• Home  
  • فورين بوليسي: وقف إطلاق النار يبعث الأمل برغم الدمار الرهيب
- سياسة

فورين بوليسي: وقف إطلاق النار يبعث الأمل برغم الدمار الرهيب

قال الدكتور ماثيو بيشيه، نائب المدير الطبي لمنظمة “أطباء بلا حدود” -في مقابلة مع مجلة فورين بوليسي- من مستشفى ميداني في مدينة دير البلح، إن وقف إطلاق النار جلب قدرا من الأمل، ولكنه لم يغير من الواقع الصعب الذي يعيشه السكان شيئا. وعبر الطبيب عن تفاؤل حذر حيال التهدئة، وسط أزمة إنسانية لا تزال متفاقمة […]

وعبر الطبيب عن تفاؤل حذر حيال التهدئة، وسط أزمة إنسانية لا تزال متفاقمة في قطاع غزة، قائلا “نعم هناك أمل، لكن في الوقت نفسه، نحن في حداد على زميلين قتلا في قصف جوي مطلع الشهر، الناس مرهقون ويبحثون فقط عن لحظة أمان”.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وذكر الطبيب -في المقابلة التي لخصها الكاتب جون هالتيونغر- أن أبرز التحديات التي تواجه الطواقم الطبية في غزة، هي النقص الحاد في المواد الأساسية، كالشاش المعقم والضمادات والأدوية، وهو نقص مرتبط بشكل مباشر بالقيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات وتحركها داخل القطاع.

إخلاء تحت النار

وروى بيشيه تفاصيل اضطرار المنظمة لإخلاء إحدى عياداتها في مدينة غزة بعد اقتراب الدبابات إلى مسافة 700 متر منها، “كان علينا أن نغادر، في نفس اليوم، عالجنا أكثر من 150 مريضا بشكل عاجل، وقدمنا لهم التعليمات لاستكمال علاجهم بأنفسهم”.

وأوضح الطبيب أن كثيرا من هؤلاء المرضى يعانون من جروح مزمنة ومعقدة بسبب سوء التغذية، وأن الخدمات الطبية غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة، كما وصف الوضع المعيشي في غزة بأنه “هش للغاية”، مع ندرة الغذاء في الشمال وارتفاع الأسعار في الجنوب، مع وجود أطفال يعانون من سوء تغذية حاد.

الطبيب بيشيه أكد أن المشهد في غزة يُشبه الزلزال، وقال: “لم أرَ مثل هذا من قبل، باستثناء ربما بعد زلزال هاييتي عام 2010”

وأشار بيشيه إلى تراجع القدرة الاستيعابية للمستشفيات، ووجود حالات حرجة لا تجد سريرا ولا رعاية مناسبة، رغم أن هناك أطنانا من المواد تنتظر خارج الحدود، وقال “أعتقد أننا تمكنا أمس من إدخال بعض المواد الخاصة بنا، لكن الأمر يشمل منظمة الصحة العالمية وجميع الفاعلين الآخرين. لا أعلم كيف سيكون وقف إطلاق النار من حيث تدفق المساعدات الإنسانية”.

وقارن بيشيه الوضع في غزة مع مناطق صراع أخرى خدم فيها مثل دارفور، وأكد أن ما يجعل غزة مختلفة هو أن السكان “لا يستطيعون الهرب”، لأن “القصف هنا شامل، والتكنولوجيا المستخدمة مدمرة، والمسيرات تقصف أهدافا قد تقتل كل من في محيط 20 مترا. مستوى العنف غير مسبوق”.

وأضاف أن المشهد في غزة يُشبه “الزلزال”، قائلا “لم أرَ مثل هذا من قبل، باستثناء -ربما- بعد زلزال هاييتي عام 2010، هذا العدد الكبير من الجرحى في الشوارع، وفي المرافق الصحية، وفي غرف الانتظار”.

أزمة الصحة النفسية

أشار بيشيه إلى أن طواقم الإغاثة، ورغم معاناتهم الشخصية من فقدان الأهل والمنازل، يواصلون العمل بدافع إنساني، “قالت لي زميلة: لو كان الأمر يتعلق بنا فقط، لبقينا في منازلنا نبكي، لكننا نستيقظ لأن المرضى بحاجة إلينا”.

وأكد أن الصحة النفسية تشكل تحديا كبيرا لا يمكن تغطيته بالكامل، وتُدمج فقط ضمن الرعاية الطبية للمرضى المصابين وسوء التغذية.

وتتوزع أولويات المنظمة خلال فترة وقف إطلاق النار -حسب بيشيه- على 3 محاور رئيسية، أولها رعاية الإصابات المعقدة والحروق، وثانيها توفير مياه الشرب للسكان عبر التوزيع المباشر، وآخرها دعم نفسي مدمج ضمن الرعاية الصحية.

وأنهى الطبيب حديثه برسالة صادمة قال فيها إن “ما لا يفهمه العالم هو لماذا يقتل هذا العدد الهائل من الأبرياء. لماذا يستهدف الأطفال؟ لماذا تقصف المستشفيات والمدارس؟”، وأضاف “أنا طبيب، لست محللا سياسيا، لكنني أطرح نفس السؤال الذي يردده كل شخص هنا: لماذا؟”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678