في كارثة إنسانية متفاقمة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، تسجيل حالتي وفاة جديدتين بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات المرتبطة بالجوع إلى 113 حالة منذ بداية الحرب والحصار المفروض على القطاع.
وقالت وزارة الصحة، في بيان مقتضب نشرته على صفحتها بموقع “فيسبوك”، إن الوضع الصحي في القطاع يواصل الانهيار، وسط نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمكملات الغذائية، خاصة في شمال القطاع والمناطق المنكوبة التي تشهد نزوحًا واسعًا وانعداما للخدمات.
وفي السياق ذاته، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تفاقم سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، مؤكدة أن الوضع يخرج عن السيطرة. وذكرت الأونروا أن معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين شهري مارس ويونيو من هذا العام، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية.
وكشفت الوكالة أن فرقها أجرت قرابة 74 ألف فحص للكشف عن سوء التغذية في صفوف الأطفال خلال هذه الفترة، حيث تم تسجيل أكثر من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل، إلى جانب أكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم، ما يشير إلى تصاعد خطير ينذر بموجة مجاعة شاملة تهدد آلاف الأطفال.
منظمات الإغاثة الدولية والحقوقية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، دقت مرارا ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن أطفال غزة يعانون من الجوع، ليس بسبب الكوارث الطبيعية، بل بسبب القيود العسكرية والحصار المفروض منذ شهور.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الوضع في غزة يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي الإنساني، حيث يُستخدم الجوع كسلاح لإخضاع السكان، في وقت يتعرض فيه القطاع لدمار واسع في البنية التحتية، وتفكك المنظومة الصحية والبيئية.
