عندما يُسأل عنه، ويتجنب استغلال العلاقة في مشاريعه.

وأضاف الكتّاب أن بيتش يرى إشراك عائلة ترامب في أعماله أمرا غير لائق وقد يسبب التباسا، لكنه في المقابل يلمّح إلى نفوذه في واشنطن ويعرض المساعدة في قضايا تتعلق برفع العقوبات عن رجال أعمال مقربين من الكرملين، رغم نفيه أي دور مباشر في تلك الملفات.

وأشار الكتّاب إلى أن بيتش كان من بين ثلاثة أصدقاء وصفهم ترامب الابن بأنهم “الأوفياء”، قبل ترشح والده للرئاسة عام 2015، حين قال له والده إن الحملة ستكشف الأصدقاء الحقيقيين.

وبيّن الكُتّاب أن بيتش نشأ في حي راقٍ بمدينة دالاس، وكان مقرّبا من تومي هيكس الابن، أحد الأصدقاء الثلاثة المقربين ونجل المستثمر المعروف توماس هيكس، الذي تولى لاحقا منصب الرئيس المشارك للجنة الوطنية الجمهورية في إدارة ترامب الأولى.

والتقى بيتش بترامب الابن في جامعة بنسلفانيا خلال التسعينيات، حيث جمعتهما اهتمامات مشتركة في عالم الأعمال والصيد. وبعد تخرجه، عمل في شركتي “إنرون” و”مورغان ستانلي”، ونظم رحلات صيد مشتركة مع ترامب الابن في الولايات المتحدة وأوروبا.

كما شارك بيتش بدور بارز في زفاف ترامب الابن عام 2005، في حين كشفت بعض مراسلات مجموعتهما عن نبرة غير لائقة، كما ورد في رسالة حول رحلة صيد بالأرجنتين.

وأفاد الكتّاب بأن بيتش -الذي يُعرف بسعيه الدائم لتجديد مساره المهني- حاول دخول المشهد السياسي الديمقراطي عام 2008 دون نجاح، وتورط لاحقا في عدة قضايا قانونية تتعلق بمشاريع تجارية فاشلة، حيث ألزمت لجنة الأوراق المالية والبورصات صندوق التحوط الذي أسسه بدفع أكثر من 800 ألف دولار لتسوية مخالفات مالية، كما رُفعت عليه دعاوى لاحقة بسبب عدم تسليم معدات حماية شخصية بقيمة 660 ألف دولار، وبسبب امتناعه عن دفع أتعاب محاميه.

وذكر الكتّاب أن جينتري بيتش لعب دورا نشطا في حملة دونالد ترامب الانتخابية عام 2015، حيث شارك في جمع التبرعات وعرّف ترامب الابن على الناشط تشارلي كيرك، الذي نشر بعد فوز ترامب بالرئاسة بستة أيام صورة معه مشيدا بدوره في إنشاء مجموعة داعمة للرئيس المنتخب.

وفي الأسابيع التي تلت الانتخابات، سجّل بيتش نفسه كوكيل لمنظمة غير ربحية نظّمت رحلات صيد مع أبناء الرئيس مقابل تبرعات كبيرة، لكن ترامب الابن وشقيقه إريك نفيا علمهما بالأمر وطالبا بإزالة اسميهما، لتنتهي المبادرة دون جمع أي أموال.

وفي العام التالي، استثمر ترامب الابن في شركة ناشئة للزراعة المائية كان بيتش عضوا في مجلس إدارتها.

Beach meeting Chief Adviser Muhammad Yunus in Bangladesh in January 2025. Photo: Chief Adviser of Bangladesh
جينتري بيتش (يسار) ورئيس وزراء بنغلاديش محمد يونس في وقت سابق من هذا العام (وكالات)

تراجع العلاقة

وبحسب الكتّاب، تباعدت علاقة الرجلين في السنوات اللاحقة، ومع بدء الحديث عن عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تلقى بيتش اتصالات من متبرعين محتملين ووجّههم إلى الجهات المختصة دون أي دور مباشر، في حين حضر حفل التنصيب مع عائلته. ولاحقا، قال إنه أصلح صداقته مع ترامب الابن وأطلق شركتين جديدتين هما “أميركا فيرست غلوبال” و”أميركا فيرست للمعادن”.

وأشار الكتّاب إلى أن مكتب المستشار الألماني علم بعد أسابيع من فوز ترامب بمحاولة مجموعة من المستثمرين الأميركيين، بينهم صديق مقرب من ترامب الابن، شراء حصة في مشروع “نورد ستريم 2″، مما أثار تساؤلات عن الجهة الحقيقية وراء الصفقة.

وكشفت التحقيقات أن بيتش عرض على المستثمر الأميركي ستيفن لينش شراكة متساوية بنسبة 50-50، مستغلا قربه من عائلة ترامب، لكن الأخير رفض معتبرا العرض ابتزازيا. ولاحقا، أُبلغ ترامب الابن بأن بيتش كان يزعم أنه قادر على تعطيل صفقات الغاز إن لم يُشرك فيها، وهو ما وصفه ترامب الابن بأنه “ادعاء سخيف”.

وفي يناير/كانون الثاني، زار بيتش باكستان والتقى مسؤولين ورجال أعمال، مؤكدا أن ترامب يؤمن بـ”الدبلوماسية الاقتصادية”، وأنه هناك بصفته رجل أعمال يسعى لتطبيق هذه الرؤية على المستوى العالمي. وأوضح أنه التقى قادة من الإمارات واليونان وأفريقيا الوسطى، معتبرا أن قيادة ترامب مكّنته من الترويج لما يسميه “القيم اليهودية المسيحية”، وأن بعض القادة “يتعاملون معه كما لو كان الرئيس نفسه”.

وفي مارس/آذار وأبريل/نيسان، سجّل بيتش شركتين إضافيتين، ونشر موقع “أميركا فيرست غلوبال” صورا له في باكستان وإسطنبول وبنغلاديش، حيث التقى رئيس الحكومة المؤقتة وتعهد بـ”جعل بنغلاديش عظيمة مجددا”.

وخلال الربيع، أخبر بيتش جهات بلغارية بأن ترامب الابن سيزور صوفيا، وهو ما تحقق فعلا في أبريل/نيسان أثناء جولة له في أوروبا الشرقية، حيث استغل رئيس الوزراء السابق بويكو بوريسوف المناسبة للترويج للأصول البلغارية والسعي لتخفيف العقوبات عن حلفائه.

ومنذ ذلك الوقت، ظل المسؤولون البلغاريون يشككون في حجم علاقته بعائلة ترامب، إذ يرى بعضهم أنه بالغ في تقديم نفسه كممثل لها، بينما يؤكد بيتش أنه زار صوفيا مرة واحدة في سبتمبر/أيلول، مركزا على “عدد محدود من الفرص الجادة”.

واختتم الكتّاب بالإشارة إلى أن معظم الصفقات التي حاول بيتش تنفيذها حول العالم لم ترَ النور بعد. ففي الكونغو، تساءل المسؤولون إن كانت مفاوضاتهم مرتبطة بالحكومة الأميركية، لكن واشنطن نفت أي صلة له بالمحادثات الرسمية، في حين لا تزال صفقته معلقة. وقال بيتش: “أراجع باستمرار فرصا جديدة، وأراهن أنه منذ بدأنا الحديث، وصلت 3 صفقات جديدة إلى مكتبي”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678