• Home  
  • عبد الله كنعان: الوصاية الأردنية على القدس ومقدساتها ثابت تاريخي لن يغيره الاحتلال
- الشرق الأوسط - ثقافة - مدونات

عبد الله كنعان: الوصاية الأردنية على القدس ومقدساتها ثابت تاريخي لن يغيره الاحتلال

يلقبونه في الأردن بعاشق القدس، ويعتبرها كأحد أفراد أسرته يجب أن تحظى بالحماية والاهتمام، فقد نذر حياته لخدمتها ومواصلة كشف مخططات الاحتلال الهادفة إلى تهويدها تحت مقولات توراتية مزورة.إنه عبد الله توفيق كنعان، أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، والذي قال في حديث خاص للجزيرة نت “إن القدس ليست قضية موسمية، بل جرح مفتوح في […]

عبد الله كنعان: الوصاية الأردنية على القدس ومقدساتها ثابت تاريخي لن يغيره الاحتلال
يلقبونه في الأردن بعاشق القدس، ويعتبرها كأحد أفراد أسرته يجب أن تحظى بالحماية والاهتمام، فقد نذر حياته لخدمتها ومواصلة كشف مخططات الاحتلال الهادفة إلى تهويدها تحت مقولات توراتية مزورة.إنه عبد الله توفيق كنعان، أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، والذي قال في حديث خاص للجزيرة نت “إن القدس ليست قضية موسمية، بل جرح مفتوح في ضمير العالم، صمتكم يشجع الاحتلال وكلمتكم قد تصنع فرقا”.

وأضاف كنعان أن اقتحامات المسجد الأقصى ومسيرات الأعلام الاستفزازية -برعاية رسمية وحماية عسكرية والعدوان على غزة– يؤكد وجود مخطط مدعوم من الغرب وقوى تدّعي رعايتها للديمقراطية وحرية الإنسان. واعتبر أن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الغربي وسلاح الفيتو، في وقت يغلب على الواقع الإسلامي والعربي الفرقة وغياب الوحدة والانقسامات في الصف الفلسطيني، هو ما يزيد الاحتلال عنجهية وعدوانا.

ويرى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ثابت تاريخي ومطلب فلسطيني وعربي وعالمي سبق وجود الاحتلال، وقال إنها حافظت وستبقى تحافظ على المقدسات وحرية العبادة، عكس احتلال غاشم لا يعترف بحرية العبادة ويعمل على محو الهوية العربية للمدينة المقدسة.

كنعان: ما نشاهده اليوم من اعتداءات الاحتلال على الأقصى يؤكد أن هناك مشروعا مخططا له بدعم من قوى الغرب (مواقع التواصل)

وفيما يلي الحوار كاملا:

استباحة وزراء الاحتلال المتواصلة للقبلة الأولى أليست تحديا وجس نبض لموقف عربي لمخطط هدم أقصانا وبناء هيكلهم المزعوم؟

تشكل القدس مكانة تاريخية ودينية في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية طوال أكثر من 5 آلاف سنة تؤكد عروبتها وأصالتها، وما تتعرض له مقدساتها الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة -من اعتداءات ومخططات صهيونية إسرائيلية- يُمثل تعدياً سافراً على الأديان والمعتقدات والأخلاق والقانون والشرعية الدولية.

فالمخطط الصهيوني التلمودي المزيف يقوم على فكرة باطلة تسعى لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، بالرغم من نسف أوهام وأسطورة هذا الهيكل من قبل علماء الآثار والتاريخ، بمن فيهم علماء الغرب وإسرائيليون. والمطالع لما ينشره المؤرخون الجدد اليوم من أمثال إيلان بابيه وغيره يجد أن هناك حالة عامة من التذمر ودحض كل ما تروج له المدارس الدينية الصهيونية من أساطير وأكاذيب.

