ومثّل إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن زيارة روبيو، الذي يشغل كذلك منصب مستشار الأمن القومي، إلى قطر آخر حلقات تخبط إدارة ترامب في التعامل مع تداعيات محاولة إسرائيل اغتيال قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل الدوحة، والتي يدفع روبيو باتجاه تجاوزها، والتركيز على إنجاز أهداف واشنطن وتل أبيب في قطاع غزة.
وتأتي زيارتاه في إطار الجهود المبذولة للتوسط في اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار، وبعد أيام من استهداف إسرائيل قادة حماس المجتمعين في منزل بالعاصمة القطرية لمناقشة اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار، وهو ما عرقل جهود التوصل لصفقة يريدها ترامب.
دعم أميركي
وأكد روبيو أن بلاده وإسرائيل “متحدتان في السعي لإنهاء الحرب في غزة عبر هزيمة الحركة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين”. وقال “بغض النظر عما حدث أو يحدث، يظل الهدف كما هو. على حماس أن تتوقف عن وجودها كعنصر مسلح يمكن أن يهدد السلام والأمن في المنطقة، ويستحق سكان غزة مستقبلا أفضل. لكنه لا يمكن أن يبدأ حتى يتم القضاء عليها”.
وذكر أنه “في حين أن الجميع يرغبون في رؤية نهاية تفاوضية للصراع، علينا أن نكون مستعدين لحقيقة أن الإرهابيين المتوحشين لا يوافقون عادة على أشياء من هذا القبيل. وفي نهاية المطاف، ستكون عملية عسكرية موجزة للقضاء على حماس ضرورية”.
وتتفق إسرائيل والولايات المتحدة على عدة أهداف أهمها “إلحاق الهزيمة الساحقة والتدمير الكامل لحركة حماس ونزع كل سلاحها، وألا تشارك بأي صورة في تشكيل أو إدارة مستقبل غزة، وقبل ذلك الإفراج الكامل والشامل لكل المحتجزين الأحياء منهم والأموات، وعلى دفعة واحدة”.
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، قال روبيو إن الاتفاق مع حماس لإنهاء الحرب “ربما لن يحدث لأن الإرهابيين المتوحشين لا يوافقون في كثير من الأحيان على نزع السلاح”.
وأضاف “لا تزال هناك بعض الأساسيات التي يجب معالجتها بغض النظر عما حدث. لا يزال لدينا 48 رهينة. حماس لا تحتجزهم فحسب، بل تحتجز غزة بأكملها كرهائن. طالما أنها لا تزال موجودة، فلن يكون هناك سلام في هذه المنطقة”. واعتبر أن نهاية الحرب في القطاع ونزع سلاح الحركة وإطلاق سراح المحتجزين هي “ركائز لما نأمل أن يحدث في المنطقة”.
انحياز
وعلى الرغم من تعبير ترامب عن إحباطه من الضربة الجوية الإسرائيلية على قطر، قال روبيو إن الولايات المتحدة تركز على “ما سيحدث بعد ذلك والدور الذي يمكن أن تلعبه الدوحة في التوصل إلى نتيجة”، مضيفا “سنواصل تشجيعها على لعب دور بناء في هذا الصدد”.
وامتنع روبيو عن توجيه أي انتقادات لإسرائيل، وبدلا من ذلك كرر “نحن نركز فقط على ما سيحدث بعد ذلك”، رغم إشارته إلى أن بلاده “ليست سعيدة” بالضربة.
من ناحية أخرى، انتقد وزير الخارجية الأميركي الدول التي أعلنت مؤخرا أنها ستعترف بدولة فلسطين خلال الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع القادم. وقال إن “ما تقوم به هذه الدول يرجع إلى حد كبير إلى السياسة الداخلية فيها، وهي رمزية إلى حد كبير”، ورأى أن تأثيرها الوحيد ينصب على “جعل حركة حماس تشعر بالجرأة”.
زيارات مكثفة
وتأتي زيارة روبيو بعد أقل من أسبوع من قصف إسرائيل مجمعا في الدوحة كان قادة الحركة يعقدون فيه اجتماعا، وبعد أن شارك في لقاء جمع وزير الخارجية القطري ورئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي بالبيت الأبيض قبل سفره إلى تل أبيب.
وردا على سؤال عما إذا كان يشعر أن “التفكيك العسكري لحماس لا يزال ممكنا”، قال روبيو “يمكن لها أن تستسلم الليلة إذا أرادت. المشكلة هي أنهم جماعة إرهابية بربرية مهمتها المعلنة هي تدمير الدولة اليهودية. لذلك نحن لا نعتمد على حدوث ذلك”.
لكن هذه “النتيجة المثالية” قد لا تتحقق، على حد قوله، لأنها “قد تتطلب في نهاية المطاف عملية عسكرية موجزة للقضاء عليها”.