تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا جديدا ضد روسيا، في حين تحدثت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) عن مرحلة ما بعد استعادة خيرسون، واصفة ذلك بالإنجاز الكبير.
فقد تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة -أمس الاثنين- قرارا غير ملزم بشأن آلية لتعويض أوكرانيا عن الخسائر التي تكبدتها جراء الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
وأيدت القرار 94 دولة، وعارضته 14 دولة أبرزها روسيا والصين وكوبا ومالي وإثيوبيا، بينما امتنعت 73 دولة أخرى عن التصويت معظمها من القارة أفريقيا إضافة إلى البرازيل وإسرائيل والهند.
والدعم الذي لقيه هذا القرار الجديد ضد روسيا في الأمم المتحدة أقل بكثير من القرار الذي صدر عن الجمعية العامة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأغلبية 143 صوتا، ويدين ضمّ روسيا 4 مناطق أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك (شرق) وخيرسون وزاباروجيا (جنوب).
ويطالب القرار الذي تم تبنيه أمس بتحميل روسيا “مسؤولية أي انتهاك” للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة في أوكرانيا، وأن “تتحمل العواقب القانونية لجميع أعمالها غير القانونية على الصعيد الدولي، ولا سيما من خلال تعويض الضرر” المادي والبشري.
كما يدعو إلى إنشاء “آلية تعويض بالتعاون مع أوكرانيا” و”سجل دولي” للأضرار، لإدراج الأدلة والمعلومات المتعلقة بمطالب التعويض من الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والحكومة الأوكرانية.
وندد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة بالقرار، معتبرا أنه يعبّر عن رغبة الدول الغربية في إضفاء الشرعية سلفا على استخدام الأصول الروسية المجمّدة لمعاقبة موسكو، بما في ذلك عبر شراء الأسلحة لأوكرانيا.
في المقابل، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقرار الأممي ضد روسيا، وقال عبر تويتر إن “الجمعية العامة للأمم المتحدة أعطت للتو الضوء الأخضر لإنشاء آلية تعويضات من روسيا عن الجرائم المرتكبة في أوكرانيا”، مضيفا “سيدفع المعتدي ثمن فعله”.
استعادة خيرسون
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع الأميركية -أمس الاثنين- إن تحرير مدينة خيرسون يعدّ “إنجازا كبيرا” لأوكرانيا.
وأضافت الوزارة -في بيان- أن القوات الروسية انتقلت إلى الجانب الشرقي أو الضفة اليسرى لنهر دنيبرو الذي يشق مدينة خيرسون.
وقال مسؤول في البنتاغون إنه “لا يبدو أن الروس يميلون إلى مغادرة بقية الأراضي المحتلة في أوكرانيا، ولا شك أنه لا يزال هناك قتال صعب في المستقبل”.
وعد المسؤول استعادة القوات الأوكرانية مدينة خيرسون بعد نحو 8 أشهر من سيطرة الروس عليها تعبيرا عن “عزم وتصميم ومثابرة الشعب الأوكراني وقواته المسلحة وهم يقاتلون للدفاع عن أمتهم”.
كما قال المسؤول الأميركي إن القوات الأوكرانية تواصل تعزيز المكاسب، وإنها مشغولة الآن بإزالة العقبات والألغام التي خلّفها الروس، متعهدا بأن تستمر واشنطن مع شركائها الآخرين في دعم كييف.
وفي نفس الإطار، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن انسحاب روسيا من خيرسون يمثل انتصارا عظيما للجيش الأوكراني.
وخلال مؤتمر صحفي بعد انتهاء محادثاته مع نظيره الصيني شي جين بينغ في بالي بإندونيسيا، أكد بايدن أن واشنطن ستواصل دعمها العسكري لأوكرانيا.
وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدينة خيرسون أمس، بعد أيام من استعادة القوات الأوكرانية السيطرة عليها.
من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي -للجزيرة- إن الولايات المتحدة ستواصل دعم القوات الأوكرانية ميدانيا، مؤكدا أن الرئيس الأوكراني وحده من يختار توقيت التفاوض مع روسيا.