وما نشاهده اليوم -من اقتحام للمسجد الأقصى ومسيرات الأعلام الاستفزازية والعدوان على غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- يؤكد أن المسألة الصهيونية الاحتلالية تتعدى قضية جس النبض، بل هي مشروع مخطط له وفق برامج وأوقات محددة ومدعوم من الغرب وقوى -مع الأسف- تدعي بأنها ترعى الديمقراطية وحرية الإنسان وتسعى لتقدم البشرية كذبا، كما أن المناخ العالمي سواء في منطقتنا العربية أو العالم وما يتخلله من أزمات وصراعات وحروب جعل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تتفرد بالشعب الفلسطيني وتستغل البيئة العالمية لخدمتها.

وعلى الصعيد الأردني، فالجهود واضحة انسجاماً وتجسيداً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس التي أكد عليها العالم وتمسك بها لأهميتها في الحفاظ على حرية الاعتقاد والعبادة، والوضع التاريخي القائم (الستاتيكو). فالأردن يبذل جهوداً متميزة وتضحيات كبيرة على صعيد إعمار المقدسات الاسلامية والمسيحية ورعاية الأوقاف والتعليم والصحة في القدس، إلى جانب التوعية بقضية القدس والإبقاء عليها حيّة في نفوس الأجيال والمحافل الدولية.

وصفْت القدس بأنها “جرح نازف” ألا يشجع الصمت العربي وبيانات الاستنكار المحتل على المضي في تهويد المدينة المقدسة؟

تتصل سياسة استمرار الاحتلال الاسرائيلي -بعدوانه على الأرض والشعب الفلسطيني- بما يتمسك به من مخططات وأجندات يشرف على تنفيذها يمين حكومي متطرف، وتشجعه على جرائمه وانتهاكاته سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الغربي له، والحماية التي يحصل عليها من سلاح الفيتو في مجلس الأمن، إضافة إلى معادلة المصالح الاستعمارية التي تربطه مع الغرب وخاصة ملف الطاقة التي يوفرها الاحتلال للغرب بعد تأثر الطاقة ومصادرها ومستوياتها وأسعارها بالحرب الأوكرانية الروسية والحظر الجاري على الطاقة المصدرة من روسيا.

وبالنسبة للواقع الإسلامي والعربي فإنه يغلب عليه الفرقة وغياب الوحدة، وكذلك حال الصف الوطني الفلسطيني وما يعانيه من انقسامات تزيد الاحتلال عنجهية وعدوانا، وتجعله يعتمد على إستراتيجية جديدة وبشكل علني، لتحقيق ما يطرحه من أكذوبة السلام، وهو ما صرح به نتنياهو بقوله “سلام القوة” أي قوة الاستعمار والنار، لا قوة الحق والشرعية، وبالتالي لا يستند الاحتلال في تنفيذ برامجه الخبيثة الاستعمارية على تقييمه للموقف العربي فقط، خاصة أن هناك تقاعسا في هذا الموقف على صعيد الساحة والمنظمات الدولية وعدم فعاليته في مجلس الأمن.

أما مسألة الاستنكار والاحتجاج ومدى تأثيرها من الناحية الدبلوماسية فهو أمر متصل بما يوفره القانون الدولي والمنظمات الدولية وقراراتها من بنود ومواد ترفض الاحتلال وتطالبه بوقف الاعتداءات، وهذه هي الورقة الدبلوماسية المتاحة التي تحاول بها الدول توفير مستوى دولي من الإدانة لتشكيل رأي عام دولي رافض لممارسات الاحتلال ويضغط عليه لوقفها، وما يجري اليوم من تذمر عالمي ضد سياسات إسرائيل وموقف واضح من الكثير من الدول العالمية واتجاهها نحو الاعتراف أو وعودها بالاعتراف مستقبلاً بالدولة الفلسطينية دليل على أن الدبلوماسية والموقف العربي قد تؤثر في المجريات المتسارعة.

ما دور اللجنة الملكية الأردنية في حماية القدس؟

فيما يخص دور اللجنة الملكية لشؤون القدس فهو تجسيد للموقف الأردني الراسخ والثابت وتنفيذ للتوجيهات الملكية السامية الدائمة والمستندة في جوهرها وفلسفتها الوطنية والقومية على تاريخ عريق من تضحيات الشعب والقيادة الهاشمية، صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حيث تقوم اللجنة بمهمة تثقيفية توعوية إعلامية معنية بقضية القدس لفضح الرواية والأكاذيب الأسطورية الإسرائيلية ونشر الرواية الحقيقية الوحيدة التي تؤكد على عروبة القدس وحق أهلها بأرضهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية.

