ضربات عسكرية أمريكية مباشرة داخل إيران
نفّذت الولايات المتحدة ثلاث ضربات دقيقة استهدفت مواقع لتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.
أرادت واشنطن من هذا التحرك تجاوز البعد التكتيكي، ووضع البرنامج النووي الإيراني مجددًا تحت المراقبة الدولية.
ويطرح هذا الهجوم أسئلة جدية بشأن مستقبل الاستقرار الإقليمي والتوازنات الدولية في الشرق الأوسط.
الحداد: واشنطن ترسم خطًا أحمر لطهران
قال الدكتور أيمن الحداد، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس في الرباط، إن واشنطن تسعى من خلال هذا التدخل إلى رسم “خط أحمر” جديد أمام المشروع النووي الإيراني.
وأوضح أن الولايات المتحدة تحاول منع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية.
وأشار أيضًا إلى أن هذا التدخل يهدف إلى حماية أمن إسرائيل، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة.
ضغوط داخلية وخارجية على واشنطن
أوضح الحداد أن الإدارة الأمريكية قررت تنفيذ هذه الضربات استجابة لضغوط داخلية وخارجية.
هذه الضغوط دعت واشنطن إلى التحرك الحاسم تجاه التسارع في تخصيب اليورانيوم.
كما اعتبر أن الغارات الإسرائيلية السابقة أثبتت محدودية فعاليتها، مما دفع واشنطن إلى التدخل المباشر.
تعزيز للتحالف الإسرائيلي الأمريكي
أكد الحداد أن هذا الهجوم يُظهر اعتماد إسرائيل المتزايد على الدعم العسكري والسياسي الأمريكي.
وأضاف أن الولايات المتحدة ترسخ دورها كضامن لأمن حلفائها في الشرق الأوسط، خاصة في القضايا الحساسة.
رسالة ردع إقليمية ودولية
يرى الحداد أن هذه الضربات تحمل رسائل ردع واضحة لإيران، ولأطراف أخرى قد تفكر في تحدي النفوذ الأمريكي.
وتوقع أن تزيد هذه الخطوة من التوتر بين واشنطن وطهران، مما قد يقلل من فرص العودة إلى طاولة التفاوض.
كما حذّر من أن إيران قد تلجأ إلى ردود غير متكافئة، مما يرفع خطر التصعيد.
تأثير مباشر على الاتفاق النووي
أوضح الحداد أن هذا التصعيد يعيد الملف النووي الإيراني إلى مربع المواجهة العسكرية.
وأشار إلى أن فرص إحياء الاتفاق النووي أصبحت أضعف، في ظل تعقيد المشهد الإقليمي.
استثمار في تغيرات المنطقة
قال الحداد إن واشنطن استغلت الأوضاع الإقليمية المتغيرة، مثل تراجع نفوذ النظام السوري، وضعف حزب الله، والضربات على الحوثيين، من أجل إبطاء تقدم إيران النووي.
لكنه حذّر من أن غياب مسار دبلوماسي واضح قد يؤدي إلى تصعيد يصعب السيطرة عليه، رغم المحاولات الأوروبية للوساطة.
الزاهر: مخاطر اقتصادية شبيهة بالأزمة الأوكرانية
من جهته، شبّه الخبير الاقتصادي بدر الزاهر هذه الحرب المحتملة بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار إلى أن تصعيد الصراع الإيراني الإسرائيلي قد يسبب اضطرابات حادة في أسعار الطاقة والمواد الأساسية.
ويرجع ذلك إلى موقع إيران وإسرائيل الحيوي في سلاسل التوريد العالمية.
ارتفاع في أسعار النفط والغاز
أوضح الزاهر أن سعر برميل النفط تجاوز 90 دولارًا، بعدما كان لا يتعدى 60 دولارًا قبل بداية التصعيد.
وتوقع أن تتجاوز الأسعار حاجز 100 دولار قريبًا، مما سيؤثر على تكاليف النقل وسلاسل الإمداد العالمية.
مخاوف من إغلاق ممرات التجارة العالمية
حذّر الزاهر من أن أي تصعيد قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في مضيقي هرمز وباب المندب، أو قناة السويس.
وشدّد على أن هذه المناطق حيوية لحركة التجارة والطاقة في العالم، وأي مساس بها سيؤثر مباشرة على الاقتصاد العالمي.