مع تصاعد وتيرة الكارثة الإنسانية التي يمر بها أهالي قطاع غزة، تعالت صرخات الغضب على منصات التواصل العربية، تنديدا بوحشية الاحتلال الإسرائيلي، وتعريضه الغزيين لكل ألوان العذاب والمعاناة.
فبعد عامين من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع، لا تزال قوى الاحتلال العسكرية مصرة على إذاقة الغزيين كل أشكال العذاب من قصف وتهجير قسري وتجويع، بينما العالم يعجز عن لجم آلة الحرب الإسرائيلية.
وفي سياق إمعانها في تعذيب الغزيين والاستفراد بهم، بدأت إسرائيل أمس الاثنين عملية اجتياح بري لمدينة غزة ذهب ضحيتها الكثير من سكان المدينة بينما اضطر عشرات الآلاف للنزوح قسرا من منازلهم، في ظل جوع ينهش أبدانهم بسبب منع الحصار الإسرائيلي الطعامَ والشراب من الوصول إليهم.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
كل هذا يجري لنحو مليون شخص يسكنون مدينة غزة، على مرأى ومسمع العالم الذي يقف مكتوف اليدين، أمام مشاهد القتل بالتجويع والقتل بالقصف، رغم أن الأمم المتحدة أعلنت على لسان منسقها في حالات الطوارئ توم فليتشر أن “وزراء إسرائيليين تحدثوا علنا عن تسوية غزة بالأرض، واستهداف المساعدات الغذائية”.
وقال فليتشر إن الأمم المتحدة قادرة على إنقاذ الأرواح على نطاق واسع في غزة، إذا سُمح -من قبل الاحتلال الإسرائيلي- للعاملين الإنسانيين بالقيام بمهامهم.
وفي ذات السياق حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من أن التصعيد المميت للهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة غزة سيكون له أثر مروع على المدنيين الذين يعانون أصلا من المجاعة.
التنديد غير كافي
وجاءت تعليقات النشطاء العرب على مواقع التواصل الاجتماعي غاضبة من عجز العالم عن مساعدة الغزيين، وناشدوا المؤسسات الإنسانية لإدخال المساعدات، ورصدت حلقة (2025/09/16) من برنامج “شبكات” جانبا من تفاعل الجمهور مع هذه القضية.
فاعتبرت الناشطة جاكي أن التنديد ليس كافيا لحل الكارثة الإنسانية التي تتفاقم كل يوم في غزة، فكتبت على حسابها بمنصة “إكس”: “التنديد بما يحدث بغزة لن يوقف الحرب.. أرغموا إسرائيل حالا على إيقاف جرائمها وعلى إدخال المساعدات وعلى وقف التجويع”.
أما سلامة، فعبرت عن حزنها لحال الأطفال والكبار في غزة الآن وعلّقت: “يا عالم يا ناس إخواننا في مدينة غزة ينزحون وهم جوعى وعطشى.. فوق القذايف والتشريد وما في مكان يروحوه ما في أكل حتى”.
وفي ذات السياق، عبّر إياد عن مساندته لكل الذي يمر به أهالي قطاع غزة، وكتب: “ما الذي بقي من معاناة لم يذقها شعب غزة؟ أروني عذابا واحدا لم يطبق عليهم؟ تجويع نزوح قصف تعذيب اعتقال إطلاق نار”.
وكتبت الناشطة مريم: “تعبنا.. فكيف حال أهل غزة تحت الجوع والقصف؟ نحن تعبنا وهم ماذا عنهم؟؟؟ لماذا لا يوقف العالم هذه المجزرة والجريمة؟”.
من جانبها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن ما يحدث في غزة هز ضمير العالم، ولا يمكن للمجاعة التي صنعها الإنسان أن تكون سلاحَ حرب؛ وأضافت: “من أجل الأطفال، من أجل الإنسانية، يجب أن يتوقف هذا!”.