• Home  
  • علماء النفس يكشفون لماذا يختار البعض التعقيد بدلا من الراحة؟ | أسلوب حياة
- أسرة - رياضة

علماء النفس يكشفون لماذا يختار البعض التعقيد بدلا من الراحة؟ | أسلوب حياة

Published On 4/9/20254/9/2025 | في عموده بصحيفة “واشنطن بوست”، وفي معرض إجابته عن التساؤلات الدائمة حول ماهية الحياة الطيبة، وكيف نصنعها؟؛ كتب ريتشارد سيما، عالم الأعصاب والصحفي العلمي، في 20 أغسطس/آب الماضي، أنه على مدى أكثر من 40 عاما أشارت الأبحاث إلى إجابتين عن هذا السؤال: الأولى، إن الحياة الطيبة هي “حياة سعيدة”، تُبنى بالسعي […]

في عموده بصحيفة “واشنطن بوست”، وفي معرض إجابته عن التساؤلات الدائمة حول ماهية الحياة الطيبة، وكيف نصنعها؟؛ كتب ريتشارد سيما، عالم الأعصاب والصحفي العلمي، في 20 أغسطس/آب الماضي، أنه على مدى أكثر من 40 عاما أشارت الأبحاث إلى إجابتين عن هذا السؤال:

  • الأولى، إن الحياة الطيبة هي “حياة سعيدة”، تُبنى بالسعي وراء الراحة والرضا، وفرح أكثر من الحزن.
  • الثانية، إن الحياة الطيبة هي “حياة ذات معنى”، ترتكز على الهدف، والتواصل، وجعل العالم أفضل.

لكن العلماء قدموا إجابة ثالثة مؤخرا، وهي:

الحياة الطيبة، هي حياة تتسم بـ”الثراء النفسي”، الذي تصنعه التجارب الجديدة، والرؤى المتطورة، وبعض التعقيد، كما أنها أيضا “قد تكون أكثر إزعاجا وتحديا”، من الحياة السعيدة أو ذات المعنى.

مفهوم الثراء النفسي

أول من وضع مفهوم الثراء النفسي، ونشرته الجمعية الأميركية لعلم النفس في أغسطس/آب عام 2021، هو شيغيهيرو أويشي، عالم النفس بجامعة شيكاغو؛ وقال عنه: “لقد أردنا أن نجسد أنماطا أكثر استكشافا ومغامرة وإبداعا من الحياة الطيبة”، أشبه بحياة الفنانين والشعراء.

وأوضح أن السعادة يمكن اعتبارها متوسطا تصاعديا، “ترتفع وتنخفض مع التجارب الجيدة والسيئة”؛ مُشبها الثراء النفسي بأبرز الإنجازات المهنية، أو “هذا الكم من القصص والتجارب الشيقة التي نمر بها طوال حياتنا”، وقد تنشأ من السفر، أو مقابلة أشخاص شيّقين، أو قراءة كتب، أو التغلب على ظروف صعبة.

من ناحيتها، قالت إيرين ويستغيت، عالمة النفس الاجتماعي بجامعة فلوريدا، التي شاركت أويشي في البحث: إن “الحياة الغنية نفسيا”، مثيرة للاهتمام، تدعونا إلى الخروج من مناطق راحتنا، والانفتاح على تغيير آرائنا؛ لندرك أننا كنا نعتقد أن العالم يسير على نحو ما، وأصبحنا نراه “يسير على نحو آخر”؛ أو كنا نعتقد أننا على نحو ما، والآن ندرك أننا “لسنا كذلك”.

وفي الوقت الذي قد تكون الكلمات الأخيرة لشخص عاش حياة سعيدة: “لقد كانت ماتعة”، ولشخص عاش حياة ذات معنى: “لقد أحدثت فرقا”؛ سيقول من قضى العمر في البحث عن مسار ثالث لحياة غنية نفسيا: “يا لها من رحلة”.

لذا، تقول سونيا ليوبوميرسكي، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، والتي لم تشارك في البحث: “أعتقد أن نظرية الثراء النفسي هي النظرية الجديدة الأكثر إثارة للاهتمام في علم الرفاهية”.

الحياة قد لا تخلو من تنازلات تجعلنا نضطر إلى تحديد الأولويات بين مسارتها (بيكسلز)

الحياة الغنية نفسيا ليست سعيدة للغاية

يخبرنا أويشي أن “مسار الثراء النفسي الذي بحث عنه منتصف العمر، يُجسّد بُعدا من الحياة الجيدة الغنية بالتجارب الشيقة والمبتكرة، التي “لا يُشترط أن تكون مليئة بالبهجة، أو ذات غاية أسمى”.

وفي مراجعة أخرى لهما نُشرت في أبريل/نيسان عام 2025، أشار أويشي وويستغيت، إلى أن السعادة والمعنى لا يرتبطان عادة؛ فغالبا ما تكون الحياة الغنية نفسيا ذات معنى، “لكنها ليست حياة سعيدة للغاية”؛ وأضافت ويستغيت: من المنطقي ان “أي قصة جيدة تنطوي على تحد أو مشكلة”.

ورغم ذلك، يعتقد الناس أن الحياة الغنية نفسيا تستحق أن تُعاش، إذ اكتشف أويشي وزملاؤه في دراسة نُشرت في 23 يونيو/حزيران عام 2020، أن معظم الناس يرغبون في تحقيق هذه الأمور الثلاثة للحصول على حياة مثالية:

  • أن يكونوا سعداء.
  • أن يجدوا لحياتهم معنى.
  • أن يخوضوا تجارب شيقة.