ومن هنا تنشط اللجنة بالكثير من المهام كإصدار ونشر تقرير يومي “أخبار وواقع القدس” ورقياً وإلكترونيا، محلياً ودولياً، بواقع ربع مليون نسخة إلكترونية، توضع أمام الساسة والباحثين والمهتمين للتأثير والضغط على الرأي العام، وتبين حجم الانتهاكات الإسرائيلية من تهويد وأسرلة وعبرنة في القدس.

وهناك تقرير شهري “نشرة القدس” كمادة توثيقية أرشيفية يعود لها الباحثون وطلبة الجامعات والدراسات العليا، كما توفر الأبحاث والدراسات السياسية والتاريخية والثقافية، وصدر عن اللجنة أكثر من 68 كتاباً عن القدس والقضية الفلسطينية، ويوجد في المقر مكتبة تضم أكثر من 5500 كتاب، ويمكن الرجوع إليها مباشرة للقراءة والاستفادة العلمية، وتستمر اللجنة في التواصل والتعاون مع كل الجهات المعنية بالقدس، بما فيها أكثر من 25 جمعية ومنتدى أهليا مقدسيا في الأردن.

في ظل التهديدات بالسيطرة على الأقصى أو تقسيمه زمانيا ومكانيا، ما مصير الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية؟

لطالما تعرضت فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص للاعتداءات قديماً وحديثاً، وهي اليوم تحت وطأة نير الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولات تهديد الأقصى والسعي المستمر للتقسيم الزماني والمكاني، ولكن في إطار صدور الكثير من القرارات الدولية التي تؤكد أن القدس محتلة كما هو حال فلسطين، يجب أن يطبق على القدس القانون الدولي، وهو أمر يعني قانونياً عدم جواز وبطلان كل ما يمارسه الاحتلال من تغييرات وانتهاكات ومستوطنات في القدس وفلسطين.

وخلاصة القول إن الوصاية التاريخية الهاشمية بأبعادها الشرعية التاريخية والدينية والقانونية سبقت وجود الاحتلال الإسرائيلي، والوصاية في تاريخها الحديث عام 1924 للمغفور له (إن شاء الله) الشريف الحسين بن علي سبقت أيضا الاحتلال الإسرائيلي، وهي أمانة التزم بها الملوك الهاشميون، وتؤكد عليها وتطالب بها دول العالم، باعتبارها جزءا من ثقافة وعهدة الإستاتيكو، وهي وصاية ورعاية حافظت على المقدسات وحرية العبادة في القدس، على العكس تماماً من احتلال غاشم يسعى لتهويد وأسرلة القدس ولا يعترف بأي حرية للعبادة فيها. وأسطورة الهيكل المزعوم ومدينة داود والمسارات التلمودية ومحو الهوية العربية نموذج معاصر على الأبرتهايد الإسرائيلي.

إن الكثير من المشاريع والمخططات التي استهدفت تهويد القدس أثبت التاريخ والواقع فشلها، وما يجري مؤخراً من صور الصمود والنضال عبر “سيف القدس” و”طوفان الأقصى” تأكيد على أنه لا المخططات ولا المشاريع التي تأتي تحت مسميات السلام “أي سلام ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني” لا يمكن أن تنجح، والقدس والوصاية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وما تقوم به من رعاية وحفاظ على الهوية العربية ودعم للصمود الفلسطيني ثابت تاريخي ومطلب فلسطيني وعربي وإسلامي وعالمي.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

“نحن في موقع نيوز عربي نولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة المستخدم، حيث يتم تحسين المحتوى والعروض الترويجية بناءً على تحليلات دقيقة لاحتياجات الزوار، مما يسهم في تقديم تجربة تصفح سلسة ومخصصة.”

البريد الالكتروني: [email protected]

رقم الهاتف: +5-784-8894-678