المبادرة، التي انطلقت محليا، سرعان ما لاقت صدى عالميا واسعا، حيث انضم إليها نحو 550 قسيسا ورجل دين مسيحيا من مختلف أنحاء العالم، عبّروا عن إدانتهم لما وصفوه بالتجويع والقتل والمعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
الحملة يقودها القس رينو ماريسكا، الذي شارك مؤخرا في قداس عيد القربان مرتديا رداء بألوان العلم الفلسطيني في تعبير رمزي عن تضامنه. ويؤكد القائمون على المبادرة أن هدفهم هو رفع الصوت الكنسي في وجه المأساة، معتبرين أن الصمت لم يعد خيارا أمام ما يحدث في غزة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه تحذيرات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة جراء استمرار الحصار والقصف الإسرائيلي، وسط دعوات متكررة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
شبكة المبادرة، التي أطلقت على نفسها اسم “كهنة ضد الإبادة الجماعية”، أصدرت بيانا جاء فيه: “نرى في شعب غزة المنهك، وفي الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، حضور المسيح نفسه، الذي يتماهى مع الفقراء والجياع والعطاش والغرباء، كما ورد في إنجيل متى، الإصحاح 25”.
وفي إطار توسيع نطاق الحملة، أطلقت الشبكة شعارا بعنوان “مات المسيح في غزة”، تعهّد بموجبه القساوسة بالصلاة الجماعية، وإدانة ما وصفوه بجرائم الحرب، ودعم المجتمعات المسيحية والإسلامية في الأرض المقدسة. وأكدوا أن معاناة الفلسطينيين لا يمكن مواجهتها بالصمت أو التجاهل.
وخلال مؤتمر صحفي، أوضح الأب بيترو روسيني “نحن لا نتحدث كسياسيين، بل كقساوسة مؤتمنين على مجتمعات تؤمن بكرامة كل حياة بشرية. رسالتنا ليست ضد أحد، بل من أجل الحياة والسلام”.
الحملة اختارت أن تضع كرمز لها صورة الطفل الفلسطيني محمد زكريا، الذي استشهد بسبب الجوع في قطاع غزة، وهي الصورة التي سبق أن انتشرت عالميا وأثارت موجة غضب ودعوات متكررة لوقف الحرب. وتولى تصميم الصورة الفنان الإيطالي جيانلوكا كوستانتيني، المعروف بأعماله الفنية المناهضة للحروب.
ومن المقرر أن يكون أول تحرك علني للكهنة المشاركين وقفة صلاة ومسيرة في روما يوم 22 سبتمبر/أيلول، بالتزامن مع ختام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وستتجه المسيرة نحو البرلمان الإيطالي، حيث يرفع المشاركون صلاة “الأبانا” باللغة العربية، ويستمعون لشهادات عن أرواح فلسطينية أزهقت في الحرب.