لكن ويستغيت تُنبه إلى أن “الحياة قد لا تخلو من تنازلات تجعلنا نضطر إلى تحديد الأولويات بين مسارتها”.

فعندما أُجبر المشاركون في الدراسة على اختيار مسار واحد فقط، فضّلت الأغلبية اختيار المسار الأول، وهو “الحياة السعيدة”.

لكن ما بين 6.7% و16.8% من المشاركين اختاروا مسار “الحياة الغنية نفسيا”، وهذا يشير إلى أن هناك من يُقدّر هذه الأنواع من التجارب، “حتى على حساب حياة سعيدة، أو ذات معنى”.

الحياة الغنية نفسيا أكثر انفتاحا على التجارب الجديدة

تُظهر الأبحاث، أن الأشخاص الأكثر انفتاحا على التجارب الجديدة، “أكثر ميلا للبحث عن حياة غنية نفسيا وعيشها، من أولئك الأقل انفتاحا”؛ وذلك من خلال 6 سمات مميزة:

  • الاهتمام بالفن والثقافة والإبداع.
  • البحث عن تجارب متنوعة.
  • الشعور بالراحة والتسامح مع ما هو غير مألوف.
  • الاهتمام بمشاعرهم الداخلية.
  • إظهار مستويات عالية من الفضول.
  • الاستمتاع بالمفاجآت.

أما الأشخاص ذوو المستويات المنخفضة من الانفتاح، فيفضلون الروتين والأشخاص والأفكار المألوفة؛ “ويمكن اعتبارهم منغلقين عقليا”، وفقا لـ”سايكولوجي توداي”.

لذا، يرتبط الثراء النفسي بتعقيد معرفي أكبر، إذ يميل الأشخاص الذين يعيشون حياة غنية نفسيا، إلى “التفكير بشكل أكثر شمولية، ورؤية الصورة الكاملة”.

ويحصدون بعض النتائج الصحية، مثل “الثقة في التأقلم والدعم الاجتماعي”، مقارنة بمساري الحياة السعيدة، والحياة ذات المعنى.

الحياة الطيبة، هي حياة تتسم بـ”الثراء النفسي”، الذي تصنعه التجارب الجديدة، والرؤى المتطورة (فري بيك)

كيف تُثري حياتك نفسيا؟

أكد الباحثون أنه “لا يوجد مسار من مسارات الحياة الثلاث أفضل من الآخر، ولا يتعارض أحدهما مع الآخر”، بل يقدم كل مسار “نكهة مختلفة لحياة سعيدة”، ولكل مسار مزاياه وتحدياته.

وقال البروفيسور أويشي، الذي أصدر مؤخرا كتابا بعنوان “الحياة في 3 أبعاد: كيف يصنع الفضول والاستكشاف والخبرة حياة أفضل وأكثر اكتمالا”.

إنه حتى أولئك الذين يُعطون الأولوية للمسارات التي تعتمد بشكل أكبر على التكرار والروتين، قد يستفيدون من إستراتيجيات الإثراء النفسي، “لمساعدتهم على تجديد نشاطهم، والشعور بالحيوية في سعيهم نحو السعادة والمعنى”؛ عن طريق 4 أشياء:

  • استمتع باللعب، ينصح أويشي قائلا: “دع نفسك تتحرر، وكن منفتحا على أن تكون طفوليا تجاه نفسك، وتوقف عن المبالغة في تقدير نفسك”. استكشف عوالم جديدة، وتصفح أماكن الكتب المستعملة، وخذ دورة في أحد الفنون. وتضيف ليوبوميرسكي: “أعتقد أن التحديات والمفاجآت والعفوية، يمكن أن تؤدي إلى الكثير من الأشياء الرائعة؛ لذا، خاطر في حدود المعقول وكن أكثر استعدادا للأشياء”.
  • دع اهتمامات الآخرين واقتراحاتهم تفتح لك آفاقا أوسع، يقول أويشي: “أعتقد أن مجرد محاولة الموافقة على اقتراحات أصدقائك وأفراد عائلتك، قد يجعل حياتك أكثر ثراء”.
  • تقبل الانزعاج، تقول ويستغيت: “أعتقد أن الناس يعرفون ما الأشياء التي قد تجعل حياتهم أكثر ثراء”، مثل الالتحاق ببعض الدروس أو الانضمام إلى بعض الدورات. لكنهم “غالبا ما يقللون من الفوائد المحتملة، ويركزون على الأشياء المزعجة”، قبل القيام بأي شيء جديد أو صعب. رغم أن أدمغتنا لا تستمتع بالتحدي فحسب، بل تُظهر الأبحاث أن “الانزعاج ليس بالضرورة أمرا سيئا، بل قد يكون علامة على أنك تنمو”.
  • دوّن تجاربك وسجلها، فرغم أننا ننسى مغامراتنا بمرور الوقت، لكن الحياة الغنية نفسيا هي “تراكم تجارب غنية، ومن المهم تدوينها وتصويرها ومشاركتها مع الآخرين للحفاظ على ذكرياتك”، كما يقول أويشي، ويضيف: “طالما أنك تُنمّي تجاربك وتُخزّنها في تذكاراتك النفسية، فأنت تُثري حياتك دائما”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678