• Home  
  • عين الصحراء في موريتانيا.. مزار سياحي وأعجوبة جيولوجية حيرت العلماء | علوم
- طعام - علوم

عين الصحراء في موريتانيا.. مزار سياحي وأعجوبة جيولوجية حيرت العلماء | علوم

Published On 9/10/20259/10/2025 | انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي share2 شارِكْ في قلب الصحراء الموريتانية، تحديدا في وسط هضبة أدرار بالشمال الغربي للبلاد، تمتد دائرة عملاقة تبدو كما لو أن أحدهم رسمها بعناية في قلب الرمال. هذه هي عين الصحراء أو البنية الريشاتية التي تُعد واحدة من أكثر التكوينات الجيولوجية غرابة على وجه […]

في قلب الصحراء الموريتانية، تحديدا في وسط هضبة أدرار بالشمال الغربي للبلاد، تمتد دائرة عملاقة تبدو كما لو أن أحدهم رسمها بعناية في قلب الرمال. هذه هي عين الصحراء أو البنية الريشاتية التي تُعد واحدة من أكثر التكوينات الجيولوجية غرابة على وجه الأرض.

من الفضاء، تشبه عينا زرقاء ضخمة تحدق في السماء، ومن هنا جاء اسمها الشائع “عين الصحراء”، أما من الأرض، فهي عبارة عن سلسلة من الجبال الدائرية المتداخلة، بحسب وكالة ناسا، تفتح أبوابا على قصة جيولوجية بدأت قبل مئات الملايين من السنين.

صورة أوسع للمنطقة التي تحتوي على عين الصحراء (ناسا)

قُبّة خاصة جدا

عندما اكتُشفت عين الصحراء لأول مرة، ظنّ العلماء أنها فوهة نيزك عملاق، بسبب شكلها الدائري الدقيق. لكن الأبحاث الحديثة، وخاصة عبر صور الأقمار الصناعية وتحليل الصخور في الموقع، أثبتت أن الأمر أعقد من ذلك بكثير.

فالعين ليست نتاج انفجار من السماء، بل صنيعة الأرض نفسها، حيث ظهر أنها قبة جيولوجية ضخمة ارتفعت بفعل قوى من باطن الأرض، ثم نُحتت بفعل الرياح والمياه عبر ملايين السنين.

تشير الدراسات إلى أن الصهارة الحارة (الماغما) صعدت من أعماق الأرض لكنها لم تخرج إلى السطح، بل توقفت تحت الطبقات الرسوبية، ودفعَت بها إلى الأعلى في شكل قبة هائلة. وبعد أن بردت الماغما وتصلّبت، بدأت عوامل التعرية في نحتها ببطء، كاشفة عن الطبقات القديمة.

عين الصحراء تمتد لمسافة 40 إلى 50 كيلومترا (وكالة الفضاء الأوروبية)
عين الصحراء تمتد لمسافة 40 إلى 50 كيلومترا (وكالة الفضاء الأوروبية)

أعجوبة جيولوجية

إذا نظرت إلى صور الأقمار الصناعية، ستجد أن عين الصحراء تمتد لمسافة 40 إلى 50 كيلومترا، أي ما يعادل مساحة مدينة كبيرة، الدوائر البارزة فيها ليست متناسقة تمامًا، بل مائلة قليلا ومتآكلة في بعض الجوانب.

تتكوّن الحلقات الخارجية، بحسب الدراسات في هذا النطاق، من صخور صلبة مقاومة للتعرية مثل الحجر الرملي والكوارتزيت.

أما الحلقات الداخلية، فتحتوي على صخور أكثر ليونة مثل الحجر الجيري والطَّفَل، مما جعلها تتآكل أسرع مع مرور الزمن. هذا الاختلاف في الصلابة هو السبب وراء الشكل الحلقي المدهش الذي تراه اليوم.

عين الصحراء (ناسا)
الحلقات الداخلية تحتوي على صخور أكثر ليونة مثل الحجر الجيري والطَّفَل (ناسا)

مختبر مفتوح

وتُعد عين الصحراء اليوم أحد أفضل الأمثلة في العالم على ظاهرة “القبة الجيولوجية المتآكلة”، وهي فرصة نادرة لعلماء الأرض لدراسة تاريخ الطبقات من الأقدم في الوسط إلى الأحدث نحو الخارج.

ويستطيع الجيولوجيون من خلال تحليل الصخور هنا أن يعيدوا بناء تاريخ المناخ القديم والأنشطة البركانية التي مرت على الصحراء الكبرى قبل أن تصبح كما نعرفها اليوم.

كذلك تُستخدم المنطقة كمثال في دراسة عمليات التعرية الهوائية في البيئات الجافة، لأن الرياح في الصحراء الكبرى تلعب الدور الأكبر في تشكيل المنظر الحالي أكثر من الماء.

بين العلم والأسطورة

لجمال شكلها وغموض أصلها، ارتبطت عين الصحراء بالعديد من الأساطير، حيث يعتقد البعض أنها موقع مدينة أتلانتس المفقودة التي تحدث عنها أفلاطون، بسبب شكلها الدائري المتدرج.

لكن الدراسات الجيولوجية الدقيقة لم تجد أي أثر لحضارة بشرية قديمة في المكان، كما أن عمر الصخور هناك أقدم بكثير من أي وجود إنساني.

الحقيقة العلمية تقول إن الجمال الذي نراه ليس من صنع البشر، بل من فن الأرض نفسها حين تُشكّل لوحاتها عبر الزمن الطويل، بشكل مذهل لكل عين رأته، من الأرض أو الفضاء.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678