ورأى موقع “أوريون 21” الفرنسي أن خطة ترامب الجديدة لن تذهب بعيدا، تماما كما فشلت خريطة الطريق الرباعية مطلع الألفية، معتبرا أن كليهما وُلد كرد فعل دفاعي من الغرب وإسرائيل، الأولى في مواجهة ما سمي الإرهاب الدولي، والثانية في مواجهة المقاومة لحركة حماس.
وأشار التحليل إلى أن العيب الأبرز في خطة سلام ترامب يكمن في تجريد الجهة التي ستتولى إدارة غزة من أي مضمون سياسي أو وطني، مما يجعلها مجرد هيئة إدارية بلا هوية فلسطينية واضحة.
كما أورد الموقع أن المعلومات المتداولة تفيد بأن التمثيل الفلسطيني في تلك الهيئة قد يقتصر على شخص واحد، إما رجل أعمال أو مسؤول أمني.
أما صحيفة “لوموند” الفرنسية، فقد كشفت عن وضع الولايات المتحدة إطارا جديدا لتنظيم المساعدات الإنسانية في غزة عقب وقف إطلاق النار، يقوم على الاعتماد على منظمات أميركية واستبعاد وكالة “الأونروا”.
وأوضحت أن هذا الإطار يشمل إقامة “حزام إنساني” في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، الأمر الذي يقلص دور المؤسسات الفلسطينية في عمليات الإغاثة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النهج يثير قلقا بالغا لدى المنظمات الدولية التي تخشى أن يؤدي تدخل جهات غير خبيرة إلى إضعاف النظام الإنساني القائم، كما طرحت تساؤلات حول مدى التزام الخطة الأميركية بحيادية إعادة الإعمار وضمان احترام حقوق الإنسان.
مركز غامض
وفي تقرير “يسرائيل هيوم” ورد أن مركز التنسيق المدني العسكري -الذي أُنشئ في مدينة كريات جات جنوب إسرائيل لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة- لا يزال غامض المهام والوظيفة.
ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن الهدف المعلن يتمثل في تنسيق المساعدات ومنع خرق الهدنة، لكنها لفتت إلى أنه لا يساهم عمليا في تحقيق أهداف إسرائيل الجوهرية كمنع تهريب السلاح أو نزع سلاح حماس.
وأضاف التقرير أن المركز يسعى لتثبيت نفسه وتحديد صلاحياته، في وقت تعيد حماس انتشارها في القطاع بسرعة، محذرا من أن وجود هذا المركز قد يقيّد تحركات الجيش الإسرائيلي ويحولها إلى مسارات تفاوضية بيروقراطية.
وفي تحليل نشرته “نيويورك تايمز” من القدس، تمت الإشارة إلى تحوّل لافت في طبيعة العلاقة بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكدت الصحيفة أن مرحلة الدعم المطلق تحولت إلى علاقة يشوبها التوتر، مع تزايد فرض ترامب قرارات تتناقض مع رغبات نتنياهو ومصالحه السياسية.
وأضافت أن الإدارة الأميركية باتت تمارس دورا مباشرا في إدارة وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أثار لدى أوساط الإسرائيليين شعورا بأن دولتهم تخضع لوصاية أميركية غير معلنة.
كما يخشى نتنياهو، بحسب التقرير، أن ينعكس أي انتقاد يصدر عن ترامب سلبا على مستقبله السياسي وفرصه الانتخابية.
الجنوب اللبناني
وفي سياق آخر، تناولت “لوفيغارو” التطورات في الجنوب اللبناني عقب إسقاط قوات الأمم المتحدة العاملة هناك طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق بلدة كفركلا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن القرار كان فرنسيا بحتا، مشيرا إلى أن قيادة “اليونيفيل” تلقت تعليمات صارمة بالتصدي لأي خرق أو تصرف إسرائيلي عدواني.
ولفتت إلى أن الحادثة تأتي بعد سلسلة من تحليقات المُسيرات الإسرائيلية فوق مناطق انتشار القوات الدولية، رغم التحذيرات السابقة من مغبة استمرار هذه الانتهاكات.
وفي سياق موازٍ، كتب ستيفن كوك بمجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن تقليص المساعدات الخارجية الأميركية كانت له عواقب مدمرة على اللاجئين السوريين في لبنان، والذين باتوا أمام خيارين أحلاهما مر: البقاء في المخيمات البائسة أو العودة إلى وطن غير مستقر.
وأوضح الكاتب أنه صُدم مما شاهده من معاناة الأطفال خلال زيارته للمخيمات، مؤكدا أن التجاذبات السياسية في واشنطن انعكست بشكل مباشر على مصير مئات آلاف اللاجئين بعد شل عمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتراجع ميزانية الدعم.



